01 September 2009 - 10:58
رمز الخبر: 500
پ
/فقه السوق/
رسا/حوارات ـ صرح مسؤول موقع نسیم مطهر قائلاً: من الضروری تشكیل مجمع للتعاون بین الحوزة العلمیة والحرفیین؛ من أجل إیجاد الحلول للمسائل الإبتلائیة فی مجال التكسب.
مسؤول موقع نسیم مطهر فی الإنترنت: ضرورة تشكیل مجمع للتعاون بین الحوزة العلمیة والحرفیین.


لا شك أنّ الأحكام الفقهیة تشمل جمیع جوانب الحیاة، إلا أنّ بعض المسائل ترتبط ارتباطاً وثیقاً مع حیاة الناس، ومن جملة هذه المسائل موارد العمل والتكسب، ویتبع ذلك أحكامها الفقهیة؛ لذا بات من الضروری أن تتحقق نشاطات جدیة حول الأحكام الفقهیة لهذه الموارد؛ لیزول الإحساس بالفراغ الخاص بالأحكام الفقهیة للمجتمع، وعلى ضوء ذلك قررنا أن نجری حواراً مع سماحة حجة الإسلام والمسلمین محسن الطباطبائی، مسؤول موقع نسیم مطهر حول ضرورة تعرف أصحاب الحرف على الحقوق الشرعیة والقانونیة والأخلاقیة للتكسب، والنص التالی هو حصیلة هذا الحوار، نود أن نقدمه لقراء رسا الأعزاء.

رسا ـ فی رأیكم ما مقدار ضرورة تعرف أصحاب الحرف على الحقوق الشرعیة والقانونیة والأخلاقیة للتكسب؟

قبل الجواب على سؤالك، أقدم شكری الجزیل لوكالة أنباء رسا، التی أصبحت حافزاً للمسؤولین ذوی العلاقة فی مجال التعرض للمواضیع الإبتلائیة للمجتمع.

كما نعلم أنّ الله تعالى قد وضع أحكاماً لتنظیم العلاقات الاجتماعیة والفردیة للبشر، ولكون علاقات وحركات الإنسان أصبحت أكثر تخصصاً ودقة، أصبح المشرع الإسلامی یطرح مسائل وقوانین دقیقة، كما صار هناك اهتمام فی وضع قوانین مدنیة وخاصة لجمیع مجالات التكسب، وبالتزامن مع ذلك وجدت بین الأحكام الشرعیة قوانین خاصة لكل حرفة، علماً أنّ تفكیك البحوث الفقهیة وتصنیفها یعد من الأعمال الجدیدة فی الساحة الفقهیة، لكن لم نرى حتى الآن ذلك الاهتمام الكبیر فی جمیع الأقسام المختلفة، مع أنّ الأحكام الشرعیة تشكل مجموعة من الواجبات والمحرمات فی دستور البلاد المتعارف، وإنّ عدم الاهتمام بها یؤدی إلى إلحاق الضرر فی الحیاة، فالإنسان عندما یمارس حرفته دون الاهتمام بالأحكام الشرعیة سیكون مثله مثل بائع اللبن الذی كان یخلط الماء مع اللبن ویبیعه للناس، فكانت عاقبته أن ابتلاه الله بفیضان قضى على جمیع مواشیه.

رسا ـ ما هو دور الحوزة العلمیة والعلماء فی توضیح هذه المسألة؟

من الطبیعی أن وظیفة العلماء والأساتذة التعرف على الفقه، ودراسة هذه المسائل الخاصة، ثم التواصل مع أفراد كل حرفة، إلى أن یصل الأمر إلى إعداد الأرضیة الخاصة بتدوین أحكام التكسب.

رسا ـ هل ترى ضرورة تدریب مبلغین مختصین بهذه المهمة من أجل التواصل مع الحرفیین؟

أرى من غیر الضروری تدریب مبلغین مختصین بمجال العمل والتكسب؛ لأنّ العلماء یمتلكون مجموعة من المعارف والعلوم، وإنّ الإبداع والتخصص إلى جانب العمل الفردی الأساسی یمكن أن یكون له دور مهم فی الحیاة الاجتماعیة، وفی الواقع هذا یعتبر دلیلاً على عدم ضرورة تأسیس قسم خاص بمجال العمل والتكسب أو مبلغ یكون متفرغاً لهذا العمل فقط، بل ینبغی أن یكون هناك إیفاد لمجموعة من المبلغین ممن درسوا فی مجال العمل والتكسب، أو یكون هناك اهتمام كبیر بالمسائل الفقهیة الخاصة بالحرفیین أو أصحاب المهن الخاصة؛ من أجل سد هذا الفراغ، ویجب أن لا یغیب عن الأذهان أنّ مكاتب مراجع التقلید مفتوحة لیلاً ونهاراً للإجابة على مئات الأسئلة الخاصة بالعمل والتكسب، ولم تكن الحوزة غائبة یوماً ما عن الحرفیین والمسائل الخاصة بهم.

رسا ـ إذاً ما هو منشأ الإحساس بالفراغ الذی أشرتم إلیه؟

إنّ هذا الإحساس بالفراغ ناشئ من عدم اهتمام نفس صاحب المهنة، ولو أعدت ذاكرتك إلى الوراء قلیلاً ستجد أن الشخص الذی یرد میدان العمل والتكسب؛ أی الشخص الذی یعمل فی السوق، كان یشارك فی الدروس الفقهیة للعلماء والمراجع قبل البدء فی عمله، وبتعبیر آخر أنّ الرجل الكبیر السن الذی یعمل فی السوق كان على معرفة بالكثیر من المسائل الشرعیة، أما الیوم فإنّ الكثیر من الناس لا یشعرون بهذه الحاجة، ولا یهتمون بتعلّم الأحكام.

لقد أصبح الحوزویین والعلماء الیوم یجیبون على المسائل بصورة منظمة ومنهجیة، فهم یجیبون على كافة المسائل المتعلقة بالأعمال والحرف المختلفة، وبالتأكید لا یخلوا الأمر من تقصیر یعود إلى كلا الطرفین، فمن جهة أنّ الناس أصبحت لا تمتلك الرغبة فی تعلم الأحكام، ومن جهة أخرى أن بعض المبلغین لا یخطون خطوات مؤثرة لغرض التعرف الكامل على المسائل الفقهیة المتعلقة بالأعمال والحرف، مع أنّ المبلغین یتمكنون من النفوذ فی حیاة الناس عن طریق الاهتمام والدقة الموضوعیة أكثر فیما یتعلق بالأحكام الجدیدة والمسائل الإبتلائیة.

رسا ـ هل یمكن أن نعتبر هذه المسألة من المسائل التی یجب أن تكون مورد اهتمام وسائل الإعلام؟

یمكن لوسائل الإعلام أن تسد الفراغ الموجود عند الناس والعلماء بالنسبة لهذه المسألة، لكن قبل ذلك ینبغی أن نرى مقدار الزمن الذی یستغرقه كل شخص إیرانی یرغب فی الدخول إلى میدان العمل والكسب، فی تعلم الأحكام الجدیدة والمسائل التی یحتاجها فی المستقبل.

رسا ـ ما هو مقدار ضرورة تدوین الآثار الفقهیة الخاصة بالحرفیین، وهل استطعتم أن تحققوا إنجازاً حتى الآن فی هذا المجال.

إنّ ضرورة هذا العمل لا یخفى على أی شخص، ومن أجل هذا الأمر أعد طلاب وفضلاء مدرسة الشهیدین، التی یشرف علیها سماحة حجة الإسلام والمسلمین فلاح زادة مجموعة «نور الأحکام» وهی تتكون من خمسة أقراص مضغوطة، وقد تحمل مسؤولیة استنساخها وتوزیعها مركز التحقیقات الكمبیوتریة للعلوم الإسلامیة، وكنا فی غضون إنتاج هذه المجموعة نعمل على مجموعة من المسائل والأحكام العادیة الخاصة بحیاة الناس، حیث صورناها بواسطة وسائل إعلام ذات قابلیة متنوعة وجذابة.

وبعد إنتاج هذه المجموعة، طلبت منا وزارة الصحة والتعلیم الطبی إنتاج مجموعة فقهیة تتعلق بالمسائل الإبتلائیة لمرضى المستشفیات فی البلد، وبعد المتابعة الكاملة طالبناهم أن یعطونا لائحة بأنواع المسائل التی تواجه المرضى فی المستشفیات، ولكن مرّت حتى الآن أربعة أعوام ولم نحصل على جواب إیجابی منهم؛ لذا ینبغی أن نعلم أن تدوین النصوص الفقهیة هو أمر تخصصی ویقع على عاتق الحوزة، وإذا ما طرحت بعض المسائل المبتلى بها، ینبغی أن یجیب علیها العالم من خلال التشاور والاستفتاء ومراجعة النصوص.

رسا ـ ما هو رأیكم بالتعاون المشترك بین الحوزة العلمیة وأصحاب الحرف؟

إنّ التعاون المشترك بین الحوزة العلمیة وأصحاب الحرف من الأمور الضروریة، وهذا یعود إلى البحث السابق بالتأكید، وهو وجوب فهرسة المسائل التی یحتاجها كل صنف من أصناف الحرفیین، ثمّ وضعها تحت تصرف الحوزة؛ لتتمكن من الإجابة على تلك الأسئلة المبتلى بها، وأرغب أن أكرر القول ثانیة أنّ أجوبة جمیع الأسئلة جاهزة لدى الحوزة، لكن إذا لم تفهرس هذه المسائل وتوضع لها منهجیة، فلیس من الصحیح الإجابة على المشاكل الشرعیة المتعلقة بالعمل وما یدور حول ذلك من مسائل فعلیة بدون دراسة مسبقة.

رسا ـ ما هو تأثیر فتح مركزاً للمشاورة فی أحكام وأخلاق التكسب؟

إننی لا أعتقد بضرورة فتح مركز للمشاورة فی أحكام وأخلاق التكسب؛ لأنّ هذا العمل یؤدی إلى ضیاع الكثیر من الوقت والمال، إلا أننی أعتقد أن تشكیل مجمع للتعاون بین الحوزة العلمیة والحرفیین أمر ضروری؛ لأنّ الحوزة تستطیع من خلال تشكیل هذا المجمع وإقامة الاجتماعات المختلفة أن تدرس المشاكل الخاصة بالحرفیین، والمسائل الإبتلائیة فی مجال التكسب.

رسا ـ شكراً جزیلاً لما أعطیتم وكالة رسا للإنباء من وقتكم لإجراء هذه الحوار.


 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.