09 January 2010 - 04:06
رمز الخبر: 1460
پ
رسا / تقاریر ــ نهض آیة الله علی الصافی الکلبایکانی بأعباء الجهاد ومقاومة المستعمرین وأعوانهم بخطبه البلیغة القاطعة فی عهد النظام الملکی المستبد ، وتحمل أنواع المصاعب والضغوط فی هذا السبیل
حیاة آیة الله علی الصافی الکلبایکانی
ولد آیة الله علی الصافی بمدینة کلبایکان التابعة لمحافظة اصفهان سنة 1332هـ ، وأمضى طفولته ومقتبل شبابه فی طلب العلم لدى والده وخاله حجة الإسلام الملا أبو القاسم قطب(رحمه الله ) حتى سن السابعة عشرة ، ثم واصل دراسته فی قم حیث أخذ دروس السطح عن آیة الله المیرزا محمد الهمدانی ، وأتم مرحلة البحث الخارج فی الفقه والأصول لدى جملة من عظماء العلماء کآیة الله الحجة وآیة الله البروجردی ( رحمهما الله ) ، وتفتق ذکاؤه وقوته على الاستدلال فی حلقات درس أستاذه الأخیر ، فنال احترامه وثناءه ، وذاع صیته بین أقرانه .
خلف آیة الله علی الصافی الکلبایکانی ( رحمه الله ) آثاراً قیمة بالنظم والنثر وباللغة العربیة والفارسیة منها : شرح استدلالی للعروة الوثقى ، ومنتخب الأحکام ، ومناسک الحج ، ودر انتظار وصال (بالفارسیة ) ، ورسالة عملیة باسم توضیح المسائل ( بالفارسیة ) ، وتقریرات الأصول للمرحوم آیة الله الحجة باسم المحجة فی تقریرات الحجة ، وراز دل ( دیوان أشعار باللغة الفارسیة ضم أکثر من ألف صفحة ) ، والدلالة إلى من له الولایة ، وتاریخ تحول فقه شیعه (بالفارسیة) ، وأصول الفقه , وتقریرات دروس المرحوم آیة الله البروجردی .
وإضافة إلى دراساته ومطالعاته واهتمامه الشدید والدقیق بالتألیف والتدریس والبحث فی مختلف المجالات لم یغفل المرحوم آیة الله الحاج علی الصافی عن التواجد الفاعل فی المجتمع والاهتمام بحوادث عصره ، فدروسه وبحوثه الأصولیة والکلامیة والفقهیة لم تشغله عن أناسه ومجتمعه بحیث یتخلى عنهما ویعکف على النواحی العلمیة .
لقد نهض هذا المجتهد العارف فی العهد الملکی الجائر بأعباء الجهاد ومقاومة الاستعمار وأعوانه بخطبه البلیغة والقاطعة التی مزجها فی کیانه بالشجاعة و المروؤة والثبات على مبادئ الحریة ونشر العدالة والالتزام الاجتماعی وإحیاء الحق والإطاحة بالباطل ، وتجشم فی هذا السبیل المصاعب والضغوط السیاسیة والنفی والإبعاد .
ومن جملة أعمال هذا العالم والمرجع الکبیر فی سبیل وصول الثورة الإسلامیة إلى أهدافها هی دعوته إلى الوحدة والتآزر بین مراجع التقلید ، فقد کان یعتبرها وسیلة النجاة والموفقیة , فخاض مذاکرات عدیدة فی هذا المضمار .
لقد کان المرحوم آیة الله علی الصافی فی البحوث الفقهیة واللغویة والأدبیة والتأریخیة ممن یعتدّ بآرائهم ، وله مع مشاهیر اللغة والأدب الفارسی والعربی وبلغائهم من القدماء والمحدثین علاقة واستئناس کبیرین .
ومن الملامح المعنویة والخصائص الأخلاقیة لهذا العالم الکبیر هی مایلاحظ علیه من نشاط وتفاعل وصدق فی اللقاء والحدیث معه .
لقد ودع آیة الله علی الصافی الدار الفانیة عن عمر ناهز التاسعة والتسعین متأثراً بکبر سنه وذلک فی إطلالة صباح الثامن من محرم الحرام وفی مدینته کلبایکان . رحمه الله وأسکنه فسیح جنانه .
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.