30 May 2019 - 18:34
رمز الخبر: 451736
پ
على أعتاب يوم القدس العالمي؛
أصدر رئيس الحوزات العلمية في إيران بيانا دعا فيه أبناء الأمة الإسلامية للمشاركة في يوم القدس العالمي.

أصدر رئيس الحوزات العلمية في إيران بيانا دعا فيه أبناء الأمة الإسلامية للمشاركة في يوم القدس العالمي، والنص الكامل للبيان على ما يلي:

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا

أیها الإخوة الكرام، أیتها الأخوات أبناء الأمة الإسلامية

السلام علیكم ورحمة الله وبركاته؛

تتقدم لكم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية بأطیب تحية ونسأل الله سبحانه وتعالی أن یتقبل طاعاتكم وعباداتكم وصیامكم في هذا الشهر المبارك كما نتمنی لأمتنا الإسلامية مستقبلا زاهرا یعز الله به الإسلام وأهله ویذل به النفاق وأهله.

إخوتنا وأخواتنا الأعزاء؛

مرت أكثر من سبعة عقود علی تأسیس الكیان الصهیوني الغاصب ومحاولاته الكبیرة لتحقیق طموحاته التي كانت تتمثل بشعارات وأماني حول سلطة یهودية تمتد من نهر النیل إلی نهر الفرات وكذلك مزاعم بتأسیس قوة عسكرية وجیش یكون أعظم وأقوی جیوش المنطقة لیعثوا فیها فساداً لیحققوا علواً وإستكباراً؛ لم یحصد هذا الكیان اللاشرعي إلا كثیراً من الإجرام وتاریخ أسود وجرائم بیضت وجوه طغاة كـ هیتلر ونرون وأمثالهم.

 حیث بعد التأسیس اللاشرعي، بدأت مجازر هذا الكیان الغاصب بحق الشعب الفلسطیني المضطهد الذي إحتلت أرضه وهدّمت بیوته وشرّدت عوائله ونفي أهله من وطنهم. ثم قام هذا الكیان بتوسعة إحتلاله للأراضي الإسلامية من سیناء فالجولان وشبعا وغیرها وصولاً إلی الإجتیاح البربري الذی طال لبنان من جنوبه إلی شماله.

كل هذا الإجرام حدث تحت شعارات توسع الدولة الیهودية المزعومة وبدعم من القوی الكبری في العالم وعندها لم یحرك دبلوماسی واحد ساكناً حینما كان الصهاینة یحرقون البیوت ویهدمونها ویقتلون أهلها والمصیبة الكبری والطامة العظمی هي كانت تتمثل بتواطئ وتطبیع بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو الصهیوني.

یا أبناء الأمة الكرام؛

كانت هناك دول إسلامية تدعم الصهاینة بالمال والبترول و... ومن ضمنها كان النظام الشاهنشاهي الایراني باعتباره أكبر قوة في الشرق الأوسط حیث كان حینها یمثل دور شرطي الإمبریالية في المنطقة ویتمتع بجهاز استخباراتي رهیب وجیش فتاك وإقتصاد قوي.

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

نعم عندما حل عام 1979 حدث تغییر جذري في المنطقة غیّر وجهها من منطقة خاضعة للصهیونية إلی منطقة متصدية له. في عام 1979 تغیرت الأوضاع حینما إنتصرت الثورة الإسلامية في ایران بقیادة الإمام الخمیني الراحل وأرجعت ایران الی حضن العالم الإسلامي وخندق دعم المقاومة ضد الإحتلال فتحولت هذه القوة الإستخباراتية والسیاسیة والإقتصادية والعسكرية العظمی من صدیق الصهاینة إلی عدوهم ومن متواطئ ضد الفلسطینیین إلی صدیق حمیم وأكبر داعم لهم.

و كانت هنا نقطة بداية وإنطلاقة جدیدة في تاریخ نضال المسلمین ضد إعتداءات الصهاینة، فكان الدعم لحزب الله في لبنان ولحركات المقاومة في فلسطین سببا لتحول دبابات الجیش الصهیوني إلتي كانوا یزعمون أنه لایهزم إلی ناقلات رفات الجنود المعتدین. وباتت الصواریخ تمطر مستعمرات العدو، فتحولت المستعمرات الصهیونية إلی مدن لم یبقی فیها أحد إلا هرب، وتحولت مستودعات الأغذية الصهیونية إلی ملاجیء، وهنا صنعت المقاومة أول إنتصار إحتفلت به الأمة الإسلامي وأعاد لها كرامتها وأصبح مصدر عزها وفخرها. والیوم تحولت كل المقاییس وأصبح الجیش الصهیوني أضعف مما سبق،  فالجیش الذی كان یهزم الجیوش في أسبوع إنهزم في یومین تحت طائلة صواریخ  المقاومة التي دكت مستعمراته لیلاو نهاراً.

ألیوم وبعد كل الهزائم التي فرضها محور المقاومة علی العدو الصهیوني نری بداية مؤامرة أمریكية صهیونية جدیدة تحمل عنوان صفقة القرن، أصبح عرّابها بعض الدول محور التطبیع والذل والإستسلام تهدف إلی الإنقلاب علی إنتصارات محور المقاومة لاسیما المقاومة الفلسطینية الباسلة.

و علی ما تقدم، تتقدم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية بالدعوة لجمیع أبناء الأمة الإسلامية للتعبیر عن رفض هذه الصفة المشبوهة ودعم الشعب الفلسطیني في مسیرته النضالية وتؤكد علی أن الجمهورية الإسلامية الایرانية والتي هي الیوم رأس حربة العالم الإسلامي ومحور المقاومة في التصدي لمؤامرات الأمبریالية الأمریكية والصهیونية، من منطلق دینها وإعتقادها ودستورها ومبادئها وتوجیهات قائدها سماحة ولي أمر المسلمین الإمام الخامنئي دام ظله تعتبر دعم المقاومة حتی تحریر آخر شبر من أراضي المسلمین وعلی رأسها القدس الشریف واجباً لن تتركه حتی لو تركه كل العالم. كما تعتبر تصدیها وصمودها أمام مخططات ومؤامرات أمریكا واجباً شرعیا ودینیا خالداً حتی النصر النهائي.

و ما النصر إلا من عند الله

علي رضا الأعرافي

رئیس الحوزات العلمية- قم المقدسة

24 رمضان المبارك 1440

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.