10 September 2009 - 21:57
رمز الخبر: 601
پ
آیة الله جعفر السبحانی:
قال آیة الله جعفر السبحانی: الله تعالى خیر عارف بالبشر، فجمیع المدارس البشریة ذات بُعد واحد وناظرة الى جزء من وجود الانسان.
تفقد الأسرة مفهومها  ووجودها بفقد الأخلاق والمعنویات<BR>
<BR>

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی آیة الله جعفر السبحانی، قال: الله تعالى خیر عارف بالانسان؛ لأن الخالق أعرف بمخلوقه من غیره. أما باقی المدارس والمذاهب البشریة فلیس بوسعها معرفة جمیع أبعاد الانسان وزوایاه، فمارکس مثلاً ینظر الى الانسان بعین الاقتصاد؛ لأنه یعتبر نفسه عالماً فی الاقتصاد، ویرید إصلاح الوضع الاقتصادی العام. کما أن فروید یدعی أنه عالم فی المجال المعارف البشریة أیضاً، غیر أنه ینظر الى البشر من زاویة الغریزة الجنسیة.

وأضاف سماحته خلال المحاضرة الیومیة التی یلقیها فی جموع الصائمین فی مدینة قم المقدسة، قائلاً: إن الله جل وعلا یؤکد فی کتابه المجید أن الخالق أعرف بمخلوقه من غیره. وبالفعل هو یعلم بجمیع أحوالنا وأوضاعنا، وأدرى بمصلحتنا من مفسدتنا؛ ومن هنا ساغ القول: إن حلال محمد حلال الى یوم القیامة وحرامه حرام الى یوم القیامة.

وتابع سماحة الأستاذ فی الحوزة العلمیة فی قم: یظن الناس فی الغرب أن السعادة تکمن فی الرخاء والعیش الرغید؛ فیسعون للأمور المادیة فحسب. فی حین أن الأسرة اذا فقدت الأخلاق والمعنویات فقدت مفهومها ومضمونها أیضاً، وهذه کارثة بحق.

وأضاف سماحته: ثمة أشیاء أخرى سوى الأکل والشرب والنوم والسیاحة، وهناک حساب وعقاب على الأعمال والتصرفات، وهناک یوم قیامة حیث تتجسم أعمال الانسان.

وقال سماحته بشأن المعنویات فی الدین الاسلامی: قال تعالى فی کتابه المجید: (ألم یأن للذین آمنوا أن تخشع قلوبهم لذکر الله).

وتابع: الغرب نسی الله عز وجل، فسلط علیهم تعالى حروباً طاحنة کالحرب العالمیة الأولى والثانیة؛ ذلک أنهم لا یعرفون غیر المادیات، وینأون بأنفسهم عن المعنویات.

وقال أیضاً: اذا ما قرأ المؤمن القرآن بحضور قلبی فسیبقى أثره فی قلبه الى أمد بعید، نظیر عیاذ الذی سمع الآیة السادسة عشر من سورة الحدید فأصبح عابداً فی زمنه.

وفی الختام، قال سماحته: قال تعالى فی محکم کتابه العزیز: (ثم قست قلوبکم من بعد ذلک فهی کالحجارة أو أشد قسوة). لذا لو فرغ الشاب من الأمور المعنویة وامتلأ قلبه بالمادیات، یستحیل السیطرة علیه حینئذ، بل یصبح عاملاً قویاً من عوامل الفساد فی المجتمع.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.