30 January 2010 - 14:40
رمز الخبر: 1589
پ
رسا/منبر الجمعة- تمحورت خطبة سماحة السید فضل الله حول آخر تطورات المشهد الفلسطینی فی علاقته بمجمل الوضع الإقلیمی، وحول العراق فی ضوء تواصل العملیات الإجرامیة، وعن لبنان ودلالات فاجعة سقوط الطائرة.
آیة الله فضل الله: العراق یمثّل المحطّة الثانیة من محطّات الضّغط بعد فلسطین.<BR>
بمسجد الإمامین الحسنین(ع) بحارة حریک ببیروت ألقى سماحة آیة الله فضل الله خطبتی صلاة الجمعة، وبالمشهد الفلسطینیّ وآخر تطوراته وفی علاقته بمفارقات الزمن العربی الردیء استهل آیة الله فضل الله حدیثه فی خطبته الثانیة حیث "تبرز صورة معبِّرة لرئیس وزراء العدوّ وهو یغرس شجرة المشروع الاستیطانی الصّهیونی، معلناً عن بقاء الاحتلال والمستوطنات على صدر الفلسطینیّین "إلى الأبد"، فیما یقف أحد المسؤولین العرب خطیباً لیدافع عن الجدار الفولاذی الذی أعطاه عنوان "الإنشاءات" التی تحمی "السیادة والأمن القومی"، على حدّ قوله، لیواصل العدوّ بناء المشروع فیما تواصل الأنظمة العربیّة بناء الجدر التی تحمی کیان العدوّ، وتحاصر الشّعب الفلسطینی فی لقمة عیشه ووسائل الدّفاع المشروعة عن حیاتهᴉᴉ".
وفی توسع المشروع الاستیطانی لفت سماحته "وإلى جانب ما یجری فی الضفّة الغربیّة، بدأ العدوّ بإرساء دعائم خطّةٍ جدیدةٍ لتهوید النّقب والجلیل، حیث صادق رئیس وزراء العدوّ على منح الجنود الصّهاینة قسائم بناء مجانیّة فی أراضی هاتین المنطقتین، لتأکید یهودیّة الکیان، وطرد العرب، وفرض أمر واقع یغطّی الحدیث عن استئناف المفاوضات التی ستکون محصّلتها المزید من التّفاوض على الورق، فیما یسیطر العدوّ على بقیّة الأرض فی المیدان".
وعن الموقف الأمریکی وفی ظل الإدارة الجدیدة اعتبر فضل الله "إنّها اللّعبة الأمریکیّة ـ الإسرائیلیّة التی یتوزّع فیها الطّرفان الأدوار، والتی بدأت تظهر معالمها من خلال ما طرحه مبعوث الرّئیس الأمریکی فی زیارته الأخیرة حول التّفاوض بهدف ما أسماه "تحسین أوضاع الفلسطینیّین فی الضفة"، والذی یشکّل تردیداً حرفیّاً لمشروع نتنیاهو القاضی بمنح الفلسطینیّین تحسینات اقتصادیّة معیّنة، مقابل تمریر المزید من مشاریع الاستیطان المؤدّیة إلى ضیاع القضیّة بالکامل".
وفی تعلیقه عن سیمفونیة السیادة التی یتحجج بها البعض فی تشدید الحصار على الشعب الفلسطینی المظلوم قال سماحته:"إنّنا نحذّر الجمیع، بمن فیهم من یتراشق مع أهله وشعبه تحت عنوان الحرص على السیادة، من أنّ سقوط القضیّة الفلسطینیّة بید العدوّ سوف یؤدّی إلى سقوط کلّ الجدر أمامه، وهو ما سیشجّعه على استباحة بقایا السیادة العربیّة والأمن القومی لحساب أمنه الذی یتجاوز المحیط والخلیج".
وفی الموضوع العراقی على اثر العملیات الإرهابیة، رأى سماحته أن" مأساة العراقیّین الذین أرادهم الاحتلال من جهة، وجماعات القتل والإجرام والوحشیّة من جهة أخرى، أن یکونوا الحطب لمشاریع التّمزیق التی تطیل أمد الاحتلال، وتحرّک دفّة الانتخابات القادمة بما یتناسب مع طموحات المحاور والقوى المعادیة للأمّة، والسّاعیة لإغراقها ببحارٍ من الدّماء، عبر التفجیرات الحاقدة التی تناسى منتجوها الاحتلالَ، وصوّبوا نیرانهم القاتلة باتجاه المدنیّین والأبریاء من شعبهم وأهلهم".
وفی هذا السیاق نبّه فضل الله إلى "أنّ العراق یمثّل المحطّة الثانیة من محطّات الضّغط بعد فلسطین المحتلّة، ویُراد له أن یکون ساحة الاختبار لمشاریع دولیّة وإقلیمیّة لم تکتمل صورتها، ولم تخبُ نیرانها". وأضاف:" وعلى العراقیّین بمختلف انتماءاتهم وتوجّهاتهم أن یتوحّدوا لرفض هذه الخطط والمشاریع التی یوضع فیها الشعب بین خیارین أحلاهما مرّ: إمّا أن یخضع لشروط الاحتلال قبل الانسحاب، أو أن یربط العجلة السیاسیّة والانتخابیّة بقطار الاحتلال ومن یرکبه فی طول المنطقة وعرضها! وقد کان خیار الشعب العراقیّ التوحّد فی خطّ العزّة والکرامة والسیادة، ولا نعتقد أنّه سیتنازل عنه لحساب الاحتلال وزمرته".
أمّا على الصعید اللبنانی ذهب فضل الله إلى أنّ "کارثة الطّائرة وحّدت اللّبنانیین فی المأساة والآلام، وفی التّفاعل مع العائلات المفجوعة الذی قدّم صورةً حیّةً عن هذا الشّعب الذی لاحقته قوى الاحتلال والعدوان، وطاردته الحروب والأزمات الاقتصادیّة والکوارث الکبرى، ولکنّه بقی صامداً متماسکاً، حتى فی اللّحظات التی فُجع فیها بأعزّ أبنائه وأبرز کوادره وطاقاته".
وفی کلمته للمسؤولین بالمناسبة المفجعة قال آیة الله فضل الله: "إنّ هذه الکارثة التی استطاعت أن تجمعکم، وأن تحشد حرکة الدولة کلّها فی میدان واحد، تمثّل رسالة إلیکم لکی تعملوا جمیعاً لحساب هذا الشّعب، عبر الاندفاع بخطوات عملیّة تؤسّس لقیام الدولة القویّة العادلة التی تحتضن أبناءها وطاقاتها، فلا ترمی بهم فی عرض البحر، أو تجعلهم فریسةً للقدر فی رحلة العذاب المستمرّة بحثاً عن لقمة العیش، وصناعة المستقبل المجبول بعرق الکرامة المسفوح على جباهٍ أعیاها الجهد والجهاد، وأذوى الموتُ بهاءها وعطاءها".












ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.