11 December 2009 - 22:13
رمز الخبر: 1312
پ
سماحة السید احمد الصافی یطالب بالکشف عن منفذی تفجیرات بغداد ویؤکد أن الاجهزة الامنیة مخترقة<BR>

قدم ممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة السید احمد الصافی فی الخطبة الثانیة من صلاة الجمعة التی أقیمت فی الصحن الحسینی الشریف فی 23 ذی الحجة 1430هـ الموافق 11-12-2009م تعازیه لجمیع الشعب العراقی النبیل بمناسبة استشهاد کوکبة من أبنائه، سائلا المولى عز وجل أن یتغمدهم برحمته الواسعة وان یلهم ذویهم الصبر والسلوان، داعیا الله تعالى بان یمّن على الجرحى بالشفاء العاجل.

وأضاف سماحته إن العراقیین بدؤوا یتساءلون، لماذا نعیش هذه المآسی وما هی الأسباب التی أوصلتنا إلى هذه الحالة؟! هل هذه التفجیرات کانت متوقعة أو لا ؟؟ هل هذه التفجیرات ستتکرر أو لا ؟؟ هل یوجد حل فی الأفق لإعادة الأمن والأمان للبلد أو لا ؟؟ هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة مقنعة لکل أولئک المسؤولین عن الملف الأمنی.

وفی معرض تعقیبه على ما جرى قال سماحة السید الصافی: فی بلد کالعراق یعیش أبناءه تحت ظلال التعددیة السیاسیة لا بد من وجود خطوط حمراء عند کل السیاسیین مهما اختلفوا لا یمکن تجاوزها وهذه الخطوط الحمراء فی کل العالم لها أولویات، مهما اختلفنا وتکلم احدنا على الآخر ومهما شنعت الصحف وکتبت المجلات والأقلام لکن لابد من وجود هذه الخطوط ألا وهی مسألة دماء العراقیین..

وتابع سماحته قبل شهرین حدثت انفجارات مرعبة وبعدها أیضا حدثت انفجارات مرعبة والمعلومات الأمنیة بمقدار ما تصل إلى الجهات التنفیذیة لکن ردود الفعل لا تتناسب مع حجم الجریمة، واصفا العدو بأنه طرف جبان لا أخلاق عنده ولا دین ولا عقل ولا منطق له .. حثالة من حثالات الأرض یواجه مجتمع من الأبریاء العزل من شباب وأطفال ونساء وشیوخ ..

واستغرب سماحته قائلا: قبل أسبوعین أو أکثر حدثت زوبعة فی البرلمان محذرة من عودة البعثیین مرة ثانیة إلى السلطة .. وإذا کان السیاسی یحذر والبرلمانی یحذر وانتم بیدکم الأمر هذه الطریقة تخیفون الشعب بطریقة کأنکم لا تعلمون مکمن الخطر وبعض التصریحات صورت لنا القضیة کأنما مجلس النواب یزخر بالرفاق البعثیین!! وهذه السیاسة لا ینبغی أن تصدر عن المسؤول الصادق فإن علیه أن یجتهد ویبذل قصارى جهده من اجل أن یمنع الناس القتلة أن یتسللوا بطریقة قد لا یعلم بها الشعب.

وتساءل سماحته ما ذنب أبناءنا یقتلون جزافاً ثم بعد ذلک ترمى التهم على فلان وفلان هذا لا یحل المشکلة .. ونحن حذرنا ونحذر إلى أن هناک جهات کبرى تقف وراء هذه الأحداث وهذه الجهات الکبرى فإن المسؤول یعلم بها عِلم الیقین .. وطالب المسؤولین بتقویة بناء الأجهزة الإستخباراتیة لمنع حصول الکوارث واتخاذ مواقف تؤرخ لهم وهم فی الأیام الأخیرة من هذه الدورة ویطرحوا للشعب ما الذی یجری حقیقة وأین سینتهی بنا المطاف ..

وأعرب سماحة السید أحمد الصافی عن أسفه من عمل منظمة حقوق الإنسان فی العراق متسائلا عن ماهیة عملها فی هذه الظروف الصعبة التی یمر بها الشعب العراقی، لا اعرف ماذا تفعل هذه المنظمة أین هذه المؤسسات الإنسانیة من الذی یجری فی العراق؟! أین هذه المنظمات التی تتشدق بالإنسانیة وترى هذه الطریقة من القتل الجماعی أشبه بعملیة إبادة تدریجیة !! هذه الخروقات تؤشر علامة حمراء على إن المستقبل قد یبدو مستقبلا غیر واضح المعالم، فنحن کلما تقدمنا خطوة حدثت هذه العملیات الإرهابیة .. وبالرغم من کل ذلک فإن الإنسان العراقی وبحمد الله الآن یتحمل المصابرة والمجاهدة والمسؤولیة لیست بید الناس بل بید المسؤول .. فالقوات الأمنیة عندما یلقون القبض على الإرهابی صباحاً ، یتوسط بعض المسؤولین فیخرجونه لیلاً ..

ونظرا للمعلومات المتسربة ذکر سماحته أن الإرهابیین الآن أخذوا ینظمون خططهم الإجرامیة وهم فی السجن .. مطالبا ببناء الأجهزة الأمنیة وإعادة هیکلتها من جدید وفی هذا الصدد قال: أنا لا احتاج إلى دبابة فی الشارع أنا لیس عندی قتال مع عدو واضح مکشوف، ولکننی احتاج إلى رجل امن یحفظ دماءنا من أن تجرى وتسفک .. والطریقة التی یدار بها الملف الأمنی طریقة غیر صحیحة والدلیل هذه الاختراقات ..

وبین سماحة السید الصافی نحن لا نرید أن نضعف الإخوة المسؤولین عن الملف الأمنی بل نشد على أیادیهم ونقول ابذلوا المزید، فکثیر من الناس مستعدون أن یتعاونوا مع الأجهزة الأمنیة بمقدار ما یحفظ حقوق البلد لکن وفی المقابل یجب على المسؤول أن یحفظ أمن الناس أیضا ..

وطالب ممثل المرجعیة الدینیة العلیا بحلول سریعة وذلک بإفساح المجال أمام الخبراء الأصلاء للعمل الجاد للقضاء على الزمر الإرهابیة، مناشدا إیاهم لا تحذروا من هذه الحفنة من البعثیین اطردوهم فالقانون والدستور معکم ..

وفی الختام ناشد سماحة السید أحمد الصافی المسؤولین باعادة النظر فی الماکنة الإعلامیة وذکر الحقائق الکامنة وراء الإرهابیین من التمویل والدعم الداخلی والخارجی والخلایا التابعة لهم علاوة على ذکرهم أعداد الشهداء والجرحى والخراب الذی تخلفه تلک العملیات الإجرامیة... فالإرهابیون لا منطق ولا عقیدة ولا دین عندهم فتعاملوا معهم بمنطق یحفظ هیبة البلد .. ألا ترون أن بعض البهائم لا تعتدی على أبناء جلدتها .. فالعدو لا أخلاق له فإنه أخس حتى من تلک البهائم..

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.