یعود كتاب "الأفكار السیاسیة للشیخ عبدالكریم الزنجانی" إلى سلسلة من كتب الفكر السیاسی، وهو الكتاب الأول الذی یعرّف القراء بالأفكار السیاسیة للزنجانی، من خلال دراسة مبانیه الفكریة ونشاطاته السیاسیة فی العالم الإسلامی.
إنّ الشیخ عبدالكریم الزنجانی (1263 ـ 1347هـ . ش) یعتبر من الفقهاء المعاصرین القلائل الذین كانت لهم تأملات جدیرة بالإكبار فی باب مشاكل المسلمین وأسباب تأخرهم.
وهو یرى أن عدم اهتمام المسلمین بالعلوم العقلیة، وعدم انسجام العلوم النظریة لعلماء المسلمین مع متطلبات المجتمع، إلى جانب ترسیخ القواعد الاستبدادیة فی العالم الإسلامی، هی من أهم أسباب تخلف المسلمین.
لقد قصد آیة الله الزنجانی بلاد المسلمین منذ عام 1345ق بهدف إیجاد الوحدة بین مسلمی العالم، وحثهم على النضال الموحد ضد الاستعمال، وقد التقى خلال سفره بشخصیات سیاسیة وعلمیة بارزة فی العدید من المناطق مثل: مصر وسوریة ولبنان وفلسطین وشرق الأردن والهند والقفقاز وإیران، وطالب بتوحد المسلمین ضد المستعمرین من خلال الخطب الحماسیة التی كان یلقیها فی الأوساط العلمیة والدینیة المختلفة، كجامعة الأزهر، ومسجد الجامع الأموی فی دمشق.