14 September 2009 - 16:32
رمز الخبر: 628
پ
الصفار للعربیة:  کونی شیعیا لا یجعلنی ذلک فی مقابل وطنی وکونی سعودیا لا یجعلنی فی مقابل مذهبی

 

 

 

 

 

قال الشیخ حسن الصفار أن قراءته للتجارب السیاسیة المختلفة جعلت منه أکثر واقعیة فی التعاطی مع الشأن السیاسی المحلی ملخصا أبرز أهدافه الحالیة فی تجسیر الفجوة بین المجتمع الشیعی ومحیطه الوطنی.

 

وضمن برنامج "وجوه اسلامیة" على قناة العربیة الذی استضافه نهایة الاسبوع عرض الصفار لمحات من تجربته الشخصیة التی تناولت آراءه فی عدد من القضایا المثارة فی الساحة السعودیة المحلیة.

 

وردا على سؤال مقدم الحلقة محمد الحسن حول ثنائیة النظرة التی یجد فیها الصفار نفسه بین مواطنته السعودیة وانتماءه المذهبی قال "لست مضطرا للانحیاز الى دائرة على حساب أخرى".

 

مضیفا "انا سعودی شیعی وشیعی سعودی.. فکونی شیعیا لا یجعلنی فی مقابل وطنی وکونی سعودیا لا یجعلنی ذلک فی مقابل مذهبی".

 

مستشهدا بتعدد الانتماءات الشخصیة لدى شرائح واسعة من شعوب وأعراق کثیرة فی العالم.. فالأمریکی یبقى أمریکیا بعیدا عن کونه من أصل أفریقی أو مسلم أو مسیحی على حد تعبیره.

 

وتطرق الحدیث الذی استمر على مدى أکثر من عشرین دقیقة إلى التحول السیاسی فی موقف الشیخ ازاء النشاط المعارض فرد بالقول "اطلعت على تجارب الآخرین فساعدنی ذلک کثیرا فی تبصر طریقی فی هذه الحیاة وجعلنی أکون أکثر واقعیة".

مضیفا "ربما کنت أفکر بصورة مثالیة.. ومن حق أی انسان أن یتطلع.. ولکن على الانسان أن یأخذ الواقع بعین الاعتبار".

الزمیل محمد الحسن یحاور الشیخ الصفار فی مکتبه بالقطیف وتابع بأن الإنسان الذی لا تتطور أفکاره وآراءه "فهذا انسان غیر سوی".

وأرجع الصفار حالة الارباک الطائفی فی المنطقة إلى تأثیرات خارجیة أعقبت اندلاع الثورة فی ایران وبروز حملة طائفیة مضادة للشیعة فی المملکة بخلاف ما کان علیه التعایش المذهبی القائم فی المنطقة منذ القدم.

 

 متشددون یعرقلون التقارب

 

وحول مسیرة التقارب والحوار الوطنی قال "ان هناک جهات متطرفة لا یروق لها أن ان تنجح مسیرة الحوار الوطنی ولذلک تسعى لعرقلتها.. إلى جانب المؤثرات الاقلیمیة والدولیة کالصراع الطائفی فی العراق تلقی بظلالها على علینا".

 

وتابع بأن الجهات المتطرفة تبث الکراهیة والبغضاء على شکل فتاوى وخطب جمعة وتصر على الا تنجح مسیرة الاندماج والشراکة الوطنیة وأن یفعّل الحوار الوطنی على حقیقته.

 

وأعرب الشیخ عن رضاه لما اعتبره شوطا جیدا قطعه فی سبیل التواصل من خلال اللقاءات والعلاقات مع العلماء والأدباء ورجال الأعمال فی المملکة.

 

ولخص الصفار اهتماماته الرئیسیة فی "تجسیر العلاقة بین مجتمعی ومحیطی الوطنی والجهات الرسمیة فی بلدی".

 

 تطلع للتکامل.. ودور الأسرة

 

کما ردّ بتواضع على ما وصفه مقدم الحلقة بـ"بزوغ نجم الشیخ الصفار" بالقول "لا یتملکنی الشعور بأن أکون الأبرز بقدر ما یهمنی خدمة مجتمعی ووطنی.

 

مضیفا بأنه یجد نفسه من خلال التکامل مع الجهود الأخرى فی المجتمع المحلی.

 

وعرض اللقاء جانبا من دور والده الراحل الحاج موسى الصفار فی تشجیعه على الخطابة الدینیة منذ نعومة أظفاره وحثه على حضور مجلس أبرز العلماء القطیفیین الراحل الشیخ فرج العمران وإرساله لاحقا للدراسة الدینیة فی العراق.

 

وعلق مقدم الحلقة فی هذا السیاق بالقول "کان الأب موسى صاحب أکبر مشروع استثماری على خارطة الشیعة فی السعودیة عندما أعاد صیاغة ابنه من مجرد إبن لتاجر صغیر بات فیلسوفا وعرابا للالتحام الشیعی السنی على أرض وطن واحد".

 

وتناولت الحلقة هجرة الصفار للعمل السیاسی فی الخارج ولدیه حینها بنت واحدة إلى جانب ظروف تنقله من بلد لآخر ودور أسرته وزوجته "خاتون البحارنة" فی مؤازرته فی عمله السیاسی والدعوی.

 

وذکر الشیخ فی هذا السیاق أن السیدة البحارنة أصرت ذات مرة على عدم تفویته فرصة المشارکة فی أحد المؤتمرات الاسلامیة الهامة فی الولایات المتحدة وبقیت بمفردها وسط مؤشرات على ولادة وشیکة.

 

وختم معد الحلقة بأن الصفار أنجز أهم مشروع تطبیقی عرفته السعودیة للتقارب السنی الشیعی کما اعتبره أحد المنظرین العصریین الذین ساهموا فی اخماد التطرف.

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.