07 September 2019 - 14:32
رمز الخبر: 453362
پ
السيد علي فضل الله:
ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائي في حسينية أسرة التآخي في منطقة النبعة، وقال: "في كلِ سنة تتجدد ذكرى عاشوراء، ونحن لا نريد لها أن تتحول إلى مناسبات نقيمها ونحييها من دون أن تغير في أفكارنا ونفوسنا لتملأها بالحق والخير، أو تنعكس في سلوكنا ومواقفنا عدلا واستقامة في الحياة".

وأضاف: "نتحدث عن شخصيات عظيمة ضحت بكل شيء من أجل الدين ونهضة هذه الأمة، فكانت القدوة التي لا بد من أن نتمسك بالمبادئ التي حملتها، والأهداف الإنسانية التي سعت إلى تحقيقها، وإن حفظناها أبقينا هذا الدين نقيا وصافيا، وجعلنا هذه الأمة تعيش بعزة وكرامة".

وأكد أن "هذه المبادئ والأهداف هي وصية الحسين وأهل بيته. فهل نكون على قدر المسؤولية في الحفاظ عليها والتزامها؟".

وقال: "في عاشوراء تصارع خطان، خط الحق والخير ومصلحة الأمة والمبادئ، وخط الباطل والمصالح الخاصة وحب الشهوات. ونحن في كل محطة مسؤولون أن نحدد مع أيِ خط نقف في هذا الصراع، هل نحن مع خط الحق أم خط الباطل!".

وأشار إلى أن "الإمام الحسين جاء ليرفع من شأن هذه الأمة ويحفظها ويخفف كل معاناتها، فهذا هو منطق الرساليين الذين يقدمون أنفسهم من أجل الآخرين"، لافتا إلى أن "إحياء عاشوراء لا يكون بذرف الدموع في المجالس فحسب، بل بأن تمتلئ قلوبنا بحرارة القيم التي ضحى من أجلها الحسين، لتتجسد في حياتنا مواقف تملأ حياة الناس كلهم بالحب والإيثار والحرية والكرامة والعزة".

وتابع: "إن الحسين الذي نحبه ونقتدي به كإمام، يريدنا أن نقف مع الحق، حتى لو كان على حسابنا وحساب أبنائنا وعشيرتنا، ويريد منا ألا ننغلق على عصبياتنا، بل أن ننفتح كما انفتح هو على كل الناس، لنكون دعاة وحدة، سواء في الساحة الإسلامية أو في الساحة الوطنية. الحسين يريد أن نكون الأمة القوية التي تدافع عن وجودها، وتقف في وجه كل محتل وظالم، من خلال امتلاكها سلاح الوعي والعلم، وأن تمد يدها لمساعدة كل مظلوم، بعيدا عن هُويته وانتمائه، لا كما تفعل الدول الكبرى التي تستخدم قوتها للتسلط على الشعوب ونهب ثرواتها واحتلال بلدانها".

وختم فضل الله: "نريد لهذا البلد أن يكون عزيزا حرا، بعيدا عن منطق الاستئثار والفساد والمحاصصات، وطنا لجميع أبنائه، لا يتسلط عليه أحد، سواء من الخارج أو الداخل، وإننا عندما نواجه الكيان الصهيوني الذي يتربص بنا شرا، لا بد من أن نواجهه بتحصين مناعتنا الوطنية، وبالحكمة في المواجهة التي تردعه، وتفوت عليه الفرصة التي تجعله يحقق ما يرمي إليه من أهداف عدوانية".

المصدر: الوكالة الوطنية

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.