19 August 2019 - 10:39
رمز الخبر: 453057
پ
السيد هاشم صفي الدين:
أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أنه من "مميزات المقاومة الأساسية أن المعلن عنها هو أقل بكثير مما هو غير معلن"، فهذه المقاومة تهتم بالواقع والحقيقة وليس بالكلام ولا بالدعاية ولا بالوهم، قوتها قوة حقيقية".

كلام صفي الدين جاء خلال رعايته الإحتفال التكريمي لشهيد الحزب "القائد إبراهيم محمود الحاج (الحاج أبومحمد سلمان)، لمناسبة الذكرى السنوية لشهادته ووضع حجر الأساس للنصب التذكاري للشهيد، في بلدة قليا، في حضور ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية، فاعليات سياسية، حزبية، علمائية، بلديات، مخاتير وحشد من الأهالي وعائلة الشهيد.

وقال صفي الدين: "بعض اللبنانيين لم يلتفتوا إلى أن هذه المقاومة هي نعمة وهي قوة وهي ضمانة وأمان لكل لبنان، بعض الدول تبذل أموالا طائلة لتحصل على موقع في المعادلة المحلية أو الإقليمية أو الدولية، المقاومة أخذت بلبنان إلى الأمن والأمان وإلى القوة والإقتدار وإلى موقعية مميزة على مستوى المنطقة كلها، فلماذا لا تدركون أهمية هذا الموقع، ولماذا يسعى البعض إلى التفريط به، فإما أنه لا يعرف فهو جاهل وإما أنه يعرف لكن الحسد ملأ قلبه إن لم نقل من يحركه من الخارج طلب منه هذا، المقاومة اليوم هي من أهم وأعظم النعم التي منَّ الله بها على هذا البلد من أجل الحماية والمنعة ومن أجل دفع التهديدات الأجنبية والإسرائيلية تحديدا، ولأن المقاومة حملت هذه المميزات حققت كل ما حققته، من أهم وظائف المقاومة في هذه التجربة وفي هذا التاريخ وفي هذه القوة وفي ما قدمه لنا شهداؤنا وقادتنا هو أولا أن ترسخ المقاومة ثقافة الإنتصار على العدو الإسرائيلي، وهذا الهدف تحقق بعدما شاعت ثقافة الإنهزام. ايضا المقاومة استهدفت الوعي الإسرائيلي، كسرته واخترقته، واخترقت العمق الإسرائيلي وأصبحت تعيش في قلوبهم خوفا ورعبا ورهبة".

وتابع: "كنا وما زلنا أمام ما قدمته المقاومة وما تقدمه وما تصنعه من انتصارات وإنجازات ومعادلات، المطلوب من جميع اللبنانيين أن يتعاطوا مع هذه المقاومة على أنها نعمة لهم ومصلحة لمستقبلهم وواقعهم ولأبنائهم ولكل الوطن بل لكل الأمة، والذي ينظر نظرة خاطئة ومختلفة هو الذي يخسر، لن يغير في الأمور شيئ، وكل الكلام الأمريكي الذي يسمع من هنا وهناك ليس له أي قيمة وأنا أقول لكم من الآن أيها اللبنانيون كل ما تسمعونه من الأميركان وكل ما يقومون به من عقوبات وتهديدات واستهداف - وفيه ظلم وتعدي وعدوان على رجال أعمال وعلى أناس هم يستهدفون ظلما وعدوانا من الأمريكي -، كل ما يفعله الأميركي وكل ما تسمعونه من الأميركي لا تهتموا له ولأفعاله لأنه لن يغير في الوقائع شيئ، فالأميركي حاول وفشل، والأميركي أصيب بخيبات كثيرة، لذا على مستوى لبنان وبواقعية تامة، فبإمكان الأميركي أن يوجد له أصدقاء ومتنفعين في لبنان، وبإمكانه أن يجند عملاء له في لبنان، لكن ليس بإمكان الأميركي بعد اليوم وبعد كل التجارب التي مضت ليس بإمكان الأميركي أن يسوق لبنان إلى سياساته وإلى أولوياته، هذا أمر انتهى، كل من يتخيل أو يفكر في يوم من الأيام أن أميركا بضغطها وحضورها وسياسييها وتصريحاتها وتهديداتها وعقوباتها ودعمها لإسرائيلي وكل ما تضغط به على المنطقة وعلى لبنان انه بامكانها أن تعود إلى لبنان لتكون لها كلمة الفصل لن يكون على الإطلاق، هذا زمن ولى ولذا كثير من الكلام الأميركي الذي نسمعه إن لم أقل كله عن لبنان وعن حزب الله تحديدا، هو ينضح كله بالخيبة، فمواقفها السياسية عن لبنان وعن حزب الله مواقف مليئة بالخيبة، خيبة بعد خيبة وفشل بعد فشل، في تموز 2006 فشلوا، راهنوا على لبنانيين خابوا وفشلوا، راهنوا على حصار حزب الله سياسيا خابوا وفشلوا، راهنوا على كثير من الضغوط خابوا وفشلوا، ضغطوا على سوريا وعلى إيران وعلى المنطقة بالأمن وبالعسكر وبالسياسة وبالإعلام وبالمال، فشلوا وخابوا، مصيبة أميركا أنها لا تريد أن تسلم بهذا الواقع لكن سيأتي يوم من الأيام وتسلم به فهي دولة كبيرة متعجرفة تمسك العالم بالدولار، تعتقد أن القدر بيدها، لكن أميركا ليس في يدها شيء لا الدنيا ولا الآخرة".

واضاف: "إذا أردت أن أوصف محورنا الذي ننتمي إليه محور المقاومة بكل فخر واعتزاز هو محور قوي موحد متماسك فكريا عقليا عاطفيا تسليحيا سياسيا اجتماعيا في كل الساحات والميادين، محور يقاتل في أقصى الدنيا وفي أدنى الدنيا بلغة واحدة ومنطق واحد على قلب واحد وجبهة واحدة وقيادة واحدة، ومحور أمريكا والسعودية وإسرائيل ومن معهم هو محور الخيبات المتتالية ومحور الفشل والخيبة".

وتحدث صفي الدين عن بعض ميزات الشهيد أبو محمد سلمان، فقال: "أصرت روح أبو محمد إلا أن تحط رحالها في جوار سيد الشهداء عليه السلام وهذه كرامة وخصوصية تضاف إلى هذه الشهادة التي رافقته، انتقلت به الشهادة إلى العلياء حيث هو اليوم، الحاج ابو محمد هو الأخ المؤمن الصادق الشجاع المثقف الهادئ العاشق للشهادة وللقاء الله سبحانه وتعالى، فمع هؤلاء القادة أمثال أبو محمد سلمان لا تطوى حياتهم باستشهادهم ولا تغلق دفاتر عطائهم عند عطاء الدم فحسب، هؤلاء كما هم خالدون عند ربهم هم دائموا الحضور فينا، في ثقافتنا ومقاومتنا وفي ساحات جهادنا وفي أجيالنا التي يجب أن تتعلم وأن تتثق وأن تعرف من هو أبومحمد سلمان، من هو ومن هم رفاقه الذين صنعوا لنا كل هذه الملاحم بالسهر والتعب والبذل والتضحية والكرم والسخاء والشجاعة والإقدام والحضور الدائم في ساحات العطاء، لكي يكون وفيا ومخلصا".

بعدها وضع صفي الدين وعائلة الشهيد ومسؤول حزب الله في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي حجر الأساس للنصب التذكاري للشهيد في بلدة قليا.

المصدر: الوکالة الوطنیة

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.