02 January 2010 - 14:43
رمز الخبر: 1434
پ
آیة الله فضل الله:
رسا/منبر الجمعة- أقیمت صلاة الجمعة بمسجد الإمامین الحسنین ببیروت بإمامة آیة السید محمد حسین الله فضل الله والذی استعرض فی خطبتها الثانیة واقع الأمة مع إطلالة العام المیلادی الجدید.
لا بد أن تنطلق المواقف العربیة والإسلامیة والحرکة المیدانیة لرفع الحصار والتمرّد علیه
حیث سجلّ سماحته:" تدخل الأمة من بوابة فلسطین المحتلة إلى العام الجدید مثخنة بالجراح والآلام، حیث یُمعن العدوّ فی اغتیال المدنیین العزّل فی نابلس، وعلى تخوم قطاع غزة، من دون أن یثیر ذلک أیّة مشکلة فی عواصم العالم ولدى من یسمّونهم دول القرار"
وفی مفارقات الموقف العربی الرسمی یقول فضل الله:"فی اللحظة التی یعلن العدوّ عن المباشرة ببناء سبعمائة وحدة استیطانیة جدیدة فی الضفة الغربیة، تُفتح بعض الأبواب العربیة أمام رئیس حکومة العدوّ، لیتم الحدیث عن مواقف متقدّمة له ورغبات جدیدة فی التفاوض مع الفلسطینیین، فیما تُقفَل الأبواب أمام قوافل المساعدات الإنسانیة القادمة إلى غزة من وراء البحار، وتوضع العراقیل والحواجز والمعوّقات العربیة أمامها.. ویتواصل العمل بالجدار الفولاذی الذی بات یحمل عنوان الأمن القومی للبلد العربی الذی احتضن قضایا الأمة ومشروع وحدتها ونهضتها؟ᴉ".
وعن تشدید الحصار على غزة یرى سماحته :"إنه لمن المعیب حقاً أنه فی الوقت الذی یناور فیه العدوّ لکسب الوقت وتعدیل الوقائع المیدانیة، ویواصل تسویف الوعود بالتفاوض الوهمی وغیر المجدی، تُفتح له الأبواب السیاسیة والإعلامیة العربیة، فیما تزداد مأساة الفلسطینیین الإنسانیة والصحیة، وخصوصاً فی غزة، بفعل الحصار الذی لا بد أن تنطلق المواقف العربیة والإسلامیة والحرکة المیدانیة لرفعه والتمرّد علیه".
ویعطف فضل الله صورة هذا الوضع على الوصایة الأمریکیة ویقول:" بموازاة ذلک، تواصل المخابرات المرکزیة الأمریکیة وصایتها على کثیر من الأنظمة العربیة والإسلامیة، تارة تحت عنوان تدریب القوات المسلّحة فیها على ما یسمّونه مکافحة الإرهاب، وأخرى فی الضغط على بعضها لمواصلة الحرب على هذا الفریق أو ذاک، مما یجعل البلاد مفتوحة على الفتن والفوضى والعنف الدامی، ویبرز ذلک جلیّاً فی باکستان التی انطلقت بعض الفئات الحاقدة والمغرر بها لتزید المشهد دمویة، فی استهدافها الوحشی لمواکب المسلمین الشیعة فی عاشوراء، بما یحقق أکبر خدمة لأعداء الأمة وللمشروع الصهیونی الذی یعمل المشرفون علیه لیل نهار لإحداث انشقاقات کبرى فی الواقع الإسلامی، ولإثارة المسألة المذهبیة خدمة لمخططاتهم الحاقدة ومشاریعهم الدامیة".
وعن المآسی الأخرى التی تتسبب فیها السیاسات الأمریکیة على صعید الأمة..أوضح السید فضل الله :"وفی موقع آخر من الأمة، نلاحظ تصاعداً مخیفاً فی أعمال العنف والقتال، بموازاة التصاعد المخیف فی أعداد الفقراء والمشرّدین، الذین لا تلتفت إلیهم المنظمات الدولیة، أو المنظمات العربیة والإسلامیة، لتبقى مشاهدهم فی الیمن والصومال والسودان وصمة عار فی جبین الواقع العربی والإسلامی الذی تدخل إلیه الشرکات الإسرائیلیة، وتعبث به المخابرات الصهیونیة، ویزداد حکّامه استرخاءً لحساب المحتل، ورضوخاً لشروط المستکبر الظالم".
وعلى الصعید اللبنانی حیث التحدیات لا زالت قائمة دعا سماحته "الأصوات الداعیة إلى التعاون والحوار أن ترتفع، على حساب تلک الساعیة لإرباک الواقع الداخلی بما یعید البلد إلى أیام السجالات الطویلة التی کان ینبغی للبیان الوزاری أن یطویها نهائیاً"، وأضاف: "إن المشکلة تکمن فی وجود فریق یتناسى تهدیدات العدوّ، وآخرها تهدید وزیر حربه بإمکانیة شنّ حرب على لبنان فی العام الجدید، والمسؤولیة تقع على عاتق جمیع المسؤولین، فی دفع هذا الفریق لتغلیب مصلحة البلد على مصلحة الذین یکیدون للبنان وللبنانیین،عبر الإثارات المذهبیة أو العرقیة أو غیرها، بما یخدم بالتالی مصلحة العدو والمشاریع الاستکباریة التی تهدف إلى تمزیق الواقع العربی و الإسلامی".












ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.