03 November 2009 - 13:54
رمز الخبر: 1028
پ
رسا/أخبار العالم الإسلامی- تزامنا مع التهویل السیاسی والإعلامی السعودی على أبواب موسم الحج لهذا العام، أصدر مجمع الفقه الإسلامی الدولی بیانا منحازا تحت عنوان "الحج عبادة والتزام وتوحید للأمة"، وهو البیان الذی یطرح سؤال المصداقیة على هذه الهیئة الإسلامیة.
مجمع الفقه الإسلامی الدولی ینخرط فی الحملة السعودیة على "البراءة",

بعد حملات الإثارة الإعلامیة التی تقودها بعض الصحف ووسائل الإعلام السعودیة، وبعد تصریحات مسؤولین سعودیین وکلام مفتی الدیار السعودیة فی موضوع البراءة من المشرکین، جاء الدور على "مجمع الفقه الإسلامی الدولی" والذی أصدر بیانا لحجاج بیت الله الحرام وقعه د. عبدالسلام العبادی أمین عام مجمع الفقه الإسلامی الدولی، تحت عنوان "الحج عبادة والتزام وتوحید للأمة"، ویحمل دمغة سعودیة، سواء لجهة السیاق أو لجهة المنطلقات والرؤیة التی استند إلیها البیان فیما یخص شعیرة الحج، وهو البیان الذی یطرح سؤال المصداقیة والنزاهة على هذه الهیئة الإسلامیة المکونة من ثلاث وأربعون دولة من بین سبع وخمسین دولة أعضاء فی منظمة المؤتمر الإسلامی، خاصة وأن المدلول السیاسی للبیان واضح وجلی، فهو انحیاز صارخ لرؤیة وهابیة فی مقابل إدانة رؤیة فقهیة أخرى لها مستنداتها الشرعیة فی موضوع إعلان البراءة من المشرکین فی موسم الحج.
وهذا أهم ما جاء فی البیان :
أولا: إن الحاج یجب أن یستشعر قدسیة المکان وحرمة الزمان، مقبلا على الله تعالى بکل جوارحه ومشاعره..
ثانیا: یذکر المجمع حجاج بیت الله الحرام أن للحج غایتان:
الأولى: شهود المنافع للأمة وللأفراد والمشارکة فیها.
الثانیة: ذکر الله عز وجل فی أیام معلومات.
ومعنى شهود المنافع للأمة: تحقیق الخیر لها فی کل مناحی حیاتها. وأهم تلک المنافع هو تعبیر الأمة عن وحدتها التی تنبئ عن قوتها، من خلال ذلک المظهر الذی تتوجه فیه القلوب والألسنة بذکر الله راغبة فیما عنده من مغفرة ورضوان، مجتنبة کل ما یؤدی إلى الفرقة والشحناء والبغضاء التی تضعف من عزیمة الأمة، وتجعلها هیّنة أمام عدوها، فتهتم بقضایاها، وتحرص على مواجهة ما تتعرض له من مشکلات وتحدیات. لکن الاهتمام بقضایا الأمة بحثاً وتشاوراً وتعاوناً وإن کان داخلاً فی شهود المنافع لا یکون إلا من خلال علماء الأمة ومختصیها ومن خلال الإجراءات المعتمدة والنشاطات المتاحة بعیداً عن زرع الفتن وإثارة الخلافات وتردید الشعارات والإساءة للحرم الأمن والإزعاج لضیوف الرحمن الذی قطعوا المسافات لیذکروا اسم الله فی أیام معلومات أو التشویش علیهم بدافع الأهواء الضیقة والمصالح المذمومة..
أما شهود المنافع على مستوى الأفراد فالمراد به أی مصلحة – اقتصادیة کانت أو ثقافیة أو علمیة أو اجتماعیة أو غیر ذلک- یستطیع الفرد تحقیقها خدمة لنفسه وأمته.
ثالثا: ولتحقیق هذه المعانی السامیة بیّن المولى عز وجل أهمیة حفظ الأمن فی ربوع تلک الأماکن، حتى یتم أمر الحج والعمرة فی یسر وطمأنینة..
رابعا: وبناء على ذلک فإن على الحاج أن یعلم أنه یحرم علیه مطلقا الإتیان بأی قول أو فعل یعکر صفو هذا الاجتماع، ویزعزع الأمن فیه، ویمنع من تحقق السکینة والطمأنینة، ویلهیه عن التلبیة والتهلیل والتکبیر وحمد الله والثناء علیه، التی لا ینبغی أن تتوقف ألسنتهم عن تردیدها وقلوبهم وعقولهم عن استشعار معانیها. وإن فی استحداث أی أمر من الأمور المفسدة لحکمة الحج والمخالفة لأحکامه الواردة فی قوله صلى الله علیه وسلم: (خذوا عنی مناسککم) یعتبر إبعاداً له عما شرع له، وصداً للناس عن القدوم لأدائه، مما یعد من الجرائم المغلظة والبدع المظلة، وقد أوضحت الآیة الکریمة التی سبق ذکرها أن الوعید شامل للصدّ عن سبیل الله وعن المسجد الحرام.. ولیعلم الحاج أن من علامات قبول حجه أن یؤدیه فی سکینة وطمأنینة وأدب ورفق بنفسه وبالآخرین.
خامسا: یجب على الحاج أن یؤثر إخوانه على نفسه ویبتعد عن الظلم والأذى لغیره ویتخلى عن کل مظهر من مظاهر الفرقة والغوغائیة والتمییز فی المعاملة للعرق أو اللون أو المذهب، فالکل فی تلک الأماکن سواء، لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بالتقوى. وأن إثارة مثل هذه الأمور تعد من دعاوى الجاهلیة التی تؤدی إلى التشاحن والاختلاف والفرقة، ومن ثم التحارب والتقاتل، وکل فعل من هذه الأفعال جدیر بأن یبطل الحج، وما جاء الناس للحج لیعودوا محملین بالآثام والذنوب.
سادسا: کما یجب على الحاج أن یلتزم بالتعلیمات المنظمة لأمور الحج .. وأی إخلال بسلامة الحج وأمنه یعتبر تعدی على حرمة الزمان والمکان.

فعلى حجاج بیت الله الحرام أن یضعوا نصب أعینهم قدسیة المکان والزمان وحرمتهما وأن یؤدوا هذه الشعیرة التی قد لا یتمکنون من العودة إلیها بالطریقة المطلوبة شرعاً .
(...)


ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.