09 December 2009 - 23:04
رمز الخبر: 1306
پ
الشیخ الصفار یلقی کلمة الداعمین لصندوق مئویة القطیف <BR>

طالب سماحة الشیخ حسن الصفار الشباب بخلع ثوب الکسل وحمل رایة الجد والمثابرة، کما طالب رجال الأعمال ببدل جهود أکبر فی دعم المشاریع التی تؤهل الشباب على فتح شباک الأمل لحیاة أفضل، ودعا إلى تفعیل القرض الحسن الذی هو أفضل وأکثر ثوابا من الصدقة.

جاء ذلک خلال مشارکة سماحة الشیخ فی اللقاء التعریفی الثانی لصندوق مئویة القطیف حیث ألقى کلمة الداعمین على مسرح مبنى جمعیة القطیف.

بدأ سماحته الحدیث بالآیة الکریمة ﴿مَن ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَیُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ کَرِیمٌ﴾ ثم تساءل: هل یحتاج الله إلى قرض وهو خالق الکون ومالک کل شیء؟

وأجاب: حینما نتأمل فی الآیة الکریمة وفی أحادیث النبی وأهل بیته وما جاء فی کتب العلماء یتبین لنا أن الله سبحانه یعتبر إقراض عباد الله قرضا له ونستوحی ذلک من خلال الحدیث عنه : «إن الله عزّ وجلّ یقول: ابن آدم مرضت فلم تعدنی، قال: یا رب, کیف أعودک وأنت ربّ العالمین؟ قال: مرض فلان عبدی ولو عدته لوجدتنی عنده, واستسقیتک فلم تسقنی, فقال: کیف وأنت رب العالمین؟ قال: استسقاک عبدی فلان ولو سقیته لوجدت ذلک عندی, واستطعمتک فلم تطعمنی, قال: کیف وأنت رب العالمین؟ قال: استطعمک عبدی فلم تطعمه, ولو أطعمته لوجدت ذلک عندی».

ووردت النصوص الکثیرة حول فضل الإقراض وأنه أفضل من الصدقة کقول رسول الله : (من أقرض مؤمناً قرضاً ینظر به میسورة، کان ماله فی زکاة وکان هو فی صلاة من الملائکة حتى یؤدیه)، ولذلک فإن فتح هذا المجال أمام الناس وبالخصوص إذا کان من أجل فتح باب رزق شریف لإنسان محتاج فإنه لا محالة من المقربات إلى الله تعالى.

ثم أشار سماحته إلى فکرة تأسیس بنک الفقراء فی بنغلادیش الذی أسسه عام 1983م البروفیسور (محمد یونس) الحاصل على جائزة نوبل عام 2006م، ثم تطورت فکرته فی بریطانیا، حیث أنه کان یقرض 10 دولارات فما فوق فکان له الدور الکبیر فی إنقاذ عوائل کثیرة من الفقر حتى وصل عدد المستفیدین منه أکثر من ملیونی فرد، حولهم من فقراء إلى منتجین.

وأوضح الشیخ الصفار أن بعض الناس فی المجتمعات العربیة والغربیة لا تصدق أن فی هذه البلاد فقراء، فالانطباع السائد اننا شعب ثری لأننا نعیش فی بلد حباها الله الثروات والخیرات الکثیرة.

مشیرا إلى أن من أهم أسباب الفقر قلة فرص العمل، وخاصة عندما تسود فکرة أن الوظیفة هی الأفضل، بینما من المفترض أن الفکرة التی تسود مجتمعنا هی تشجیع التوجه للمشاریع.

ثم تحدث سماحته عن صندوق المئویة وعن الحاجة الماسة لتأسیسه للمساعدة لحل مشکلة البطالة التی تحتاج بالإضافة إلى صندوق المئویة إلى منظومة متکاملة لاحتواء هذه المشکلة، واستدرک: هذا الصندوق الذی یعتبر مفتاحا لباب الأمل أمام الشباب، یحتاج إلى دعم رجال الأعمال ووقوفهم معه، ومضاعفة جهودهم من أجل إنجاحه، فهذا زکاة لمالهم، ودعم لإصلاح المجتمع وحمایته من مفاسد الفقر والحاجة.


ثقافة العمل

وشدد سماحة الشیخ الصفار على أن ما نحتاجه بالإضافة إلى الدعم ثقافة العمل، إننا بحاجة إلى شباب یرفعون مستوى الجدیة، ویحبون العمل، تارکین الکسل وراء ظهورهم، وعندما تسود ثقافة العمل والکدح بدل ثقافة الراحة، فإن المجتمع یتقدم وتنموا فیه المشاریع الحیویة، ویکون قد سلک أولى خطوات التقدم.

وختم الشیخ کلمته بالإشادة برجل الأعمال الأستاذ سلمان الجشی على دعمه للصندوق وبمدیر صندوق مئویة القطیف الأستاذ یحیى آل قریش.

هذا وکانت کلمة سماحة الشیخ الصفار ضمن کلمات الحفل الذی بدأ بالقرآن الکریم ثم کلمة صندوق مئویة القطیف الأستاذ/ یحیى آل قریش، وکلمة الأهالی ألقاها د/ ریاض المصطفى وکلمة التعریف بصندوق المئویة ألقاها.

جدیر بالذکر أن الحفل الذی حضره لفیف من المواطنین ومن استفاد من الصندوق ومن العلماء والوجهاء ورجال الأعمال کالأستاذ غسان النمر وعبد الرحمن الراشد والأستاذ سلمان الجشی والأستاذ جعفر الشایب والشیخ جعفر الربح والمهندس شفیقآل سیف.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.