14 November 2009 - 17:49
رمز الخبر: 1123
پ
آیة الله فضل الله لفلسطینیی التسویة:
رسا/منبر الجمعة – تناول آیة الله فضل الله فی خطبته السیاسیة من على منبر مسجد الامامین الحسنین (ع) ، تجاهل الغرب لجدار الفصل العنصری فی الضفة الغربیة، وانتقد العجز العربی، وتحدث عن انکشاف امریکا امام المراهنین على التسویة، و عن تشکیل حکومة الوحدة فی لبنان والتحدیات التی تواجهها.
لقد اکتشفتم ما هی أمریکا.. ولا مجال أمامکم إلا العودة إلى خیار التّحریر الفعلیّ عبر المقاومة.
فی خطبة الجمعة بمسجد الامامین الحسنین (ع) بحارة حریک، لم یدع سماحة آیة الله السید حسین فضل الله فرصة احتفال العالم قبل أیّام بالذّکرى العشرین لسقوط جدار برلین، وهی الذّکرى التی جمعت زعماء الغرب الذین اعتبروا المناسبة عیداً لأوروبّا کلّها، من دون تعلیق کاشفا عن النفاق الغربی وازدواجیة المعاییر، إذ استهجن سماحته حصول هذا: ".. فی الوقت الّذی کان العدوّ الصهیونیّ یواصل الزّحف عبر الجدار العنصریّ الممتدّ لمسافة 770 کیلومتراً داخل الضفّة الغربیّة، من دون أن ینطق هذا العالم، الّذی یطلقون علیه اسم العالم الحرّ؛ والّذی یریدون للبشریّة کلّها أن تحمل قیمه ومبادئه؛ بکلمةٍ واحدةٍ فاعلةٍ حول هذا الجدار الّذی حوّل حیاة الفلسطینیّین جحیماً، وحبسهم فی سجنٍ کبیرٍ، فی الوقت الّذی تحکّم الاحتلال بمصادر المیاه، وأطبق على الأرض والسّماء، وواصل عملیّات القمع والاعتقال والاغتیال بما لا مثیل له فی العالم کلّه".
وأضاف:"إنّ هذا الجدار الّذی قضت محکمة العدل الدّولیّة بأنّه غیر شرعیّ، وطالبت بإزالته، لا یزال ماثلاً أمام العالم الّذی یُسمع العرب کلمات المدیح، ویمدّ الکیان الصهیونیّ بکلّ عناصر القوّة والبطش وآلة القتل الأکثر فتکاً فی العالم". وعن استمرار الخداع الغربی للعرب وبیعهم الأوهام، قال فضل الله:"وقد شهدنا فی هذا الأسبوع مسرحیّةً جدیدةً من مسرحیّات الضّحک على الذّقون العربیّة، حیث أثارت وسائل الإعلام العربیة الحدیث عن لقاء رئیس حکومة العدوّ بالرّئیس الأمریکیّ، وأنّه کان لقاءً فاتراً، فی الوقت الّذی کانت المناورات الأمریکیّة ـ الإسرائیلیّة الأضخم تسدل السّتار على التّقنیّات العسکریّة الصّاروخیّة التی یُراد لها أن تکون نموذجاً یُحتَذَى فی الحرب القادمة على لبنان، وعلى المنطقة العربیّة والإسلامیّة عموماً".
وفی نفس السیاق أور سماحته موقف "المستشارة الألمانیّة الّتی وقفت أمام الکونغرس الأمریکیّ لتعلن الحرب على العالم العربی والإسلامیّ بطریقة غیر مباشرة، ولتتحدّث ـ مُشیرةً إلى إیران ـ عن أنّ "من یهدّد (إسرائیل) یهدّدنا"، لتحظى بالتّصفیق المتواصل من النوّاب الأمریکیّین"، ولیستنتج سماحته" إن ذلک یؤکد بأن بعض القادة فی أوروبا لا یحترمون إرادة الشعوب، ولا یریدون لمن یتعرّض للاحتلال والاضطهاد أن یتخلّص من الاحتلال، وبالتالی فهم یقبعون داخل الجدران السیاسیة المعقدة والمظلمة، فیما یحتفلون شکلیّاً بإسقاط الجدران التی تفصل بین الشّعوب، وتمنعها من تحقیق أهدافها فی الحریّة وتقریر المصیر".
وفی انتقاده للحجز العربی الذی فاق کل تصور، قال فضل الله :"إنّه لمن المعیب حقّاً أن تتحدّث التّقاریر الدّقیقة عن أنّ الاحتلال الصهیونیّ هدّم فی القدس ما یزید عن 25 ألف منزل إلى الآن(..)هذا کلّه فی الوقت الذی نسمع حدیثاً متواصلاً من الجامعة العربیّة وغیرها عن وقوفها إلى جانب هذا البلد العربیّ أو ذاک، ودعمها لکلّ ما یحمی سیادته. ونحن نرید للعرب جمیعاً أن یحافظوا على وحدة بلدانهم وعلى سیادتهم، ولکن ماذا عن السّیادة فی مواجهة الاحتلال الأمریکیّ، وماذا عن السّیادة فی مواجهة الاحتلال الإسرائیلیّ؟!
وکعادته فی التوجه مباشرة إلى الفلسطینیین، قال فضل الله:"إننا نقول للفلسطینیّین الذین تصدر بحقهم وبحقّ العرب عموماً مزید من الفتاوى الیهودیّة التلمودیّة التی تبیح قتل أطفالهم، وحتى الرضّع منهم، إنّنا نقول لهم، وخصوصاً أولئک الّذین سلّموا قیادهم لأمریکا، ورفعوا أغصان الزّیتون ونادوا بالسّلام وبالمفاوضات کخیار وحید: لقد اکتشفتم ما هی أمریکا التی ترید أن تقودکم إلى طاولة الاستسلام من دون شروطٍ مسبقة، وعرفتم خداع الإدارة الجدیدة وسیاستها النّفاقیّة إلى المستوى الذی أسقطت فیه حتى ورقة التّوت عن القیادات الرسمیّة عندکم؛ ولذلک، فلا مجال أمامکم إلا العودة إلى خیار التّحریر الفعلیّ عبر المقاومة، کخیارٍ وحیدٍ ضاغطٍ قد یدفع بالاحتلال إلى رفع قبضته الإرهابیّة عن صدورکم وأعناقکم".
أمّا على الصعید اللبنانی، وعلى ضوء الحدث والمتمثل فی ولادة الحکومة الجدیدة الّتی أبصرت النّور بعد خمسة أشهر على الانتخابات النیابیّة، والتحدیات التی تنتظرها، رأى السید فضل الله أن لبنان "قد خرج من سکرة الانفعالات والسّجالات إلى فکرة الدّولة التی تواجه التحدّیات على کافّة المستویات، ولیس أقلّها التحدّی الإسرائیلیّ القادم من الجنوب، ومن الاختراقات الیومیّة، والتّهدیدات المتواصلة بضرب البنى التحتیّة وتدمیر البلد کلّه، وآخرها من رئیس أرکان جیش العدوّ، الأمر الّذی یفرض على الحکومة أن تولی مسألة الاستراتیجیّة الدفاعیّة اهتمامها الکبیر، وتعمل على ترکیز وتطویر عناصر القوّة اللّبنانیة الذاتیّة الکامنة فی الجیش اللّبنانیّ والمقاومة، لمواجهة أیّ طارئ، ولردع أیّ عدوان إسرائیلیّ محتمل". وأضاف " وإنّنا نعتقد أنّ الحکومة، على تواضعها، وعلى خطورة الأوضاع المحیطة بها، أمام تحدّیات کبیرة، ونرید للجمیع أن یتعاونوا لضمان نجاح مسیرتها الجدیدة".
وعلى صعید الآفات الاجتماعیة الّتی تتهدّد البلد کالمخدّرات والتجسّس لصالح العدوّ، والاعتداء على أموال النّاس وأرواحهم وممتلکاتهم..رأى سماحته" أنّ أیّ مجالٍ من مجالات حرکة المجتمع والبلد لا یُمکن أن یُهمَل لصالح أیّ مجالٍ؛ لأنّ السّاحة لا تحتمل الفراغ، فإذا لم یملأه المخلصون، فسیملأه کلّ العابثین بأوضاع النّاس ومصائرهم، وکلُّ الفاسدین والمنحرفین الّذین یُریدون تدمیر مجتمعاتنا من الدّاخل کما یحاولون العمل على ضربها من الخارج".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.