17 July 2009 - 21:25
رمز الخبر: 72
پ
وكالة رسا للأنباء ــ بمناسبة عام ترشید الاستهلاك أقام مكتب النهضة المعلوماتیة فی قم مؤتمراً علمیاً تحت عنوان القرآن وترشید الاستهلاك
ندوة علمیة بعنوان القرآن الكریم وترشید الاستهلاك


أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أنّ  ندوة علمیة بعنوان ترشید الاستهلاك من وجهة نظرالقرآن الكریم قد أقیمت فی یوم الأربعاء 22 رجب برعایة مكتب النهضة المعلوماتیة  التابع لمركزأبحاث العلوم والثقافة الإسلامیة فی قاعة مركزالاجتماعات بمكتب الإعلام الإسلامی .

دراسة وجهة نظرالقرآن الكریم فی الآراء الاقتصادیة المبتنیة على الاستهلاك 

فی بدایة الندوة ذكر حجة الاسلام محمد علی محمدی الباحث فی حوزة قم العلمیة أنّ آراء بعض النظریات الاقتصادیة قائمة على زیادة الاستهلاك من أجل زیادة الإنتاج ، ومن ثم الإسراع بعجلة اقتصاد المجتمع .

واستمر قائلاً : یجب فی نظام الحكومةالإسلامیة دراسة وتحلیل وجهة نظر القرآن الكریم فیما یتعلّق بهذه الأمور التی تؤكد على الاستهلاك ؛ لكی نحصل على الرأی الصائب .

وأشار حجة الاسلام محمدی إلى ضرورة معرفة المفردات القرآنیة المتصدیة لهذا البحث وتابع قائلا ً: وردت مفردات متعددة فی القرآن تقودنا معرفتها ومعرفة الفروق بینها إلى التعرّف على وجهة النظر القرآنیة فی الاستهلاك الصحیح .

وقال مؤكداً على معرفة الكلمات التی استخدمت فی هذا الموضوع : الإسراف أخذ من مادة السرفة ، وهی نوع من الدیدان التی تنخر الشجر وتتلف لبّه .

ثم قال : وردت فی القرآن عدة أنواع من الإسراف كالإسراف العقائدی والإسراف فی العقوبة والإسراف الأخلاقی والإسراف الاقتصادی .

وأضاف حجة الإسلام محمدی : كما استفاد القرآن من الاعتدال فی عدّة معان ٍ منها : الاعتدال فی الاستهلاك وفی القراءة والعبادة والمشی .

ثم ذكر أنّ بحثـاً آخر من بحوث القرآن فی الأسراف هو بیان حیاة الأشخاص المعتدلین فی حیاتهم ، وكذلك المسرفین ، ومن هذا الباب بیان قصص من حیاة قوم ثمود وعاد ولوط .

وعدّ هذا الباحث آثار الإسراف فی القرآن الكریم ومنها  : الخوف وعدم قبول الحقّ والوهن والحرمان العامّ وعدم الشكر والیأس .

وبیّن حجة الإسلام محمدی أنّه لم یذكر فی القرآن الآثار غیر المطلوبة للإسراف فحسب بل توصل إلى  جذور المسألة ، واعتبر منابعها عدّة أمور منها: الشهوانیة والغفلة والكفران  وعدم الشكر والتكبر والعجب والغرور .

ترشید الاستهلاك بحث أشمل من الإسراف

بعدها تطرّق حجة الإسلام رجائی باحث الحوزة العلمیة فی قم إلى أنّ شمولیة الإسراف أخصّ من ترشید الاستهلاك فقال : إنّ بحث ترشید الاستهلاك فی القرآن بحث شامل وقفت عنده آیات عدیدة .

وبیّن أنّ نصف البحوث المتعلقة بالطلب فی الاقتصاد الجزئی هی بحوث تحلیل المصرف ، وكذلك فی الاقتصاد الكلی حیث إنّ العنصر الأصلی للأبحاث هو مقولة الاستهلاك .

وأشار إلى إنّ ترشید الاستهلاك لایقتصر على بحث الاستهلاك فقط وقال : إنّ ترشید الاستهلاك یشمل كیفیة الاستفادة من مصادر رؤوس الأموال واستثمارها ، وصرفها فی الإنتاج ، وعرضها وتخصیص فوائدها .

وواصل عضو الهیئة العلمیة لمؤسسة الإمام الخمینی (رحمه الله) للتعلیم والدراسات قوله : یعتبر بحث ترشید الاستهلاك فی القرآن بحثاً شاملاً تطرّق إلیه  فی آیات عدیدة یمكن الوصول من خلالها جمیعاً إلى الركائز الأساسیة لهذا البحث من وجهة نظر القرآن الكریم .

أول أصل فی ترشید الاستهلاك : الاتجاه إلى الخالق

واعتبر أول أصل وأهمّ بحث فی ترشید الاستهلاك هو الاتجاه إلى الخالق سبحانه ووضعه أمام الأعین فی الاستفادة من نعمه الوفیرة ، وواصل حدیثه قائلا: یخالف القرآن الكریم الغفلة عن الله تعالى، وینبّه العباد دائماً على النظر إلى مصدر هذه النعم ومعرفة خالقها .

وأشار حجة الإسلام رجائی إلى آیات مختلفة من سورة النحل وقال: ینبه القرآن الكریم العباد إلى تذكر الخالق وشكر نعمه من قبیل الخبز والحبوب والمطر والنار والاستفادة من حلیب الحیوانات وجلودها وركوب وظهورها .

وواصل سكرتیر جمعیة اقتصاد الحوزة كلامه : یحثّ القرآن الكریم مخاطبیه على النظر بشفافیة وصدق  فی الاستفادة من النعم ، ویرید من العباد أن ینظروا بعبرة إلى العالم .

قال حجة الإسلام رجائی: إذا رأى المجتمع أنّ جمیع النعم من فضل الله وأنّه تعالى وضعها تحت تصرّفهم فسینظر الناس إلى هذه الإمكانیات على أنّها أمانات إلهیة بأیدیهم ویتجنّبون هدرها والإسراف فیها.

واستمرّ قائلا ً: إنّ الإسراف فی الاستفادة من الإمكانیات والوسائل غیر عقلائی ولایدلّ على الشكر، وإنّ الشكر العملی فی الاستفادة الصحیحة منها .

وذكر الآیة 67 من سورة الفرقان ، وبیّن أنّ القصد من الإنفاق لیس المعنى الاصطلاحی ، بل قصد الآیة منه هو البذل والاستفادة، وقال: إنّ الاعتدال فی الاستهلاك یشمل البضائع الاستهلاكیة والإنتاجیة.

واعتبر حجة الإسلام رجائی أنّ كلمة قوام هی أهم مفردة قرآنیة فی هذا البحث حیث قال: قوام بمعنى الاقتصاد والحدّ بین الإسراف والبخل ، ویعادلها فی علم الاقتصاد الاستهلاك الأمثل .

رازقیة الله ورعایة التقوى: من أصول ترشید الاستهلاك

بیّن سكرتیر جمعیة اقتصاد الحوزةالعلمیة بمدینة قم أنّ الأصل القرآنی الثانی فی ترشید الاستهلاك هو رازقیة الله تعالى ، وقال: ورد فی القرآن الكریم مصطلح بسط الرزق وقبضه ، ونبّه العباد على أنّ الرزق بید الله تعالى .

وذكر أنّ هناك أصلا ً آخر من أصول بحث ترشید الاستهلاك ، وهو رعایة التقوى الإلهیة فی الاستفادة الصحیحة  من الإمكانیات المتاحة ، ولا تتحدد مصادیقه بالبضائع المادیة ، بل تشمل الاستفادة الصحیحة من الزمان ایضاً ، وقال : إذا لم یستفد شخص من زمانه بنحو صحیح وضیّع عمره فی البطالة وفیما لاینفع فهذا لیس من التقوى ولا من الشكر فی شیء .

واعتبر حجة الاسلام رجائی أنّ التقوى ملازمة للاستهلاك الصحیح ، وأنّ نتیجة الاعتدال فی الاستهلاك نزول البركة من السماء على الناس وخروجها لهم من الأرض ، وهو أمر طبیعی یسیر وفقاً لقوانین العالم، وقال : إنّ البركة وفق التفسیر الاقتصادی لیست سوى ازدیاد الفائدة .

ثم أشار عضو الهیئة العلمیة لمؤسسة الإمام الخمینی ( رحمه الله) للتعلیم والدراسات إلى مصادیق الإسراف ، واعتبر اتلاف مصادر الثروة  المتمثل فی عدم الاستفادة الصحیحة من القوى العاملة ومن السعة الإنتاجیة للمجتمع نموذجاً لتلك المصادیق .            

 وعند إشارته إلى بحوث اقتصادیة من قبیل الاستفادة المثلى من الإضاءة واستغلال الوقت ، قال : إنّ عدم الاهتمام بهذه المسائل الاقتصادیة یعدّ نموذجاً للإسراف .

وناشد حجة الإسلام رجائی للاهتمام بعدم تعطیل رؤوس الأموال ورعایة الأولویات واتخاذ سیاسات عادلة ومناسبة وتخطیط صحیح للمیزانیة ،كل ذلك من أجل إجراء ترشید الاستهلاك .

وفی نهایة هذه الندوة أقیمت جلسة طرحت فیها مجموعة أسئلة وأجوبة بحضور حجة الإسلام رجائ

 

 

 

 

 

 


 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.