02 November 2019 - 10:36
رمز الخبر: 454063
پ
هام وعاجل..
قرأ ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقيمت هذا اليوم (3ربيع الأوّل 1441هـ) الموافق لـ(1 تشرين الثاني 2019م) في الصحن الحسينيّ الشريف، نصّ ما ورد من مكتب المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف.

وقال سماحة السيد أحمد الصافي: إخوتي أخواتي أقرأ عليكم نصّ ما وردنا من مكتب سماحة السيّد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه) في النجف الأشرف.


بسم الله الرحمن الرحيم
مع استمرار الاحتجاجاتِ الشعبيّة المُطالِبة بالإصلاح في بغداد وعددٍ آخر من المحافظات، شهدنا في هذا الأسبوع اصطداماتٍ جديدة مؤلمة ومؤسفة بين الأحبّة المتظاهرين والمعتصمين وبين رجال الأمن وغيرهم، وقد أسفرت عن سفك مزيدٍ من الدماء البريئة وتعرّضِ أعدادٍ كبيرة من الجانبين لإصاباتٍ مختلفة، وتزامن ذلك مع الاعتداء بالحرق والنهب على العديد من الممتلكات العامّة والخاصّة.

إنّ الدماء الزكيّة التي سالت خلال الأسابيع الماضية غاليةٌ علينا جميعاً، ومن الضروريّ العمل على منع إراقة المزيد منها، وعدم السماح أبداً بانزلاق البلد الى مهاوي الاقتتال الداخليّ والفوضى والخراب، وهو ممكنٌ إذا تعاون الجميعُ على حلّ الأزمة الراهنة بنوايا صادقةٍ ونفوسٍ عامرة بحبّ العراق والحرص على مستقبله.

إنّ المرجعيّة الدينيّة تجدّدُ التأكيدَ على موقفها المعروف من إدانة التعرّض للمتظاهرين السلميّين وكلّ أنواع العنف غير المبرّر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنيّة بعدم الزجّ بالقوّات القتاليّة بأيٍّ من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلميّة، خشيةَ الانجرار الى مزيدٍ من العنف.

إنّ احترام إرادة العراقيّين في تحديد النظام السياسيّ والإداريّ لبلدهم، من خلال إجراء الاستفتاء العامّ على الدستور والانتخابات الدوريّة لمجلس النوّاب، هو المبدأُ الذي التزمت به المرجعيّةُ الدينيّة وأكّدت عليه منذ تغيير النظام السابق، واليوم تؤكّدُ على أنّ الإصلاح وإنْ كان ضرورةً حتميّة -كما جرى الحديثُ عنه أكثر من مرّة- إلّا أنّ ما يلزم من الإصلاح ويتعيّن إجراؤه بهذا الصدد، موكولٌ أيضاً الى اختيار الشعب العراقيّ بكلّ أطيافه وألوانه من أقصى البلد الى أقصاه، وليس لأيّ شخصٍ أو مجموعةٍ أو جهةٍ بتوجّهٍ معيّن أو أيّ طرفٍ إقليميّ أو دوليّ أن يُصادر إرادة العراقيّين في ذلك ويفرض رأيه عليهم.

إنّنا نناشدُ جميعَ الأطراف بأن يفكّروا بحاضر العراق ومستقبله، ولا تمنعهم الانفعالاتُ العابرة أو المصالح الخاصّة عن اتّخاذ القرار الصحيح بهذا الشأن، ممّا فيه خير هذا البلد وصلاحه وازدهاره، والله الهادي الى الصواب وهو وليّ التوفيق.

المصدر: وكالة الكفيل

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.