14 July 2009 - 18:09
رمز الخبر: 46
پ
سؤال التقریب بین المذاهب إطلالة العدد العاشر من مجلة نصوص معاصرة زکی العلیو / السعودیة - الأحساء - 28.03.2008 - 11:31 pm
سؤال التقریب بین المذاهب إطلالة العدد العاشر من مجلة نصوص معاصرة


 

 

          إشکالیة المذاهب فی الإسلام إشکالیة مرکبة، فهی جزء من إشکالیة الفهم الدینی لأتباع الأدیان فهی إشکالیة تلازم کل دین فمثلاً الدین المسیحی "یعانی" من إشکالیة الفهم الدینی له فنجد أن هناک بروتستانت وکاثولیک وأرثوذکس، کما أن إشکالیة المذاهب هی جزء من إشکالیة أخرى هی إشکالیة الممارسة السیاسیة فالصراع السیاسی یستفید من تاریخ الانقسام المذهبی فی المجتمعات الإسلامیة على مر التاریخ ومن ثم یغذی هذه الانقسام مجدداً لتحقیق أغراض سیاسیة، وحیث إننا نشهد فی السنوات الأخیرة بروز بعض نزعات التمذهب ولا سیما الأحداث السیاسیة التی مرت بالمنطقة مؤخراً تتأکد أهمیة طرح محور سؤال التقریب بین المذاهب لما له من أثر فی الحد من الاحتقان الناتج من هذه الأحداث السیاسیة.. وفی هذا السیاق تقدم مجلة "نصوص معاصرة" مساهمة ضمن المساهمات الکثیرة فی معالجة موضوع التقریب بین المذاهب.

 

          تضمن العدد العاشر (ربیع 2007م-1428هـ) من فصلیة "نصوص معاصرة" المعنیة بالفکر الدینی المعاصر الجزء الأول من موضوع "سؤال التقریب بین المذاهب أوراق جادة" کملف للعدد بالإضافة إلى افتتاحیة ودراسات وقراءة.

 

الافتتاحیة

          قدم رئیس تحریر المجلة حیدر حب الله افتتاحیة العدد المعنونة بـ "أعمال شریعتی من الثورة إلى الإصلاح" حیث تناول التأثیر الذی أحدثته أفکار شریعتی على الساحة الإیرانیة بشکل قلّ نظیره، حیث تتأکد هیمنة أفکار شریعتی على المثقف والکاتب الإیرانی والحیاة الثقافیة الإیرانیة من خلال معرفة عدد ما کُتب حول شریعتی فی إیران من دراسات الذی یعنی إنشغال المثقف الإیرانی بأفکار ونظریات شریعتی، وکذلک من خلال حجم تداول کتب شریعتی التی جعلت عقد السبعینات هو عقد شریعتی، بالإضافة للاهتمام بترجمة کتبه للغة العربیة، کما تناول الکاتب الأسباب الرئیسیة لهیمنة أعمال شریعتی على العقل الإیرانی التی هی نتیجة نزعة ثقافة الأیدیولوجیا التی کان یحملها والنقد الداخلی ضد الحیاة الدینیة الإیرانیة ولا سیما أن نقده لم یصب فی صالح الشاه، ویتضح الاتجاه النقدی لدى شریعتی فی اتجاهین: الأول النقدی الثائر ضد الطبقیة والاستبداد والثانی النقدی الثائر ضد المقولات الدینیة التی یعتقد أنها لعبت دوراً فی تخلف المسلمین، کما تناول الکاتب شخصیة شریعتی التی یذهب بأنها کانت ذات مصداقیة على مستوى الرأی العام، وتناول الکاتب خط شریعتی الفکری الذی أعاد تأسیس تفکیره النقدی –أی خط شریعتی- فی عقد التسعینات على أساسیات علم المعرفة والابستمولوجیا بدلاًَ من علم الاجتماع وحیادیة العلم بعد التخلی عن الأیدیولوجیا ونقدها کما عند سروش، أو تأسیس الثقافة الصوفیة الإیمانیة مشروعاً بدیلاً لأدلجة الحیاة کما عند شبستری وملکیان، وفی الأخیر یرى حب الله بأن من حقوق شریعتی على المهتمین بأعماله نقده والاستفادة من تجربته، کما یتحفظ على الأسلوب الدعائی التهویلی الذی یستخدمه البعض بهدف إحیاء شریعتی، ویرى بأن إعادة قراءة شریعتی لاستخلاص العبر تستدعی التوازن فی مطالعة أعماله بطریق لا ینحو منحى التبجیل ولا یتجه نحو التفسیق والتضلیل.

 

ملف العدد

          تم فی العدد مقاربة ملف العدد " سؤال التقریب بین المذاهب أوراق جادة" فی جزءه الأول من خلال حوار وخمسة بحوث.

 

          ففی الحوار المعنون بـ "الإمام على علیه السلام بین الإمامة ومشروع الوحدة الإسلامیة: قراءة جدیدة" المُعد مع الشیخ محمد واعظ زاده الخراسانی الفقیه وعالم الدین البارز ومن منظّری التقریب بین المذاهب، حیث تناول الحوار النقاط التالیة: أهمیة الحکومة فی الشریعة الإسلامیة، شرائط الحاکم فی الإسلام، خطأ شائع فی فهم فقه السلطة عند أهل السنّة، صلاحیات الحاکم الإسلامی، حقوق الحاکم والرعیة، أهمیة البیعة فی الفقه السیاسی الإسلامی، لماذا لم یطالب الإمام علی علیه السلام بحقه فی الخلافة؟!، نقطة ضعف فی القراءة الشیعیة لموقف الإمام علی علیه السلام، اعتراف الإمام علی علیه السلام بخلافة الثلاثة السابقین وفق الأولویة الثانیة: تخریج فقهی، وثیقة تاریخیة هامّة فی موقف الإمام علی علیه السلام من الخلافة السابقة، ما هی الصورة الحقیقیة للمهاجرین والأنصار؟، مطالعة تاریخیة مثیرة لحادثة السقیفة، لماذا مال المسلمون لمبایعة أبی بکر دون علی نظریة جدیدة فی فضائل أبی بکر، ضرورة التمییز بین الصحابة والمنافقین، الفقیه والمثقف فی الدولة الإسلامیة: مشاکل وثغرات، الإسلام السیاسی بین سلطة الشعب وسلطة الفقیه، مسألة التقریب فی العصر الراهن: لاتقریب من دون اعتراف، مرجعیة حدیث الغدیر أم حدیث الثقلین: نظریة الأستاذ البروجردی، مشروع معجم لغة القرآن وسرّ بلاغته: عرض وتعریف، وأعد ترجمة هذا الحوار حیدر حب الله.

وفی البحث الأول المعنون بـ "الإمامة والوحدة، قراءة نقدیة لمقولات الشیخ واعظ زاده الخراسانی" للسید محمد القزوینی الباحث والأستاذ فی الحوزة العلمیة والمتخصّص فی علم الکلام الإمامی والمدارس السلفیة، وهو قراءة نقدیة للحوار المُعد مع الشیخ محمد واعظ زاده الخراسانی المعنون بـ "الإمام على علیه السلام بین الإمامة ومشروع الوحدة الإسلامیة: قراءة جدیدة"، حیث تناول الکاتب فی هذا البحث النقاط التالیة: هل البیعة طریق لإضفاء الشرعیة على حکومة الحاکم؟ هل الضرورة تحوّل غیر الشرعی إلى شرعی؟! هل نالت خلافة أبی بکر رضا المهاجرین والأنصار جمیعهم؟ هل تمّت البیعة الأولى باختیار الناس؟ المخالفون لخلافة أبی بکر کانوا أفراد معدودین؟ هل کان الإمام علی علیه السلام یؤمن بشرعیة خلافة الخلفاء؟ وقفة مع رسالة علی علیه السلام لمعاویة، ما هو السرّ فی مسألة عدم رغبة الإمام علی بالخلافة؟ هل بایع علیّ أبا بکر باختیاره؟ هل امتدح علی علیه السلام أفعال أبی بکر وعمر؟ الشهید مطهری وانتقاد علی علیه السلام للخلفاء، هل کانت خلافة أبی بکر خطة معدّة قبل أن تظهر على أرض الواقع؟ رسالة معاویة لمحمد بن أبی بکر، شهادة بعض العلماء من الفریقین، الوحدة مقابل التنازل عن أصول المذهب! ما الذی نجنیه من الدفاع عن المهاجرین والأنصار؟ هل أمر السید البروجردی بهذا؟ وأعد ترجمة هذا البحث الشیخ کاظم خلف.

          وفی البحث الثانی المعنون بـ "الانسجام الإسلامی والوحدة القومیة: دراسات لمناخات التحقق" للشیخ جعفر السبحانی مرجع التقلید والأستاذ البارز فی الحوزة العلمیة بمدینة قم الإیرانیة ومن أشهر الباحثین المعاصرین فی علم الکلام، حیث تناول الکاتب فی المقدمة بأن الحدیث عن الاتحاد والوحدة لا یحتاج إلى برهنة، کما أن الوحدة القومیة والوطنیة تختلف عن النزعة القومیة فالثانیة مرفوضة فی الإسلام، فالنزعة القومیة تحمل معها معطیات مرفوضة وسلبیة لأنها تعنی أفضلیة قوم على آخرین، کما أنها نوعٌ من عبادة العِرق، بینما أن الاتحاد القومی والوطنی مفهوم إیجابی، فهو مفهوم فطری؛ فکل إنسان تربطه بوطنه علاقة عاطفیة، وتناول الکاتب النقاط التالیة: المدح القرآنی للاتحاد والذم للانشطار والتشظی، الانسجام والتضامن الإسلامی، الإنسجام الإسلامی فی ظلال المذاکرة والحوار، تعاون علماء الفریقین فی العصور السابقة (عصر الصادقین علیهما السلام والانسجام الإسلامی، التعاون العلمی بین السنة والشیعة مرور تاریخی هام)، التقریب فی العصر الحدیث، فتوى الشیخ شلتوت، البروجردی والاعتقاد باشتراک الفقهین الشیعی والسنی فی 99% من الفتاوى، رسائل الود بین الشیخ سلیم والسید البروجردی، الحرکة السلفیة والاتجاه التمزیقی، حفظ الأصالة وحمایة التراث الإسلامی، وأعد ترجمة هذا البحث حیدر حب الله.

          وفی البحث الثالث المعنون بـ "التراث الحدیثی عند السنّة والشیعة: محاولة لاعتراف متبادل" للدکتور جعفر نکونام، الباحث والأستاذ المشارک فی علوم القرآن بجامعة قم، حیث تناول الکاتب النقاط التالیة: الوحدة الإسلامیة بین الأصالة والشکلانیة، منهج السلف الصالح فی التعامل مع تراث الآخر من خلال (سیرة السلف الصالح السنّی تجاه رواة الشیعة، تأثیر إعراض الفریقین عن روایات بعضهم فی تعطیل السنّة النبویّة، روایة السلف الصالح للسنّة عن أئمة أهل البیت علیهم السلام وأصحابهم، أسانید أهل البیت ومدى اعتبارها لدى السلف الصالح من أهل السنّة، سیرة السلف الصالح للشیعة فی التعامل مع رواة أهل السنّة، سیرة السلف الصالح للشیعة فی التعامل مع روایات أهل السنّة، صحة الروایات النبویة لأهل السنة ومن وجهة نظر الأئمة علیهم السلام.

          وفی البحث الرابع المعنون بـ "تنشیط العلاقات الثقافیة بین المسلمین: مشروع تقارب إیرانی-عربی" للأستاذ الدکتور محمد علی آذر شب الأستاذ فی جامعة طهران، والمستشار الثقافی الإیرانی السابق فی سوریا، والناشط فی مجمع التقریب بین المذاهب، حیث تناول الکاتب النقاط التالیة: معنى الثقافة ودورها، مجالات تنشیط التعاون الثقافی بین إیران والعرب من خلال (وضوح الخطاب الإیرانی، الاهتمام الکبیر الموجود فی إیران لتعلم اللغة العربیة والاهتمام النسبی الموجود عند العرب لتعلم اللغة الفارسیة، الاهتمام المتبادل فی حقل الأدب، الاهتمام بتبادل الفکر الأصیل المعاصر، الاهتمام المشترک بالجمع بین القومی والإسلامی، الاهتمام المشترک بالاستقلال العلمی، الاهتمام المشترک بمواجهة الغزو الثقافی، التعاون التراثی، التعاون الفنی، التعاون فی حقل صیانة الوحدة الوطنیة).

          وفی البحث الخامس المعنون بـ "مشروع الانسجام والتضامن الإسلامی: قراءة فی ضوء نصوص نهج البلاغة" للأستاذ الباحث حامد بور رستمی، حیث تناول الکاتب فی المقدمة أن الاجتماع والاتحاد لهما دلالات إیجابیة ولکنهما یمکن أن یحصلا فی الأمور الباطلة أیضا، وعلى هذا یجب أن یتأسسا على أساس الحق والحقیقة، حیث تناول الکاتب النقاط التالیة: الوحدة الإسلامیة: الضرورات والواجبات، الوحدة والانسجام ضرورة عقلیة، آثار التقارب الإسلامی ونتائجه، الوحدة الإسلامیة: الموانع والتحدیات المواجهة، وثیقة الوحدة الإسلامیة: أسلوب عملی، وأعد ترجمة هذا البحث حسین الکاظمی.

 

الدراسات

          تضمن العدد تسع دراسات عالجت مواضیع متعلقة بدراسة المنهج الفلسفی، والمنهج السیکولوجی فی إثبات وجود الله، والإمامة والتاریخ، والتفسیر التجزیئی والموضوعی، والأحکام الحکومیة وتقدیر المصلحة، وعن علاقة اللغتین العربیة والفارسیة، والکعبة کقبلة أولى للمسلمین. 

ففی الدراسة الأولى المعنونة بـ "باثولوجیا الفلسفة الإسلامیة: قراءة فی عناصر الضعف ومقترحات فی الإصلاح المنهجی" للدکتور عبد الحسین خسروبناه، الأستاذ الجامعی وعضو الهیئة العلمیة لمرکز الثقافة والفکر الإسلامی، حیث تناول الکاتب فی تمهید الدراسة التحولات التی طرأت على مفهوم الفلسفة، ثم تطرق لمفهوم فلسفة العلم، وتبنی الفلسفة الإسلامیة لتعاریف متعددة للفلسفة، ویهدف الکاتب من هذه الدارسة معالجة مثالب المنهج الفلسفی وکبواته ونقاط ضعف الفعل الفلسفی واقتراح منهج فلسفی، حیث تناول الکاتب فی هذه الدراسة النقاط التالیة: المصطلحات الرئیسیة الباثولوجیا وعلم المنهج والفلسفة الإسلامیة، توصیف المنهج الفلسفی، إعاقات المنهج الفلسفی، المنهج الفلسفی المقترح، عناصر الضعف فی مسائل الفلسفة الإسلامیة من خلال (أسلمة الفلسفة ومعضل الهویة، العزوف عن البعد العملی والغرق فی التجرید المیتافیزیقی، قلة تواصل الفلسفة مع النصوص الدینیة! عدم الاهتمام بجدّیة التعارض بین الفلسفة والنص الدینی!! غیاب أو تغییب الجهود الفلسفیة الغربیة عن الفلسفة الإسلامیة!! وفی خاتمة الدراسة یقدم مقترحات للنهوض بالفلسفة الإسلامیة المعاصرة تضمنت بأن القیام بأی نشاط جذری یستهدف إحداث نقلة وتطویر فی الفعل الفلسفی الإسلامی یرتبط بعدد من المحاور البحثیة منها استنباط المفاهیم العقلیة من النصوص الدینیة وفق منهجیة علمیة موضوعیة والعمل على إجراء مقارنات متقنة بین المعارف الدینیة والمعطیات الفلسفیة وفق مدارس المشاء والإشراق والحکمة المتعالیة، والعمل على إخضاع الفلسفة الإسلامیة لدراسة فاحصة بآلیات عصریة وإعادة هیکلة المکونات، واستلال الفلسفات المضافة من العلوم العقلیة الإسلامیة بغیة توظیفها فی المقولات والعلوم العقلیة وفق رؤیة تاریخیة تحلیلیة، والقیام بعملیة دراسة وتحلیل قیمیّة لآراء ومصنفات نُقّاد الفلسفة، قراءة المباحث الفلسفیة الإسلامیة قراءة تتناغم ومتطلبات العصر، قراءة تاریخ نقد وتحلیل الفلسفة الإسلامیة، الاهتمام بالدراسة المقارنة للمذاهب الفلسفیة، وأعد ترجمة هذه الدراسة عبد الهادی الموسوی.  

وفی الدراسة الثانیة المعنونة بـ "المنهج السیکولوجی فی إثبات وجود الله: دراسة نقدیة مقارنة لمناهج إثبات المبدأ" للدکتور السید محمد علی دیباجی الأستاذ الجامعی وعضو الهیئة العلمیة بجامعة طهران، حیث تناول الکاتب فی مقدمة الدراسة المناهج الکلامیة والفلسفیة لإثبات وجود الله سبحانه وتعالى، ویحاول مناقشة الرؤیة السیکولوجیة لمعرفة الله سبحانه حیث یرى بأن القرآن الکریم یتضمن مثل هذا السبیل وإن کان ملاحظة غیاب هذا المنهج عن الإلهیات الإسلامیة المعاصرة واضح جداً بینما احتل هذا المنهج فی اللاهوت المسیحی مکانته بفعل الضرورة التاریخیة، وتناول الکاتب فی هذه الدراسة النقاط التالیة: تاریخ البحث عن الله فی الدیانتین المسیحیة والإسلامیة من خلال (اللاهوت المسیحی، الإلهیات الإسلامیة)، الله فی آمال البشر ومطامحهم قراءة سیکولوجیة من خلال (تعریف النبی یعقوب علیه السلام لله، متدولوجیا وسیکولوجیا الأمل، وجود الله التسویغ العقلانی للأمل، إشکالیات على الدلیل السیکولوجی على وجود الله دفاع ومنافحة) ویستنتج الکاتب فی نهایة هذه الدراسة أن براهین وطرق معرفة الله سبحانه وتعالى فی الإلهیات أخذت مساراً مختلفاً عنها فی اللاهوت الغربی، ولکن بالرغم من أن سبل معرفة الله الإسلامیة کانت فی حرز من التشتت والتنوع غیر الضروری نتیجة اعتمادها على التوجهات القرآنیة فإن التوجهات الحدیثة فی اللاهوت المسیحی التی غدت مسحة علمیة وسیکولوجیة بوسعها إفساح المجال أمام تصورات جدیدة لمعرفة الله فی حیز الفکر الإسلامی المعاصر، کذلک یستنتج أن الأمل فی الحیاة جزء من البنیة الداخلیة للهویة الإنسانیة التی هی –أی البنیة- مصدر بث الأمل فی الحیاة غیر أن النظرة العلمیة المعاصرة سواء کانت فی العالم اللامتناهی فی الصغر أو الکبر لا تعرض ضمانة لهذا الأمل، وهذه النظرة العامة للحیاة وهذا الشوق والأمل لن یکون معقولاً من دون افتراض وجود الله سبحانه.

وفی الدراسة الثالثة المعنونة بـ "الإمامة والصیرورة التاریخیة: کیف تغیّر مفهوم الإمامة عند الشیعة بمرور الزمن؟" للشیخ محسن کدیور الاستاذ الجامعی والکاتب الإیرانی المعروف والمتخصص فی الفلسفة والفکر السیاسی، حیث تناول الکاتب فی هذه الدراسة النقاط التالیة: العزاء الحسینی بین التهییج العاطفی والقراءة العقلانیة النهضویة، الحسین والإصلاح الدینی، اتباع الحسین فی ممارسة حرکة نقدیة إصلاحیة دینیة، تحوّل مفهوم الإمامة: من کلمات الحسین إلى کلمات الخطباء وقراء العزاء، إطاحة المفهوم الجدید للإمامة بالعقلانیة الدینیة، ظهور مقولة البُعد ما فوق البشری فی الإمام بعد القرن الثالث الهجری، ظهور التفویض وانقسام المجتمع الشیعی إزاءه، نفوذ التفویض المعدَّل إلى الثقافة الشیعیة المعتدلة، التفویض المعدَّل ودوره فی إقصاء الوحی والقرآن، استمرار المسیرة فی تحدید الموقف من الفقهاء، قراءتان للمذهب الشیعی!! تأثیر التصوّف على تحوّلات مفهوم الإمامة، وأعدت ترجمة هذه الدراسة منال باقر. 

وفی الدراسة الرابعة المعنونة بـ "هفوات الناقدین: قراءة نقدیة لآراء کدیور حول الإمامة والتاریخ" للدکتور محمد محمد رضائی الاستاذ المساعد بجامعة طهران، وهی قراءة نقدیة للدراسة التی أعدها الشیخ محسن کدیور المعنونة بـ "الإمامة والصیرورة التاریخیة: کیف تغیّر مفهوم الإمامة عند الشیعة بمرور الزمن؟" حیث تناول الکاتب فی مقدمة الدراسة الشبهات التی طرحها کدیور حول الإمامة وهی أن خصائص الإمامة کانت مختلفة فی الیوم الأول عنها فی العصور اللاحقة، وإشکالیة تفویض الله سبحانه وتعالى للرسول الأعظم صلى الله علیه وآله وسلم والأئمة فی خلق العالم وأمر الدین وتدبیر شئون البشر والرزق والمعاش، کما تناولت الدراسة النقاط التالیة: عدم التناقض بین مؤهلات الإمامة وبین مسألة النصّ والنصب، خطأ الکاتب –أی کدیور- فی تحلیل مناخ صدور کلمات الإمام الحسین علیه السلام، مغالطات الکاتب والخلط بین الإمامة والبیعة، العصمة من خصائص الإمامة، علم الغیب بین الخاصیة والثبوت، هفوات الکاتب المحترم ومسألة التفویض، وفی نهایة الدراسة یتعرض الکاتب لوقفات ختامیة مع کدیور من أن هناک من الخطابات ما یحتاج طرحها لمحیط علمی أکادیمی متخصص لا أن تطرح فی المحافل العامة کما أن استنتجات کدیور لیس لها مستند من کتابٍ ولا سنة، کذلک أنه نتیجة عدم استفادة کدیور من نظام ولایة الفقیه صمم کدیور أن یهزّ أرکان النظام الذی یعتمد على إمامة أمیر المؤمنین وأولاده، وأعدت ترجمة هذه الدراسة منال باقر.  

وفی الدراسة الخامسة المعنونة بـ "التفسیر التجزیئی والتفسیر الموضوعی: مطالعة تقویمیة نقدیة فی نظریة السید الصدر" للشیخ محمد فاکر المیبدی، الباحث فی الحوزة العلمیة ورئیس المرکز التخصّصی للتفسیر وعلوم القرآن، حیث تناول الکاتب فی مقدمة الدراسة أن تنوع وتعدد تفسیر القرآن الکریم یرجع إلى أساس المنهج واختلاف أسلوب التفسیر وتفاوت اتجاهات التفسیر، کما أن السید محمد باقر الصدر رکز على اتجاهین رئیسیین لحرکة تفسیر القرآن الکریم هما الاتجاه التجزئیی والاتجاه التوحیدی –أی الموضوعی- وتهدف هذه الدراسة لدراسة نظریة السید الصدر على هذا الصعید، حیث تناولت الدراسة النقاط التالیة: التفسیر الأنواع والأقسام والأشکال من خلال (منطلقات التنوّع فی التفسیر القرآنی، أنواع التفسیر على أساس المنطلق، أقسام التفسیر فی نظریّة السید الصدر)، وقفة نقدیّة لطبیعة تنویع الصدر للتفاسیر القرآنیة، التفسیر التجزیئی والتوحیدی تفکیک وبیان من خلال (تعریف التفسیر التجزیئی، تعریف التفسیر الموضوعی، ملاحظات فی تعریف اتجاهی التفسیر التجزیئی والموضوعی)، خصائص اتجاهی الموضوعیة والتجزیئیة فی التفسیر من خلال (الاختلاف الغائی تعدد الأهداف، المدلولات القرآنیة بین الوحدة والتعدّد، التفسیر القرآنی عرض الفکرة أم تحدید النظریات؟ سعة الموضوع وضیقه، ظهور التناقضات المذهبیة وعدمه، الدور السلبی والدور الإیجابی)، هل التفسیر التجزیئی هو الأفضل أم الموضوعی؟ وجوه أفضلیة التفسیر الموضوعی تحت مجهر التقویم، الشروط اللازمة للتفسیر الموضوعی، وفی نهایة الدراسة یصل الکاتب لخلاصة بأن السید الصدر عرّف فی مباحثه القرآنیة التفسیرین التجزیئی والموضوعی تعریفاً بدیعاً ثم أخذ ببیان خصائص کل من الاتجاهین وأوجه اختلافهما من الاختلاف فی الهدف إلى تفاوت مدلولاتهما وقدرة التفسیر الموضوعی على إبراز الموقف القرآن وعجز الآخر عنه، کما أن السید الصدر استدل لإیثاره التفسیر الموضوعی بمبررات علمیة وعملیة وروائیة وعینیة.

وفی الدراسة السادسة المعنونة بـ "الأحکام الحکومیة وتقدیر المصلحة: اتجاه قانون اقتصادی" للدکتور الشیخ حسن آقا نظری الأستاذ فی الحوزة والجامعة وعضو الهیئة العلمیة بمرکز بحوث الحوزة والجامعة والمتخصص فی الاقتصاد الإسلامی، حیث تناول الکاتب فی مقدمة الدراسة أن الحاکمیة الإسلامیة تتمتع بصلاحیات تشریعیة تناسب مسؤولیاتها الواسعة تحقیقاً للمصالح العامة فی مختلف المجالات، ویمکن إعتبار هذه الصلاحیات تدخل ضمن إطار الأحکام الأولیة أو نطاق الأحکام الحکومیة، کما الأحکام الحکومیة بصفة کونها متغیرة یمکنها أن تکون عاملاً لإعطاء الإسلام القدرة على تغطیة الحاجات الاجتماعیة الجدیدة وتأهیل الظواهر المستجدة فی مختلف المیادین، ومن هنا تکمن ضرورة دراسة فلسفة ظهور هذا النوع من الأحکام ومعرفة حقیقته فی ظل ما له من قدرة على تحدید الموقف من الموضوعات والظواهر المعقّدة والمستجدة، حیث تناولت الدراسة النقاط التالیة: الأحکام الحکومیة مجال الظهور ومهد التکوّن، أساس الأحکام الحکومیة [تقدیر المصلحة] ومصادرها، مصادر تقدیر المصلحة، معاییر الأولویة وضرورة العمل الخبروی، أصول ومعاییر تحدید الأهمیة والأولویة، ضرورة العمل الخبروی، وفی نهایة الدراسة یتوصل الکاتب لنتائج وتوصیات هو أنه من اللازم الاستفادة من الخبراء والمختصین فی المجالات ذات العلاقة فی إطار صدور الأحکام المتغیرة والحکومیة فی مختلف المیادین أی أن یکون بجانب اللجان الشرعیة والمجتهدین أخصائیون فی مختلف المواضیع، کما أنه لا یمکن تصور أن مجرد وجود الحکم الثابت دلیل على تطبیقه فی جمیع الأحوال والأوضاع بل لا بد من معرفة ودراسة النتائج الإیجابیة والسلبیة المترتبة على الحکم، وأن مجمع تشخیص النظام هو القادر على إعادة النظر فی التمهیدات التشریعیة عبر التنبؤات المستقبلیة لتطبیق الأحکام والقرارات المختلفة. 

وفی الدراسة السابعة المعنونة بـ "اللسان أبکم والفم ملیء بالعربیة: جولة فی علاقة اللغتین العربیة والفارسیة" للدکتور بهاء الدین خرّمشاهی، الأستاذ الجامعی ومن أشهر مترجمی الفکر الدینی من اللغة الإنجلیزیة والمتخصص فی الأدب الفارسی، حیث یتناول الکاتب فی مقدمة الدراسة أن اللغة العربیة جزء من طبیعة ومصیر اللغة الفارسیة لأنها لغة الدین والأدب ومفتاح للثقافة الفارسیة عبر العصور بعکس اعتقاد بعض "المتنورین" من أن العربیة تضیف إلى مشاکل اللغة الفارسیة مشاکل جدیدة، وتناول فی هذه الدراسة النقاط التالیة: أزمة اللغة الفارسیة ودور اللغة العربیة فی نموّها، رهاب اللغة العربیة عند بعض الکتّاب الإیرانیین، خطأ شعار "العربیة الأقلّ أجمل"، حجم حضور العربیة فی الفارسیة، حافظ الشیرازی رمز الاعتدال فی العلاقة مع اللغة العربیة، وأعد ترجمة هذه الدراسة محمد حسن زراقط.

وفی الدراسة الثامنة المعنونة بـ "معرفة الله فی التراث العقلی الإسلامی –البهائی نموذدجاً-" للدکتور أحد فرامرز قراملکی أبرز من کتب فی علم الکلام الجدید والأستاذ الجامعی ومسؤول قسم الأبحاث والدراسات ومدیر قسم الأخلاق الإلهیة بجامعة طهران، حیث تناولت الدراسة النقاط التالیة: فی ضرورة معرفة الله وتمهید البحث عنه، ما المراد بـ "معرفة الله" عند البهائی؟ منهج معرفة الصفات الإلهیة، مراتب المعرفة بالله تعالى، ویستنتج الکاتب فی نهایة الدراسة أن للشیخ البهائی رأیاً فی وجوب معرفة الله عقلاً وشرعاً وأن التکلیف یکون بمعرفة الصفات الإلهیة على قدر الإمکان، وبما یتناسب مع عقل الإنسان، ونحن لم نکلف بمعرفة الذات الإلهیة لأنها مستحیلة أصلاً، کما أن للمعرفة مراتب تختلف باختلاف الأدوات والطرق، وأعد ترجمة هذه الدراسة مصطفى زین.  

          وفی الدراسة التاسعة والأخیرة المعنونة بـ "القبلة الأولى بین الکعبة وبیت المقدس: دراسة قرآنیة حدیثیة تاریخیة" للدکتور منصور بهلوان الأستاذ المساعد بجامعة طهران، حیث یذهب الکاتب فی مقدمة الدراسة إلى أن الآیات والروایات تدل على أن النبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم کبقیة الأنبیاء علیهم السلام کان یقیم صلاته باتجاه الکعبة لا سواها، حیث تناولت الدراسة النقاط التالیة: اختلاف المفسّرین فی القبلة الأولى، نظریة الکعبة هی القبلة الأولى من خلال (الأدلة القرآنیة، الأدلة الروائیة، الأدلة التاریخیة)، غار حراء وتأکید الکعبة قبلة أولى، مقولة صلاة النبی تجاه الکعبة وبیت المقدس معاً قراءة نقدیة، لماذا اعتُبر بیت المقدس القبلة الأولى للمسلمین؟ ویستنتج الکاتب فی نهایة الدراسة أن الشواهد القرآنیة والروائیة والتاریخیة تدلّ على أن الکعبة کانت قبلة المسلمین منذ البدایة، وأن القول الشائع بکونها بیت المقدس لا یخلو من تسامح.  

 

قراءة

فی باب قراءات تضمن العدد قراءة واحدة عن الإصلاح الشیعی فی جبل عامل.

ففی القراءة المعنونة بـ "الإصلاح الشیعی فی جبل عامل: قراءة فی تجربة مجلة العرفان" للدکتور محمد علی سلطانی الباحث فی الحوزة والجامعة، حیث تناول فی هذه الدراسة النقاط التالیة: نهج الإصلاح وأثر النشر فی جبل عامل، الطباعة فی جبل عامل ودور مطبعة العرفان، مجلة العرفان لسان المصحلین وأملهم، مجلة العرفان والمأزق المالی، أسبوعیة جبل عامل ودورها فی رفع الوعی الشیعی، الدعوة إلى الإصلاح ونشر العلم الحدیث، وأعد ترجمة هذه القراءة عقیل البندر.    * کاتب سعودی

 


« جمیع الحقوق محفوظة » لــ« مرکز البحوث المعاصرة »

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.