11 July 2009 - 15:59
رمز الخبر: 3
پ
الغريفي:
وكالة رسا للأنباء ـ ذكر سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي في ندوةٍ له نظمتها لجنة الدروس الدينيّة في قرية المرخ بعنوان «حديثٌ إلى المرأة»، أنّ «الحجاب هو حفاظٌ على قيم المجتمع وأخلاقه، فهذه هي أوّل فلسفاته، ومن الواضح أنّ هناك علاقة وثيقة جدًا، بين تبرّج المرأة وسفورها وعدم التزامها وبين انتشار الفساد في المجتمع».
الحجاب حفاظٌ على قيم المجتمع وأخلاقه.. وسفور المرأة نشرٌ للفساد


بدأ سماحة السيد الغريفي محاضرته مستشهدًا بقوله تعالى في كتابه المجيد ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? سورة الأحزاب، الآية 59.
وقال سماحته إنّ «الخطاب في الآية موجهٌ إلى رسول الله (ص)، فالله يأمر نبيّه أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يُدنين عليهنّ من جلابيبهنّ، أي يتستّرن ويتحجّبن. والخطاب طبعًا ليس لنساء المؤمنين في عصر الرّسول (ص) وإنّما هو خطابٌ لكلّ المؤمنات في كلّ عصر وزمان، القرآن يخاطب المرأة المسلمة في كلّ عصرٍ وزمانٍ أن تكون المرأة العفيفة والمتستّرة بالستر الإسلاميّ الشرعيّ».

وتساءل «لماذا فرض الله السّتر على المرأة؟ لماذا لم يُترك للمرأة الحريّة أن تنطلق بلا سترٍ ولا حجاب؟ وهل أنّ هذا السّتر يشكّل قيدًا وتضييقًا على حريّة المرأة؟».
وأشار سماحته إلى أنّ «هناك مجموعة إثاراتٍ وشبهاتٍ في هذا الشّأن، ولذلك فعلى المرأة المسلمة أن تفهم لماذا هي تتحجّب وتتستّر بالستر الإسلاميّ؟ وكيف تواجه تلك الإثارات والشّبهات؟»، مؤكّدًا أنّ «هذا السّتر وهذا اللباس هو حفاظٌ على قيم المجتمع وأخلاقه، فهذه هي أول فلسفاته، ومن الواضح أن هناك علاقة وثيقة جدًا، بين تبرّج المرأة وسفورها وعدم التزامها وبين انتشار الفساد في المجتمع»، ولفت إلى أنّ «هذا الأمر يُفسد الشباب ويُفسد النّاس في المجتمع، ووسائل الإفساد اليوم في المجتمع كثيرةٌ وكثيرة، وهذه الوسائل تريد أن يتميّع شبابنا وشابّاتنا، وتهدم أخلاق مجتمعنا وديننا»،

وأضاف «فعندنا أفلامٌ ماجنةٌ فاسقةٌ، ومجلاتٌ فاسقةٌ وقصصٌ رخيصةٌ وغناءٌ ولهوٌ وعبث، والتبرّج واحدٌ من تلك الوسائل التي تنشر الفساد. فإذا كان الفساد في المجتمع ينتشر من خلال تلك الوسائل، فالتبرّج يأتي عندما تبرز المرأة بمفاتنها بلا حشمةٍ وتستّر»، واعتبر أنّ «هذا التبرّج يشكّل أحد أسباب الفساد والانحراف، ومن هنا يأتي الستر الشرعيّ للحفاظ على أخلاقيّة المجتمع، فالمرأة المتستّرة تحافظ على تلك القيم».

وأوضح أنّ «التبرّج هو هدمٌ للحياة الزوجيّة، فالمرأة عندما تخرج سافرة يُعتبر ذلك هدمٌ للحياة الزوجيّة، ونوّه إلى أنّ «التبرّج أيضًا يؤدّي لجرائم خطيرة في المجتمع مثل الزّنا والقتل والخدش والفسق وكلّ ذلك بسبب الفساد الأخلاقي من التبرّج».

وأردف سماحته «كما أنّ الحجاب الإسلامي أيّتها المرأة الكريمة والبنت الطيّبة هو صونٌ لكرامة المرأة وحمايةٌ لها، فالواقع هو أنّ التبرّج هو سحقٌ لكرامة المرأة ومكانتها. واليوم مع الأسف أصبحت المرأة سلعةٌ للإعلان بالدعايات، فالمرأة المتبرّجة وسيلةٌ دعائيّةٌ لترويج البضائع»، وتساءل «فهل هذه مكانة المرأة أن تصبح وسيلة إعلامٍ وإثارةٍ بطريقةٍ فيها ابتذالٌ وسحقٌ لمكانتها وكرامتها؟ أليس هذا إهانةٌ للمرأة؟، بينما المرأة الملتزمة والمتحجّبة والمتستّرة امرأةٌ تحمي كرامتها، وتحافظ على مكانتها وتبتعد عن وسائل الابتذال والسقوط بالكرامة».

وخاطب سماحته المرأة قائلا «فأنتِ بحجابكِ تصوني كرامتكِ ومكانتكِ وعزّتكِ، بينما المرأة المتبرّجة لا تملك كرامة، ولو كانت تملك كرامةً لما أصبحت سلعةً مبتذلة».

وأكّد سماحته أنّ «الستر الإسلاميّ سياجٌ يحمي العفاف في داخل المرأة، فنحن نتعلّم العفاف من السيدة الزهراء (ع) والسيدة زينب (ع)، فكلمة العفاف تعني الطهارة الداخليّة للمرأة، فالمرأة التي تحمل طُهرٌ ونقاءٌ وصفاءٌ إيمانيٌّ، وتبتعد عن القبائح والرذائل والابتذال، فهذا الطُهر والنقاء يُسمّى بالعفاف».

ونوّه إلى أنّ «العفاف يبدأ من الداخل، ولذلك أكدّ الإسلام على ضرورة عيش المرأة للحياء الإيمانيّ، فالحياء من أبرز صفات المرأة، وهو درجةٌ معيّنةٌ من الطُهر الداخلي يجعل المرأة تعيش حياءً أمام الله يمنعها من ممارسة الرذائل والفسق والانحرافات»، مشيرًا إلى أنّ «هذا الحياء الداخلي يربطها بالله وحبّ الله والخوف من الله، فكلّما يزداد الخوف والخشية من الله والحياء من الله تزداد المرأة قُربًا لله وطُهرًا ونقاء، وهناك فرقٌ بين الحياء الإيمانيّ والخجل»، وأفاد أنّ «الحياء يمنع المرأة من ممارسة أيّ عملٍ يُغضب الله، فلا تمارس تبرّجًا ولا هبوطًا في الالتزام بالستر الشرعي، ولا تمارس كذبًا ولا نفاقًا ولا انحرافات، وذلك لأنّها تحمل حياءًا من الله»، منبّهًا إلى أنّ «الحياء هو أبرز صفات المرأة وهو مركّزٌ في المرأةٍ بشكلٍ أساسي، لأنّ عدم تطبيقه يؤدّي لانحرافاتٍ وتسيّب، فلكلّ دينٍ خُلقٌ وخُلق الإسلام الحيـاء، وبالرغم من أنّ الحياء قيمةٌ إيمانيّةٌ مطلوبةٌ في الرجل والمرأة والشاب والشابة (...) إلاّ أنّ المرأة مطلوبٌ منها بدرجةٍ عالية، ولذلك ورد في الحديث أنّ الحياء عشرة أقسام، تسعةٌ في المرأة وواحدٌ في الرجل، وهناك حديثٌ يقول: إذا فقد الرجال الغيرة وفقدت المرأة الحياء فقُل على الدين السلام، فالرجل مطلوبٌ منه أن يحمي عرضه وزوجته ويملك لونًا من الشهامة، بألاّ يجعل بنته وزوجته تبتذلان، أمّا إذا سقطت الغيرة من الرجل فلا يهتمّ بفساد زوجته وانحراف ابنته».

وبيّن سماحته أنّ: الخجل النفسي مذمومٌ، بخلاف الحياء الإيمانيّ، وسنوضّح الفكرة بأمثلةٍ:
1- الخجل في السؤال: فأنتِ يجب أن لا تخجلي أن تسألي عن دينكِ، فالإنسان نتيجةً للخجل يقع في المخالفات الشرعيّة، فمنذ أيام اتصلت بي امرأة تقول: عمري الآن يقارب الأربعين سنة وطيلة هذه المدة غسلي خاطئ، لماذا وصلت لهذا العمر وغسلها خاطئ؟، السبب هو في الخجل في السؤال، ومنذ سنواتٍ أيضًا أخبرتني امرأةٌ بأنّ عمرها ستون سنة وغسلها خاطئٌ أيضًا، وكلّ ذلك لأنّهم يخجلوا أن يسألوا، فالإنسان يجب أن يسأل عن دينه وصلاته ووضوئه، وعدم السؤال يُعاقب عليه الإنسان.
2- الخجل في الطاعة: فعندنا فتياتٌ لا تتحجّب في الجامعة مثلاّ لأنّها تخجل بسبب وجود فتياتٍ كثيراتٍ في الجامعة متبرّجات، فهل يوم القيامة عندما تُأخذ هذه المرأة إلى النّار وتُعاقب ستقول إنّها تخجل من النّاس؟، لماذا لا يضع الإنسان الله أمام عينه؟، فهنا يأتي الإيمان وصلابته.

وتحدّث ناصحًا «كوني صلبةً في إيمانكِ ودينكِ، فالمرأة عليها أن تكون صلبّة إيمانيًّا في سترها وحجابها وتديّنها وعبادتها، ولذلك فالمرأة الملتزمة في إيمانها وحجابها وعفّتها في هذا العصر، عصر الفسق والفجور والانحراف، هذه امرأةٌ عظيمةٌ عند الله، هذه امرأةٌ مع الزّهراء (ع) وزينب (ع) وبنت الهدى».

وأضاف «أيُّ إنسانٍ عظيمٍ هذا الذي في وسط زحمة الفساد والفسق والانحراف هو صامدٌ ويتحدّى الانحراف؟ فهذا إنسانٌ عظيمٌ عند الله. ألسنا في خطّ الزّهراء (ع) التي تحمّلت وصمدت؟ وفي خطّ زينب (ع) التي جاهدت؟ وبنت الهدى التي جاهدت في سترها وحجابها وعفافها وقيمها؟».
3- الخجل في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف: هناك نساءٌ تخجلُ من تقديم النصيحة والكلمة للفتاة التي لا تصلّي مثلاّ، وهذا يدلّ على ضعف الإيمان، إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف، الذي لا دين له، قيل يا رسول الله: ومن هو المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال: الذي لا يأمر بمعروفٍ ولا ينهى عن منكرٍ، وأكّد أنّ «المطلوب من المرأة في أيّ موقعٍ أن تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، في المنزل والوسط الجامعي وكلّ مكان».

وتابع سماحته «فنحن في هذا الزمن بالخصوص، بحاجةٍ إلى عددٍ من النساء تنشط وتعمل للإسلام والدين، فأعداء الإسلام والحجاب يعملون ويحاربون الحجاب ويدعون لحريّة المرأة من غير قيمٍ ولا دين.. مطلوبٌ مؤمنات يمارسن دورهنّ في العمل الاجتماعي، فالنشاط الصيفي قادمٌ إلينا الآن، فكم هو عظيمٌ وجميلٌ جدًا أن نرى البعض يدعم النشاط الصيفي الذي يحمي بناتنا وأولادنا من الفساد والانحراف، فهذا جهادٌ عظيمٌ وكبيرٌ عند الله، وثوابه لا يُعدّ ولا يُحصى، فحاليًا هناك عزوفٌ عن تلك الأعمال».

واستشهد سماحته بحديث عن الإمام الباقر (ع) يقول: لأن أعول أهل بيتٍ من المسلمين، أسدّ جوعتهم وأكسو عورتهم وأكُفّ وجوههم عن النّاس، أحبُّ إليَّ من أن أحجّ حجّةٍ وحجّةٍ وحجّةٍ... (إلى أن عدّ 70 حجّة).
وبيّن أنّ «علينا يا أخوات أن نقدّم أنفسنا لخدمة النّاس، فالعطلة الصيفيّة قادمةٌ وبرامجها ودوراتها، نسأل الله أن يوفّقنا وإياكم لمرضاته ولطاعته والتزام خطّه، وبالاقتداء بالسيّدة الزّهراء (ع) والسيّدة زينب (ع)».

وفي ردّه على سؤالٍ، بشأن حُكم بعض الألبسة التي تتأثّر بموضات الغرب ومنها (البالطو) الذي يأتي بديل (للعباءة الإسلاميّة) قال سماحته: «الإسلام حدّد ضوابط للّباس الشرعيّ، ولم يحدّد شكلاّ معيّنًا على الرغم من أنّ هناك صورة تُعتبر الأفضل وهي (العباءة الإسلاميّة). ومن الضوابط أن يكون اللباس ساترًا البدن بأكمله باستثناء الوجه والكفين، وأيضًا أن لا يكون اللباس شفّافًا يحكي لون البشرة ويكشف عنها بسبب رقاقته، ونقطة أخرى ألاّ يكون اللباس مثيرًا للغرائز، وأحيانًا اللباس المثير يحصل من الألبسة الضيّقة التي تبرز أحجام الجسم، هذا بالرغم من أنّه ساترٌ للبدن ولكنّه يعتبر تبرّجًا، وأحيانًا لون اللباس هو الذي يسبّب الإثارة بسبب ألوانه الصارخة غير المحتشمة. وبشكلٍ عام يجب أن يكون اللباس متوفرةٌ فيه هذه الشروط بغضّ النظر عن نوعه، وبالطبع إنّنا نفضّل العباءة الإسلاميّة لأنّها تمثّل النموذج الأرقى».
اللباس شبه العاري في الأعراس النسائيّة ترويجٌ للظواهر المبتذلة

وفي ردّه على سؤالٍ بشأن لباس المرأة في الأعراس، والذي يكون في أغلب الأحيان شبه عاري، أجاب سماحته: «صحيحٌ أنّ الأعراس تكون في وسطٍ نسائيٍّ بحتٍ، ولكنّنا يجب ألاّ نروّج للظواهر المبتذلة، فهذا إشاعةٌ لتلك الظواهر، وفي نفس الوقت هذا مؤثرٌ في بناتنا وجيلهن، فالمرأة عندما تكون في وسط النساء لا يعني أنّه من المسموح لها أن تكون بهذا اللباس الفاضح غير المحتشم، فهذا إسقاطٌ للقيم ومُروّجٌ للظواهر الفاسدة ويشجّع على اللباس الفاسق، فمطلوبٌ من نساءنا ألاّ تكون أعراسهم تتخلّلها مخالفاتٌ ومحرماتٌ شرعيّة، فيجب أن تكون أعراس واحتفالات النساء منضبطةً إسلاميًا وإلاّ سوف لن تنزل البركة على العريس والعروس، فهل نرضى أن تكون أعراسنا ملجأ للشياطين؟ وتهرب بذلك الملائكة؟ حينها سوف يكون العرس غير مُباركٍ.

الكلمات الرئيسة: سيزيل الوجود همداني
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.