06 February 2010 - 13:39
رمز الخبر: 1626
پ
ذکرى أربعین الامام الحسین (ع) فی مجمع سید الشهداء (ع)

أحیا حزب الله ذکرى أربعین الإمام الحسین (ع) فی مجلس عزاء مرکزی أقامه مساء الخمیس فی مجمع سید الشهداء (ع) فی الرویس، وألقى الأمین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصر الله کلمة قال فیها: "..نحن فی مواجهة کل المصائب التی نعانی منها، من أعظم المصائب الموجودة فی منطقتنا وجود هذه الغدة السرطانیة التی اسمها اسرائیل وتسلط الشیطان الاکبر على بلادنا وعلى شعوبنا وخیراتنا وعلى الکثیر من حکوماتنا وأنظمتنا ووسائلنا الإعلامیة ومدارسنا ومؤسساتنا، هذه من اکبر المصائب ومن اساس المصائب وما تجره من حروب وویلات وحصارات وقتل وسجن وأسر وجرح وتدمیر بیوت وآثار نفسیة وصحیة لکثیر من شعوب هذه المنطقة، أو ما نواجهه احیانا من مصائب اجتماعیة واقتصادیة أو طبیعیة أو کوارث أو ما شاکل، نحن یجب ان نتحصّن بهذا الفهم وبهذه الثقافة وبهذه المعرفة وبهذا العلم وأن یکون لنا بأنبیائنا ورسلنا وبأئمتنا وأولیائنا وبالسیدة زینب علیهم السلام أسوة حسنة وقدوة فی مواجهة هذه التحدیات والمصائب وأقول أنّ هذا واجبنا هذا والحمد الله أنّ ناسنا هکذا أیضاً".

وأضاف سماحته: "بعد حرب تموز جاءت العدید من مؤسسات استطلاع الرأی ومن مراکز الدراسات التی تعنى بالجانب النفسی والتربوی والاجتماعی، أتوا بمبادرات من عندهم وإداراتهم أو دول بعثت بهم أو أجهزة مخابرات بعثتهم؟ کل شیء محتمل، أن اذهبوا لدرس النتائج النفسیة لحرب تموز على الناس وخصوصا على الشریحة التی کانت مستهدفة بقوة وبالدرجة الأولى وبالأخص على أؤلئک الذین قتل أحباؤهم وأعزاؤهم وعلى أولئک الذین دمرت بیوتهم والذین هدّمت أرزاقهم وهذه هی الشریحة الخاصة، وهناک الشریحة الأوسع الذین هجروا وبقوا 34 یوما خارج بیوتهم. بالنهایة الحرب کانت قاسیة ومؤلمة جداً، وهؤلاء بشر ومن الطبیعی کما عند کل شعوب العالم وکما طوال التاریخ ان تکون للحرب آثارا على هؤلاء الناس".

وتابع السید نصر الله: "أنا اطّلعت على نتائج بعض هذه الدراسات وبعضها یقول نحن ذهلنا للنتائج، وعادة هناک آثار طبیعیة للحرب فی البعد النفسی والعاطفی والإنسانی وهناک شریحة کبیرة من الناس تتعرض للحرب یحدث عندها اکتئاب ویأس وإحباط وانهیارات نفسیة وانهیارات صحیة... یقولون فوجئنا وذهلنا بالنتیجة، وجدنا أن الأغلبیة الساحقة من المستهدَفین بالحرب والذین أصابتهم الحرب لم تترک لدیهم الآثار النفسیة المتوقعة فی نتائج الحروب. أجروا تحلیلا وجمعوا الأجوبة من آباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأولاد الشهداء، رؤوا جرحى وناس دمرت بیوتهم، أجروا دراسة واستطلاع رأی ووجدوا أجوبة مشترکة، ومن جملة هذه الأجوبة المشترکة کانت: لنا فی رسول الله (ص) وآل رسول الله (ص) أسوة حسنة، لنا بأبی عبد الله الحسین (ع) أسوة حسنة، لنا بزینب بنت علی أسوة حسنة، لنا بالشهداء والأصحاب والنساء والأیتام فی کربلاء أسوة حسنة. إذا هذه ثقافة کربلاء، ثقافة الحسین وزینب، التی ما زالت حاضرة بقوة، هذه الثقافة هی التی تعطینا القوة لنقف وهی التی تعطینا القوة لنصمد وهی التی تعطینا القوة لنواجه وهی التی تعطینا القوة لنعطّل آثار العدوان والحرب والمصیبة، ولذلک کان تقدیرهم أنّ هذه النتائج غریبة ومذهلة...".

وقال سماحته: "جرت العادة بخصوص زیارة الأربعین بالتحدید أنّ الناس یمشون لزیارة الحسین (ع) مثل ما نشاهد الآن على الفضائیات، الملایین فی العراق یأتون من کل نواحی العراق ویذهبون مشیا إلى کربلاء، حتى السنة تتحدث الإحصاءات عن مئات آلاف الزوار غیر العراقیین الذین جاؤوا من خارج العراق، یأتون بالطائرات أو بالقطار أو بالسیارات یأتون إلى بغداد ومن بغداد یذهبون مشیا إلى کربلاء أو یأتون إلى النجف ومن النجف مشیا إلى کربلاء. کل سنة کانت قوافل الحجاج الى کربلاء تتعرض لاعتداءات ولعملیات انتحاریة إجرامیة، ویقتل أعداد کبیرة، المئات من الشهداء ویسقط المئات من الجرحى وعلى طول الطریق وصولا إلى نفس کربلاء. هذه السنة ایضا ورغم الاجراءات الأمنیة المتشددة جدا وحضور عشرات الآلاف من القوى الأمنیة المولجة بالحفاظ على أمن الزوار، تعرضت مواکب الزائرین على الطرقات الى عملیات انتحاریة عدیدة وسقط فیها عدد کبیر من الشهداء والجرحى".

وأوضح السید نصر الله: "على ماذا یؤشر هذا الأمر؟ هذا یؤشر على ان هناک جهات تکفیریة، لأنّه عندما نقول عملیة انتحاریة فلیس الأمریکی أو الإسرائیلی یجری عملیة انتحاریة ومعروف من یعمل العملیات الإنتحاریة، هناک جهات تکفیریة مصرة على المضی فی هذا الطریق وفی هذا الأسلوب وفی هذا النهج، وهذه من أکبر مصائب الأمة فی هذا العصر ومن أکبر محن الأمّة فی هذا الزمان والتی تستلزم مسؤولیات وواجبات. نحن لا نستطیع ان نبرئ الأمیرکیین والاسرائیلیین بالوقوف خلف عملیات من هذا النوع بسبب أنّ هذه الجهات التکفیریة فی الحقیقة تم اختراقها بقوة من قبل أجهزة أمنیة ومخابراتیة أمریکیة وإسرائیلیة وغیر ذلک، ویتم استخدامها من حیث تعلم أو لا تعلم فی مشروع أعداء هذه الأمة، وسواء یتم استخدامها من أجهزة مخابراتیة أو لا یتم فإنّ هذه الجهات التکفیریة بأعمالها تقدم أکبر خدمة ممکنة لعدو وأعداء هذه الأمة وتضع الأمة دائما أمام اکبر خطر یمکن ان یواجهها فی هذا الوقت الحاضر".

وحذّر السید نصر الله من أن "هناک جهات لم تیأس بعد من مشروع الفتنة، سنة واثنین وخمسة، تفجیر الحسینیات وتفجیر المساجد وتفجیر المواکب وتفجیر مقام الإمامین العسکریین علیهما السلام فی سامراء والقتل وغیر ذلک، مضى سنوات على هذه الأمور ولکن یبدو أنّ هناک جهاتا لم تیأس وهی مصرة على المضی فی هذا الطریق. تستخدم لإیقاع الفتنة بین المسلمین العملیات الإنتحاریة والعبوات الناسفة والسیارات المفخخة، وأیضا تستخدم التحریض والإساءات التی لا یمکن أن تطاق تجاه رجال الدین ورموز معینة کما حصل قبل أسابیع. وأنا لا أقول هنا أنّ هؤلاء یریدون فقط إیقاع الفتنة بین الشیعة والسنة، هؤلاء یریدون نشر حالة تقاتل بین المسلمین عموما، بین الشیعة والسنة وبین السنة والسنة وبین الشیعة والشیعة، لکن الآن کوننا نتحدث عن جهات تکفیریة معلومة الخلفیة فهؤلاء لا یستهدفون فقط الشیعة أو الإیقاع بین الشیعة والسنة، کثیر من عملیات القتل والعملیات الإنتحاریة التی نفذت فی أفغانستان وباکستان وسابقا فی الجزائر وفی المغرب وحتى فی العراق وفی محافظة الأنبار وفی کردستان وفی دیالى وفی الموصل، کثیر من العملیات استهدفت مساجدا سنیة وعلماء سنة وشخصیات سنیة نتیجة فقط الإختلاف فی طریقة التفکیر أو فی بعض المفاهیم الفکریة والعقائدیة أو نتیجة الإختلاف فی النهج السیاسی".

وقال: "إذا هذه الجهات التکفیریة هی لا تکفر الشیعة فقط بل تکفر أیضا کثیرا من السنة، ولا تکتفی بالتکفیر کموقف عقائدی أو فکری أو توصیفی وإنما تلجأ الى القتل وارتکاب المجازر واستباحة الدماء، ما حصل فی الیومین الماضیین على طریق کربلاء وسقوط هذا العدد من الشهداء وتنفیذ هذا العدد من العملیات رغم کل التدابیر الأمنیة هذا یکشف أن هذه الجهات التکفیریة لیس لدیها ای مانع ان تقتل الآلاف على طریق کربلاء، انفاذا لمشروعها ومخططها وهذا واقع مؤلم ومحزن".

وتساءل السید نصر الله: "کیف یجب ان نتعامل مع هذا الواقع؟ یوم القیامة کل علماء المسلمین فی هذه الامة سیسألون، والذین هم ساکتون سیسألون یوم القیامة ولا یتصوروا أنهم لیسوا معنیین، بأنه اصبح شیئا روتینیاً وتقلیدیاً واعتدنا علیه. للاسف الشدید اسرائیل بعد ستین سنة، أصبحت شیئاً روتینیاً وتقلیدیاً وطبیعیاً جدا!؟ اسرائیل تحاصر الناس وتجوع أهل غزة وکل یوم تعتقل أهل الضفة وطبیعی ان تسجن الالاف من الفلسطینیین وطبیعی ان تظل تحفر عند المسجد الاقصى وکله صار طبیعی طبیعی لا یلقى أی رد فعل فی العالم العربی والاسلامی لانه صار طبیعی. والسؤال هنا، نفس الشیء موجود، العلماء والنخب والمثقفون والمفکرون ووسائل الاعلام والحرکات الاسلامیة وعامة الناس الکبیر والصغیر هذا مشروع فتنة ویجب ان یقولوا کلمة الحق ومدویة وقویة والا یخافوا فی الله لومة لائم. وبالتالی هذه الأعمال یجب ان تعرف کل الجهات التی تقف وراءها أنها أعمال مدانة ومرفوضة، الأمة مسؤولة عن فضح هذه الجهات التکفیریة لا عن ممالئتها یجب فضحها ویجب عزلها ویجب ابعادها عن التاثیر فی حیاة هذه الامة وایضا یجب وهو مهم جدا، یجب منع هذه الجهات من تحقیق أهدافها وهدفها هو الفتنة، وعندما لا ننجر الى فتنة فی أی بلد من البلدان فنحن أبطلنا أهداف الجریمة وأهداف القتل وأهداف المجزرة وأهداف هذه الجهات التکفیریة، هذه مسؤولیة کبیرة وخطیرة وحتى الان فشلوا لکن فشلوا ایضا بسبب ما نطالب به، وعی المرجعیات الدینیة والسیاسیة وعی القیادات وعی النخب وعی الناس، الناس الذین یفهمون جیدا ان خصمهم هو القاتل ومن خلف القاتل، عندما یتعرض شیعة او سنة للقتل لا تعمم المسؤولیة على کل الشیعة ولا تعمم المسؤولیة على کل السنة هذا وعی وهذه حکمة، الناس ایضا یتصرفون بهذه الحکمة وبهذا الوعی".

وتابع سماحته: "یجب ان ننتبه اذن ان هناک جهات ما زالت مصرة على المضی فی هذا المشروع ولم تیأس، ومن هنا ارید ان ادخل على مصداق لبنانی وان کان هو حادثة جزئیة ولکن حادثة خطیرة جدا جدا جدا، ویجب ان یعرف اللبنانیون عموما والمسلمون فی لبنان خصوصا ان الله سبحانه وتعالى دفع بلاء عظیما عنهم کان یحضر لهم، وهذه واحدة من مصادیق دعاء کمیل الذی نقرأه "وکم من فادح من البلاء أقلته".. کان هناک بلاء فادح سیقع فی هذا البلد والله سبحانه وتعالى دفع هذا البلاء عنهم، وهی قصة مجدل عنجر ولا ارید ان ادخل فی التفاصیل لان کل الناس اصبحوا یعرفون هذه القصة، الشیخ الذی قیل انه خطف وقامت القیامة فی الساعات الاولى واستخدمت خطابات وتعابیر مذهبیة وتحریضیة خطیرة جدا جدا جدا واستثیرت فیها غرائز بلا ضوابط وبلا حدود وتمت دعوات الى القیام بردات فعل واتهم من اللحظة الاولى الذی قیل ان الشیخ خطف فیها جهات معینة ومحددة وبدأت الاصوات ترتفع وتستحضر التاریخ والحاضر والماضی وتدعو الى ردات فعل الى اعمال خطف الى اعمال قتل، ثم تبین لاحقا ان هذا الشیخ خطف نفسه وقیل فیما بعد فی مجریات الامور انه حلق لحیته، وکان من المفترض أن تتفاعل الامور خلال بضعة ایام، اعتصامات فی المساجد ومظاهرات فی الطرقات ومباشرة وسائل الاعلام تولعها، وبعدما یصل التحریض الى الذروة ویحلق شعر هذا الشیخ ویتعرض لبعض اثار التعذیب ویلقى به فی الطریق وبیطلع بیعمل مؤتمر صحفی ویتهم أناساً محددین بأنهم خطفوه وبعده یحترق البلد وراح البلد".

وأضاف السید نصر الله: "هذا البلاء الذی کان یعد أو یحضر لماذا؟ ولای سبب؟ ولخدمة من؟ ولای هدف؟ والبلد دخل بعد الانتخابات النیابیة فی حالة هدوء وفی مرحلة التعایش وبالعکس اکثر من هدوء واصبحت الناس تجلس مع بعضها وتتحدث مع بعضها وتأنس بعضها وتتفاهم مع بعضها وتتناقش مع بعضها وتنسق الامور سویة وذهبنا الى حکومة وحدة وطنیة ووضعنا ملفات تعنی الناس والبلد امام أعیننا، طیب، لماذا ولخدمة من وفی الوقت الذی ذاهب فیه البلد الى افضل حالة هدوء وتعاون وانسجام، ومن جهة ثانیة وفی الوقت الذی اسرائیل تهدد فیه کل یوم لبنان وبدأت الان بسوریا ایضا وکذلک قطاع غزة وایران، ولماذا یؤخذ لبنان الى الفتنة الطائفیة والمذهبیة ولمصلحة من هذا الامر؟".

وقال: "المهم هذه الحادثة حصلت وهنا ارید من مسؤولیة الاخلاقیة والشرعیة ان انوه، ونحن حتى عندما نختلف بالسیاسة وبالموقف السیاسی هذا لا یمنعنا ان نکون منصفین وعادلین. أنا اللیلة واجبی ان انوه واشکر تیار المستقبل سواء على مستوى قیادته المرکزیة او على مستوى البقاع الاوسط انه تصرف بمسؤولیة وبهدوء، ولم ینجر مع کل جو التجییش الذی عمل علیه هناک للاسف الشدید بعض الناس والنخب والعلماء وبعض الذین یفترض ان یکونوا أتقیاء ویخافون الله والذی کان المطلوب منهم هم ان یتصرفوا بوعی وبحکمة وبصبر وبتحقق وبتثبت البعض للاسف لم یتصرف هکذا".

ولفت السید نصر الله إلى أن "الاخوان فی تیار المستقبل تصرفوا بمسؤولیة وبحکمة ونحن نشکرهم وننوه بموقفهم والله یبارک فیهم بهذا الموقف، وایضا نرید ان ننوه بقوى الامن الداخلی الذی تابعوا هذا الملف من اول لحظة بجدیة عالیة ووضعت یدها وسرعان ما اکتشفت الحقیقة واعتقلت هذا الشیخ واعلنت هذه الحقیقة للناس وفقعت عین الفتنة، وکذلک ننوه بقیادة قوى الامن الداخلی وکل الضباط الذین تعبوا وعملوا هذا الانجاز وواجبنا کلنا ان نشکرهم.. وأیضا الموقف المسؤول الذی صدر من العدید من القیادات من اخواننا فی الطائفة السنیة من علماء ورؤساء ورؤساء سابقین وقیادات سیاسیة ودینیة، ولانه لیس فقط نحن معنین بان نقول شکرا لله ولعباد الله على دفع البلاء کذلک نحن معنیین بان نقول یا ناس انتبهوا الى الامام. ونحن لم نتکلم ویمکن هذه اول مرة شخص فی حزب الله یقارب هذا الملف ویتحدث فیه".

وتابع سماحته: "انا احببت ان اتکلم عنه اضافة الى توصیف الوضع حتى تعرف الناس ما هو البلاء الذی دفع عنهم؟ ثانیا لشکر الذین ساعدوا بفقع عین الفتنة، وثالثاً لأقول أیضاً ما یلی: إخواننا فی لبنان، أهلنا فی لبنان، مسلمین ومسیحیین، سنة وشیعة، یجب أن ننتبه کما هو الحال فی بلدان العالم العربی والإسلامی، هناک من هو مصر على الفتنة بین اللبنانیین، هناک من یعمل فی اللیل وفی النهار لیکون هناک صراع طائفی فی لبنان، وقتال مذهبی فی لبنان، هناک من لا یهدأ له بال ولا خاطر قبل أن یصل إلى هذه النتیجة، وهؤلاء لدیهم مکر وخداع وأکاذیب ونفاق ووسائل وأدوات کبیرة وخطیرة جداً. المطلوب منا جمیعاً أن نحذر وننتبه ونحتاط. غداً، لا سمح الله، یمکن أن یخطف شیخ شیعی أو رجل دین مسیحی أو رجل دین درزی أو أی أحد آخر، یمکن أن یقتل أی أحد لا سمح الله، ویخرج علینا بعض الناس من دون تثبت وتحقیق ویخلقوا أجواء فتنة فی البلد وفعل وردات فعل".

وتابع السید نصر الله: "أقول لکم: من فعل هذا ویفعل هذا هو إسرائیلی علم أم لم یعلم. أول أمر یجب أن نقدم علیه هو أن نجلس ونتحقق ونتثبت من قام بهذا الفعل قبل أن نطلق الاتهامات یمیناً وشمالاً، هناک مؤسسات أمنیة فی هذا البلد، هناک أجهزة أمنیة فی البلد تثبت یوماً بعد یوم أن إمکاناتها البشریة والتقنیة تتطور بشکل جید، فعلینا أن لا نتسرع لأن هذا البلد لا یخفى فیه شیء. وأیضاً التصرف بحکمة فی ردات الفعل، فإذا افترضنا حصل حادث ما، من ابن طائفة على ابن طائفة آخر، فهل هذا یجب أن یجر إلى صراع طائفی أو إلى صراع مذهبی ونحرق بلدنا ونحرق بیوتنا وقرانا، ندمر بیوتنا بأیدینا نتیجة ردات فعل یرید الشیطان والأعداء أن یجرونا إلیها؟! التریث فی الفهم، التریث فی ردات الفعل، مسارعة الحکومة والدولة، مسارعة القیادات المختلفة لاستیعاب أی حدث وکشف ملابساته ومعالجة ذیوله، هذه من أهم المسؤولیات الکبرى الملقاة على عاتق الجمیع الیوم فی لبنان. جمیعنا یجب أن نتسلح بالحذر وأن لا یغیب عن بالنا لحظة من اللحظات، لا فی لبنان، ولا فی العراق، ولا فی أفغانستان، ولا فی باکستان، ولا سوریا، ولا مصر ولا فلسطین ولا أی بلد، أن هناک من یرید لشعوب هذه البلدان أن تتقاتل وأن تتصارع وأن یذبح بعضها بعضاً ویسفک بعضها دم بعض، ویهدم بعضها بیوت بعض، وبالتالی هل یجب أن ننجر ونصغی لنداءات الشیطان وخطوات الشیطان؟ حتى ما فعلته وأعلنته بعض وسائل الإعلام الأمیرکیة فی الآونة الأخیرة، واضح هناک تحریض یومی ومستمر من أجل الإیقاع بین العرب وإیران. المهم أن تبتعد عن إسرائیل، المهم أن تبتعد عن أمریکا وکل الحروب الأخرى لیست مسموحة فقط بل هی مطلوبة ویخطط لها ویعمل من أجلها".

وقال سماحته: "أحببت الیوم أن أثیر هذا الموضوع لأقول، هنا أیضاً مسؤولیة کبیرة على مستوى الأمة وعلى مستوى لبنان، دفع الله هذا البلاء ونسأله أن یدفع البلاء دائماً عنا. ولکن عندما یدفع البلاء مرة وأثنین وثلاثة ولا نتصرف فی لبنان کدولة أو کنخب أو کشعب بمسؤولیة، الحمد لله هذه الحادثة الجمیع تصرف فیها بمسؤولیة إلا المحرضون والمخططون والأبالسة الذین یقفون خلف هذه الفتن، عندما نتصرف بمسؤولیة بالتأکید الله سبحانه وتعالى سیعیننا أکثر على دفع البلاء والمصیبة عنا".

وقال: "غداً، أربعین الإمام الحسین(ع)، وهو یأتی هذا العام فی أیام شهر شباط، أیام انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران بقیادة الإمام الخمینی والذی أکد أن هذه الثورة هی من برکات قیام الحسین ودماء الحسین وصرخات الحسین (علیه السلام)، وهذه الثورة التی أحدثت تطوراً تاریخیاً کبیراً فی العصر الحدیث، وستتضح آثارها الأکبر والأهم فی مستقبل الأمة ومستقبل الأیام. شهر شباط الذی یحتضن أیضاً ذکرى قادتنا وأعز إخواننا وأساتذتنا وأحبائنا الشهداء القادة الذین هم أیضاً رموز مسیرة المقاومة المنتمیة إلى الحسین وإلى کربلاء الحسین علیه السلام".

وختم السید نصر الله": "لن أتحدث اللیلة فی الموضوع الإسرائیلی، موضوع التهدیدات، خصوصاً التطور الذی حصل خلال الیومین الماضیین، هو تطور مهم جداً، یعنی فی الموضوع الإسرائیلی - السوری، سأترک هذه الأمور إنشاء الله إلى المناسبة القریبة بعد أیام، عندما نحیی وإیاکم ذکرى شهدائنا القادة، الشهید السید عباس الموسوی، الشهید الشیخ راغب حرب، الشهید الحاج عماد مغنیة، یومها إنشاء الله نتحدث عن التهدیدات وعن تطورات المنطقة وعن موقف المقاومة، ولنا دائماً معکم فی المقاومة وفی طول الطریق وفی العاشر وفی الأربعین ودائماً وأبداً مع الحسین، ولن ننسى هذا الحسین العظیم على الإطلاق".

المصدر: موقع المقاومة الإسلامیة فی لبنان

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.