21 December 2009 - 14:54
رمز الخبر: 1386
پ
العلامة فضل الله دعا للاحتفال بالسنة الهجریة وبعاشوراء إسلامیّاً ووحدویّاً :
الحدیث عن حربٍ سنّیة ـ شیعیّة یمثّل رغباتٍ یُراد لها أن تتحوّل إلى مخطّطات

رأى العلامة السیّد محمّد حسین فضل الله، خطورةً متصاعدةً فی الحدیث الأمیرکیّ والإسرائیلیّ، وحتى العربیّ، عن سلاح المقاومة، ولکنّه اعتبر أنّ ثمة ملفّاً یفوق هذه الأحادیث خطورةً، یتمثّل فی السّعی الحثیث لتحریک الفتنة المذهبیّة مجدّداً فی الواقع الإسلامیّ، لتمتدّ إلى مواقع ومناطق جدیدة خارج نطاق المناطق الحارّة التی تشهد عنفاً سیاسیّاً وأمنیّاً.
وحذّر من الحدیث الأمیرکیّ عن حرب سنیّة ـ شیعیّة، مؤکّداً أنّ ذلک یمثّل رغباتٍ یُراد وضع الآلیّة العملیّة لها لتتحوّل إلى مخطّطات لها أتباعها ومحرّکوها. ودعا إلى الاحتفال إسلامیّاً ووحدویّاً بالسنة الهجریة الجدیدة وبعاشوراء.
وجاء فی بیان للعلامة فضل الله لمناسبة عاشوراء:
إنّنا نرید لعاشوراء أن تنفتح على التّاریخ الإسلامیّ، لتکون حرکة إحیائها جزءاً من حرکة إحیاء النّهضة الإسلامیّة التی انطلقت من محطّة الهجرة النبویّة الشّریفة وغیرها من المحطّات، بحیث تکون هذه المحطّات والمناسبات انطلاقةً جدیدةً لترکیز الإسلام وتعمیق الوحدة الإسلامیّة على امتداد العالم الإسلامیّ، حتّى یحتفل المسلمون جمیعاً بعاشوراء وبالهجرة النبویّة الشّریفة کمحطّتین أساسیّتین لتأصیل حرکة الإسلام فی الواقع، وحمایة هذه الحرکة على مستوى المستقبل.
إنّ علینا کمسلمین أن نتنبّه إلى ما یُحاک ضدّنا فی أرضنا، وما یُحاک ضدّ الإسلام فی العالم، لأنّ طغاة العالم ومستکبریه یخطّطون لمذابح کبرى تطاول المسلمین فی بلادهم، لتسیل الدّماء کما سالت فی عاشوراء، ولتتکرّر مأساة غزّة وغیرها من المآسی، فی نطاق سعیٍ مستمرّ لحصار مواقع الممانعة والمقاومة فی العالم الإسلامیّ... ولذلک، نرى الحدیث الأمیرکیّ والإسرائیلیّ، وحتى العربی ـ فی بعض نماذجه ـ یتوالى عن سلاح المقاومة، وعن التّهدید الاستراتیجیّ الذی یشکّله هذا السّلاح على الکیان الصهیونیّ، من دون أن یتحدّث أحد عن المخاطر الکبرى المتمثّلة بالسّلاح النوویّ الإسرائیلیّ، وبترسانات الأسلحة الأمیرکیّة التی تصل تباعاً إلى کیان العدو...
إنّنا، وعلى الرّغم من استشعارنا لهذه الأخطار، ولما یحیکه العدوّ ضدّ لبنان والمنطقة، نرى أنّ ثمة ملفّاً یفوق کلّ هذه الأمور، ویتمثّل فی السعی الحثیث لتحریک الفتنة المذهبیّة مجدّداً فی الواقع الإسلامی، والمراهنة على أن تکون شاملةً، وأن تمتدّ إلى مواقع جدیدة خارج نطاق المناطق الحارّة التی تشهد عنفاً سیاسیاً وأمنیاً.
إنّنا عندما نقرأ تصریحاً هنا أو هناک لمسؤول أمیرکیّ یتحدّث عن حرب سنیّة ـ شیعیّة، ویشیر بالأرقام إلى البلدان الّتی یمکن أن تنطلق فیها شرارة هذه الحرب المزعومة، وإلى نقاط التوتّر المذهبیّ المفتعلة، والّتی تتغذّى من عناوین سیاسیّة حرّکتها محاور دولیّة وجهات معروفة، ندرک أنّ القوم یتحدّثون عن رغباتٍ یسعون لوضع الآلیّات العملیّة لها، لتتحوّل إلى مخطّطاتٍ لها أتباعها ومحرّکوها، ولیتنفّس الکیان الصّهیونیّ الصّعداء على وقع هذه الفتن، وهو الّذی یتوجّس خیفةً ویتحدّث عن هواجسه وقلقه جرّاء "التّنسیق غیر المسبوق" بین من یصفهم بـ"عناصر المحور الرادیکالیّ"، ویعنی بهم قوى المقاومة فی لبنان وفلسطین ومواقع الممانعة فی المنطقة.
إنّنا فی الوقت الّذی نعرف أنّ الأرض لن تکون مفروشةً بالورود لمشروع الفتنة هذا، وخصوصاً أنّ الأمّة بدأت تتنبّه إلى من یحرّکونه، وتعرف أنّ العدوّ هو الّذی یختفی خلفهم، إلا أنّنا نؤکّد على القوى الحیّة فی الأمّة، ضرورة العمل الجادّ، وعلى جمیع المستویات، لحمایة الوحدة الإسلامیّة، ومن بینها السّعی لحمایة عاشوراء من کلّ خطط الجهل والغلوّ، لتکون موسماً إسلامیّاً وحدویّاً یجتمع فیه المسلمون بکافّة مذاهبهم وفئاتهم، لإعلان التمسّک بإسلامهم ووحدتهم، والتصدّی لکلّ محاولات زرع الفتنة فیما بینهم، أو تشویه صورة الدّین الحنیف الّتی تروّج لها وسائل إعلام مغرضة ومعادیة، أو وسائل داخلیّة متخلّفة.

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة للإعلام

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.