11 January 2010 - 23:31
رمز الخبر: 1477
پ
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- أثارت إساءة إمام جمعة الریاض الى آیة الله السیستانی ردود فعل واسعة النطاق، شملت العلماء والحوزة العلمیة فی قم.
العلماء والحوزة العلمیة فی قم ینددون بالإساءة الى آیة الله السیستانی<BR>
أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أنه فی أعقاب الکلام السخیف الذی صدر على لسان إمام جمعة الریاض، والذی تعرض فیه لآیة الله السید علی السیستانی، ثارت موجة عارمة من ردود الأفعال المنددة بهذا العمل المرفوض، وکان العلماء سباقون فی إصدار بیانات الشجب والإدانة.
وفی هذا السیاق، أصدرت رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم بیاناً شجبت فیه الإساءة الوقحة الى المرجعیة الشیعیة، داعیة المسلمین کافة الى توخی الحیطة والحذر.
ووما ورد فی هذا البیان: لا شک فی أن النیل من فقیه ورع ورجل دین مجاهد قضى عمره الشریف فی مسیرة الخدمة الى الإسلام العزیز، وتحمل کثیراً من المشاق إزاء وقوفه بوجه المحتل، ورمز مثل عامل الوحدة الهام فی صفوف المسلمین العراقیین، لیس بالأمر الهین، ولا یمکن المرور علیه مرور الکرام. وعلى المسلمین فی العالم أن یعوا بأن مثل هذه الحرکات تبعث السرور فی قلوب الأعداء، سیما أمریکا وبریطانیا، وتصب النار على الزیت، وتثیر الفرقة والتناحر، بل وتعد أرضیة خصبة لتغلغل الأعداء الى صفوف المسلمین. لقد تحمل العالم الإسلامی دائماً التعصب والجمود والتطرف الوهابی، والدلیل على ذلک أن الجرم الوحید للمرجعیة الشیعیة لم یکن سوى انتهاج التدابیر العقلانیة والحکیمة، واعتبارها عاملاً لتوحید الصف الإسلامی فی العراق، وإعطاء صورة ناصعة عن التعامل الشیعی البناء فی العالم.

من جانبه، ذهب آیة الله ممدوحی، عضو رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم الى أن من أساء الى هکذا شخصیة کریمة لا یمتلک أدنى مقومات الشخصیة الإنسانیة الواعیة.
وأشار سماحته الى أن هدف إمام جمعة الریاض وأمثاله النقود التی تغدق علیهم لقاء القیام بهکذا أعمال، مصرحا: من یعتلی منبر الجمعة ویؤم المسلمین فی صلاة الجمعة، وفی الوقت نفسه یسیء الى شخصیة مرموقة ومعروفة کآیة الله السیستانی، الذی اشتهر فی العالم بالعلم والزهد والورع والحکمة، لا شک فی أنه عار عن کل مقومات الشخصیة الإنسانیة الواعیة.

وبدوره، أعرب سماحة آیة الله حسینی بوشهری، نائب رئیس رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم، عن أسفه من التصریحات المسیئة التی أدلى بها إمام جمعة مدینة الریاض بحق آیة الله السیستانی، وقال: لما لا یکون المنطق هو الحاکم، وتکون الغلبة أولاً وآخراً للحقد والضغائن، شهدنا وسنشهد مثل هذا السلوک الخاطیء.
وصرح سماحته: لا یلیق بشخص یدعی أنه عالم ویؤم الناس فی الصلاة إطلاق هکذا ألفاظ نابیة، وأنا أعتقد أن الهدف من هذه الأعمال النیل من الشیعة وضرب الوحدة الإسلامیة.

کما ندد سماحة الشیخ هادوی طهرانی، رئیس الهیئة العلمیة لبعثة قائد الثورة الإسلامیة الى الحج، والأستاذ فی حوزة قم العلمیة، بالإساءة الى آیة الله السیستانی، وقال: قذف هذا المرجع یرمی الى التقلیل من دور المرجعیة الشیعیة.
وألمح سماحته الى الدور الإیجابی الکبیر الذی قام به آیة الله السیستانی فی العراق، فقال: لقد کان هذا المرجع محوراً للوحدة فی العراق، ومورد قبول الجمیع واحترام جمیع الأحزاب والمذاهب فی العراق؛ فکل منصف ینظر بعین الإکبار والإجلال الى هذه الشخصیة الفذة.

الى ذلک، ندد سماحة الشیخ علی دوست، عضو رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم، بالإساءة الى المرجعیة الشیعیة، وقال: هذه الإساءة لا تمثل إساءة شخص لشخص وإنما إساءة تیار منحرف لمذهب أصیل.
وبیّن سماحته المکانة الرفیعة التی یحظى بها آیة الله السیستانی فی عالم التشیع، منتقداً الإساءة بحقه، ومردفاً: إن آیة الله السیستانی الذی کان عرضة للسب والقذف من قبل الفرقة الوهابیة یعتبر عاملاً للوحدة فی العراق باعتراف العدو والصدیق.

هذا، واستنکر سماحة الشیخ جمشیدی، قائم مقام الحوزة العلمیة فی قم، هذه الإساءة، متابعاً: إن إساءة من یسمون بعلماء الوهابیة الى مدرسة وعلماء أهل البیت (ع) لیس بالشیء الجدید، بل یعود الى تاریخ طویل، بل إن هذه أهم الإشکالیات التی تواجه العالم الإسلامی الیوم، والمتمثلة بالأفکار الجاهلیة المتعصبة والجامدة المسماة بالوهابیة.
وبشأن الإساءة الى آیة الله السیستانی، قال سماحته: هذا الرجل معروف بالجهاد والخدمة للإسلام والمسلمین، وقد أصبح رمزاً للوحدة الوطنیة فی العراق، وملاذاً للفقراء والمحرومین من الشیعة هناک.

وقال آیة الله محسن الأراکی حول هذه الإساءة: تطاول هذا الصنف من العلماء السعودیین على علم بارز کالسید السیستانی أثار استیاء الشیعة قاطبة والمسلمین المعتدلین فی شتى أرجاء العالم.
وبشأن موقف الأمة الإسلامیة والعلماء من ذلک، قال سماحته: یجب إبداء رد فعل منطقی ومناسب تجاه هذه الأعمال الإستفزازیة، ولا ریب فی أن ضبط النفس هو العمل الصحیح فی هذه البرهة، لئلا یتأجج الموقف بین المسلمین ویتعکر صفوهم.


کما صرح آیة الله الکعبی، عضو رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم بهذا الصدد، وقال: لم یکن آیة الله السیستانی یقف فی صف المدافعین عن أهل البیت (ع) فحسب، بل هو من المدافعین عن أهداف وتطلعات الأمة الإسلامیة بأسرها، ولطالما دعا المسلمین الى الوحدة والتآزر، وأوصاهم بالإهتمام بالمسائل العامة، ولم یوافق على أی عمل یثیر الإختلاف والفرقة بین المسلمین.
وأضاف: لقد کانت هذه الحرکة من التطرف والوقاحة الى درجة أن المعتدلین من أهل السنة شجبوها أیضاً، کما لم یکن للساسة السعودیین بد من التندید بها.

على أن سماحة السید نبوی، الأستاذ فی الحوزة العلمیة فی قم، شجب التطاول على آیة الله السیستانی، وقال: لما أشار الإمام الخمینی (قده) الى وجود إسلام أمریکی وإسلام أصیل، کانت الوهابیة تمثل المصداق البارز للإسلام الأمریکی.
وتابع: إن هذا العمل یأتی لحرف الأنظار عما تقوم به مصر وإسرائیل بحق الشعب الفلسطینی، فرأوا أن أفضل خدمة یقدمها مثل هذا المفتی للإستکبار هی النیل من الشیعة؛ لکی یتم استبدال المعرکة الحقیقیة التی لا بد أن تکون بین المسلمین من جهة وأمریکا وإسرائیل من جهة أخرى، وجعلها معرکة داخلیة بین الشیعة والسنة من المسلمین أنفسهم.

الى ذلک ندد شیخ الأزهر کذلک بهذه الإساءة الى رمز من رموز الإسلام. وأصدرت مؤسسة البلاغ فی بغداد أیضاً بیاناً شجبت فیه التطاول على هذا المرجع الدینی.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.