09 July 2019 - 10:38
رمز الخبر: 452379
پ
توفي المرجع الديني آية الله السيد محمد الحسيني الشاهرودي، قبل ساعات في مستشفى بالعاصمة الإيرانية طهران.

فارق الحياة العالم الجليل آية الله السيد محمد الحسيني الشاهرودي وهو نجل آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي، قبل ساعات قليلة في مستشفى بيامبران في العاصمة الإيرانية طهران.

نبذة عن حياته

ولد آية الله السيد محمد الشاهرودي ولد ، في شهر جمادى الأولى عام 1344 هـ في النجف الاشرف ونشأ في أسرة تعتبر من أكثر الأسر العلمية في النجف تديّناً وتقوى، فإن والده المرحوم آية الله العظمى الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي (قدس سره) وهو غنيّ عن التعريف حيث كانت هذه الشخصية الكبيرة معروفة عند الجميع بالعدالة والتقوى والزهد والورع والفقاهة، وقد تولّى ولسنوات طويلة بعد وفاة المرحوم آية الله العظمى السيد ابو الحسن الاصفهاني (قدس سره) الزعامة الدينية والعلمية للحوزات العلمية وعالم التشيع.

وقد نقل عن المرحوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره) أنه قال: « لم أبعد عني السيد محمد حتى بلغ سن الواحد والعشرين».

وقد غرس الفقيد السيد الشاهرودي (قدس سره) التعاليم الاسلامية وأحكام الحلال والحرام في قلوب أبنائه بحيث أصبح يضرب بهم المثل في تطبيق الأخلاق والأحكام الإسلامية..

نبذة من الجهود والاشتغالات العلمية

تلقّى المقدمات لدى والده الكبير وكذلك عند المرحوم الشيخ علي شهر بابكي والمرحوم الشيخ شمس الزنجاني الذي كان من كبار الأساتذة في علم المنطق.

وقـد تلقّى بعـض دروس السطوح أمثال الرسائل والمكاسب من والده وحضر الكفاية لدى المرحوم آية الله العظمى الميرزا هاشم الآملي (قدس سره) والمرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين الرشتي (قدس سره).

تدريس السطوح العالية

كان الراحل يعدّ في بداية شبابه من مدرسي السطوح العالية حيث كان يشرح لطلاّبه أسرار الكتب الدراسية ومطالبها الصعبة بكل عمق ووضوح، فكان تدريسه للسطوح من بدايات حضوره دروس الخارج.

حضور درس الخارج

في عام 1360 هـ وفي سن السادس عشر من عمره حضر آخر المراحل الدراسية في الحوزة العلمية وهو درس الخارج وهو أمر فريد من نوعه بأن يحضر درس الخارج من حيث حداثة سنّه، ولكن كان ذلك بفضل مواهبه وقابلياته التي حباه الله بها ونبوغه وذكائه الحاد الذي أفاضه الله تعالى عليه وكذلك بسبب التربية الصالحة والتوجيه الصحيح من قبل والده المعظم وخاصةً تأكيده الشديد عليه بضرورة التفرّغ للدرس والبحث وتجنّب المشاغل الأخرى.

ونتيجةً لذلك كلّه صرف جلّ عمره المبارك في الاستفادة الكاملة وملا وقته كلّه بالجد والاغتراف من العلم والدراسة والمطالعة الهادفة.

لقد شارك ولمدة طويلة في دروس الخارج واكتسب بما فيه الكفاية من محاضرات ودروس آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره) ومن علومه الزاخرة حتى بلغ بفضل ما بذله من جهود ومثابرة واستيعاب درجات الاجتهاد العالية، ومع ذلك فإنه كان يبادر في الحضور وبصورة مستمرة وفعّالة لدى والده ولم يترك الحضور في درسه ، وكتب تقريرات دروسه في مادّتي الفقه والأصول.

 

تقريرات درس الخارج

كان آية الله الشاهرودي وفي كل يوم وبعد الانتهاء من درس والده في بحث الخارج يعقد مجلساً علمياً يشرح فيه الدّرس من بدايته ويتدرّج بإيضاحه في محاولة لكي لا يفوت الأخرون الاستفادة وحتى يسهل استيعابه .

 

المشاركة في مجلس الاستفتاء

كان يُعدّ من أركان مجلس الاستفتاء للمرحوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره). وفي هذا المجلس كان يتمّ الجواب على الكثير من الاستفتاءات و الأسئلة الشرعية التي كان يبعثها مقلّدوا السيد الفقيد من الشيعة من مختلف أرجاء العالم. وكان يتألف هذا المجلس من بعض الفضلاء والعلماء الكبار في حوزة النجف الأشرف العلميّة، حيث كانت تطرح فيه الكثير من المسائل الهامّة والصعبة والمستجدّة وبعد البحث والتحقيق حولها تعرض على السيد الفقيد ليعطي رأيه النهائي فيها.

 

نيل إجازة الاجتهاد

لقد وفق الراحل من نيل إجازة الاجتهاد من والده عام 1375 هـ بعد أن برزت للعيان مراتبه العلمية والكمالية وبعد أن اجتاز الكثير من الامتحانات التي واجهته في هذا المسار العلمي، مع ملاحظة أن السيد المرحوم كان يعرف في حوزة النجف الاشرف بـ«ذي الشهادتين» في مجال منح إجازة الاجتهاد، ذلك لأنه كان غاية في التشدّد ودقيقاً في امتحان الاجتهاد، لذلك كانت إجازة اجتهاده بمثابة شهادة اثنين من العلماء الكبار في الاجتهاد.

وكذلك حظي بنيل إجازة الاجتهاد من المرحوم آية الله العظمى السيد جمال الدين الگلبايگاني (قدس سره)الذي كان يعتبر من أبرز تلاميذ الميرزا النائيني (قدس سره).

 

تدريس خارج الفقه والاصول

لقد بدأ تدريسه للخارج عام 1383 هجرية تقريباً وحتى اليوم ، وبالرغم من خدماته الجّمة ونشاطاته الاجتماعية والعلمية نراه يواصل درسين في الخارج ، أحدهما للفقه والاخر للأصول. وقد تخرج على يديه أعداد غفيرة من طلبة العلوم الدينية البارزين ومن المشهورين بالفضل، ومن بين هؤلاء مجموعة كبيرة من الشخصّيات العلمية والدينيّة الذين يقومون بخدمة الدّين ونشر الأحكام وممارسة التدريس في مختلف الحوزات العلمية والجامعات.

 

إرجاع الاحتياطات

لقد بلغ أسمى مراتب الفضل والعلم والكمال وبعد سنوات طويلة من تدريس الفقه والأصول إضافة لحضوره دروس والده المعظم ونتيجة لنبوغه المبكّر وعبقريته الفذّة والتوفيقات الالهيّة وما بذله من جهود ومساعي جزيلة ومباركة في حقول التعليم والتعلم والمعرفة والمشاركة الفعّالة في مجالس الاستفتاء وعطائه المتميز في البحوث العلمية وتوجيه من أساتذة كبار أمثال والده (قدس سره) وبالتدريج برز للجميع ما يتمتع به من رشد فكري ومستوى علمي وما بلغه من أسمى مراتب في الاجتهاد والتقوى. لذلك اتّجه نظر والده المرحوم (قدس سره) الى صلاحيته للتقليد.

« ففي عام 1388 هجرية أرجع مقلّديه في احتياطات المسائل الشرعيّة لابنه الكبير» ومن هنا أتى توجه أعداد كثيرة من المؤمنين بأتباعه وتقليده على أثر وفاة والده عام 1394 هـ.

وبعـد ذلـك وعلى ضـوء الطلبات المتكررة لأعداد كثيرة من المـؤمنين فـي كـلّ مـن إيران والعـراق وبعض البلدان الإسـلامية الأخـرى اتخذ القرار بطبع الرسالة العملية وبالفعل طبعت باللغتين العربية والفارسية في عام 1398 هـ وفي النجف الاشرف.

 

الهجرة للحوزة العلمية في قم المقدسة

وعلى أثر إخراجه من النجف الاشرف من قبل نظام البعث الحاكم وترحيله إلى الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1400 هجرية، استقّر به المقام في مدينة قم المقدسة وفيها تابع جهوده العلمية التي عهدها من قبل وواصل محاضراته في الفقه والاصول وتربية طلبة العلوم الدينية وتهذيبهم بالصورة اللائقة، وصار منشأ للكثير من الخيرات والبركات والخدمات ومعالجة المشاكل الشرعية والاجتماعية.

 

مؤلفاته المطبوعة

1- «ذخيرة المؤمنين ليوم الدين » وهي رسالة عملية باللغة العربية .

2 – «توضيح مناسك الحج» باللغة العربية .

3 – «دروس في أحكام النساء» باللغة العربية .

4 – «كتاب الطهارة» تقريرات بحثه في خارج الفقه بقلم أخيه سماحة آية الله السيد حسين الحسيني الشاهرودي وهو من كبار العلماء والمدرسين في حوزة قم العلميّة .

5 – «رسالة توضيح المسائل» رسالة عملية في اللغة الفارسية .

6 – «توضيح مناسك الحج» تشتمل على أحكام الحج باللغة الفارسيّة .

7 – «رسالة توضيح المسائل» باللغة الاُردية .

 

مؤلفاته المخطوطة

1 – حاشية على العروة الوثقى

2 – كتاب في الحدود .

3 – تقريرات دروس والده المرحوم (قدس سره).

4 – كتاب الاستفتاءات وهو تحت الطبع .

خدماته الاجتماعية

 

مساعدة طلاب الحوزات العلمية بطرق وأساليب مختلفة أمثال صرف الراتب الشهري المنظم للطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسيّة .

تقديم الشهرية للحوزات العلمية في بعض المدن وإعانة الطلاب والفضلاء في مختلف احتياجاتهم .

منح الاجازة لصرف الحقوق الشرعية في المدارس العلمية والمراكز الاسلامية في ايران وفي غيرها من البلدان .

إرسال الوكلاء والمبلغين وحثّهم على تبليغ الأحكام الإسلامية في مختلف نقاط ايران وسائر الاقطار الأخرى.

تاسيس مجمع سكني لطلبه الحوزه العلميه في قم المقدسه. وتوضيح ذلك فى فقرات اخرى من هذا التقرير.

مساعدة المحرومين والمستضعفين والفقراء في مختلف المجالات أمثال العلاج والسفر وبناء أو شراء البيوت والزواج وغيرها وفصل النزاعات والمساهمة في وضع حلول لبعض المشاكل الاجتماعية .

مساعدة أبناء السبيل والمشرّدين والمبعّدين عن أوطانهم .

تأسيس الحسينية وتقديم الاعانات لبناء المساجد والحسينيات والمدارس العلمية والمكتبات والمستشفيات والمسـتوصفات والمـرافق الصـحيّة أمثـال الحـمّامات وغـيرها مـن المرافـق الضـرورية وخاصـةً فـي القـرى والمـناطـق المحرومة .

تقديم المساعدة لمجالس تعظيم الشعائر أمثال مجالس التعزية والاعياد وإعانة المراكز الدينية الثقافية والمجمّعات والمؤسسات الدينية في الداخل والخارج . وهناك خدمات أخرى كثيرة يطول المجال لذكرها جميعاً .

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.