08 February 2010 - 14:52
رمز الخبر: 1646
پ
تحتفل الجمهوریه الاسلامیه الایرانیه بالذکری الواحد والثلاثین على انتصار ثورة الحق على الباطل,التی قادها أحد کبار علماء مدرسة أهل بیت العصمة(ع)الإمام روح الله الموسوی الخمینی قدس سره الشریف,والتی ببرکاتها سقطت أحد الإنظمة الحاکمة الطاغیة فی زماننا,المتمثلة فی حکومة الشاه المقبور رضا بهلوی,وهذا فی ذاته یکون حافز للعلماء وطلاب العلوم الدینیة وغیرهم بالإلتزام من جهة بخط الإمام الراحل,وبمواصلة طریقه الذی سلکه من جهة أخرى.
الإمام الخمینی: العالم والقائد الثائر
 
روح اللّه بن مصطفى بن أحمد الموسوی الخمینی، أحد علماء الإمامیة، ومؤسس الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، ولد فی العشرین من جمادى الثانیة سنة 1320هـ فی مدینة خمین بإیران، وفقد أباه وهو فی الشهر السادس من عمره، فنشأ یتیماً تحت رعایة والدته وعمته اللتین اهتمتا به اهتماماً شدیداً.
بدأ بتلقی الدروس وهو فی سنّ مبکر، فأکمل دراسة الفارسیة وعلومها قبل إتمامه السنة الخامسة عشرة من عمره. ثُمَّ شرع بدراسة العلوم الإسلامیة على ید أخیه الأکبر السیِّد مرتضى سندیده، فدرس الصرف والنحو وبقیة العلوم المقررة فی مرحلة المقدّمات، حتّى أتمها.
انتقل بعد ذلک إلى مدینة آراک حیث مرکز الحوزة العلمیة فی إیران آنذاک، وتابع تحصیله العلمی فیها، حتّى صار من أعلامها البارزین، ثُمَّ انتقل بعد ذلک إلى مدینة قم المقدسة مع أستاذه الشیخ عبد الکریـم الحائری، مؤسس الحوزة العلمیة فی مدینة قم المقدسة، وأقام فیها.
بدأ بانتقاد سیاسات الشاه محمَّد رضا بهلوی، وتوجهاته أثناء دروسه ومحاضراته التی کان یلقیها فی مدینة قم، واتخذت هذه الانتقادات طابع العلن والتصریح سنة 1944م، والتی تنادی بإقامة الحکومة الإسلامیة على أساس الشریعة الإسلامیة.
واستمر هذا الحال بینه وبین السلطة التی بذلت الکثیر من المحاولات لتحجیمه والحدّ من نشاطه حتّى سنة 1963م حیثُ ألقى خطاباً عاصفاً هاجم فیه الشاه وأمیرکا وإسرائیل. أدّى إلى انتفاضة الشعب الإیرانی ضدَّ الشاه، فاعتقلته الحکومة لمدّة ثمانیة أشهر، ثُمَّ أفرجت عنه بعد ضغطٍ جماهیری عارم عمَّ کلّ أنحاء إیران.
أفتى فور الإفراج عنه بحرمة استخدام التقیة فی ذلک الوقت، وطلب من العلماء عدم اتخاذ أسلوب المهادنة مع الحکومة، اعتقل مجدداً فی 14/11/1964م، وتقرر نفیه إلى ترکیا، فنفی إلیها، وبقی فیها نحو السنة، ثُمَّ انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق، وبقی هناک حوالی ثلاث عشرة سنة، عمل خلالها على مواصلة قیادة الثورة داخل إیران، إلى جانب إلقاء الدروس والمحاضرات.
ضغطت حکومة الشاه على الحکومة العراقیة لإیقاف نشاطه، فرفض ذلک، فطلبت منه مغادرة الأراضی العراقیة، فغادر العراق بتاریخ 3/10/1978م متوجهاً إلى الکویت، لکنَّ الحکومة الکویتیة منعته من دخول أراضیها، فقرر التوجه إلى فرنسا، فسافر إلیها، وأقام فی ضاحیة «نوفل لو شاتو» فی باریس، وواصل من هناک قیادة الثورة فی بلاده.
کانت الثورة قد قطعت فی هذا الوقت مراحل کثیرة، ووصلت إلى الحدّ الذی اضطر الشاه معه إلى مغادرة إیران، وترک الأمور بید رئیس وزرائه شاهبور بختیار، الذی حاول تهدئة الأوضاع المتفجرة، لکنَّه لـم یستطع أن یفعل أی شیء بوجه الثورة التی کانت قد اقتربت من الانتصار.
قرر ترک منفاه فی فرنسا، والعودة إلى بلاده إیران، لیتولى قیادة الثورة من الداخل، ومشارکة الشعب فی جهاده، فاستقل طائرة لتنقله إلى طهران، فوصلها فی الیوم الأول من شهر شباط سنة 1979م، واستقبل استقبالاً حاشداً.
توجه بعد وصوله إلى طهران إلى مقبرة الشهداء فیها، حیثُ ألقى خطابه التاریخی الذی أعلن فیه انتهاء حکومة الشاه، وقیام الحکومة الإسلامیة، واکتملت مراحل الانتصار فی 11 شباط 1979م بالسقوط الکامل لحکومة شاهبور بختیار، لیشاد صرح الجمهوریة الإسلامیة.
انتقل بعد ذلک إلى مدینة قم المقدسة، ثُمَّ عاد إلى طهران لیستقر فی حسینیة جماران، ویواصل قیادة الجمهوریة الإسلامیة، التی استطاع بصبره وشجاعته وحنکته أن یسیر بها إلى بر الأمان، رغم الصعاب الکثیرة التی وضعها الأعداء فی طریقه.
توفی فی أحد مستشفیات طهران، فی الثامن من حزیران سنة 1989م، بعد حیاةٍ ملیئة بالجهاد والتضحیات، وشیع تشییعاً قلّ نظیره فی التاریخ، ودفن فی مقبرة بهشت زهراء فی طهران، إلى جانب قبور شهداء الثورة الإسلامیة ویقصد قبره النَّاس من کلّ مکان.
له مؤلفات عدیدة، منها: مصباح الهدایة إلى الخلافة والولایة، وشرح دعاء السحر لشهر رمضان، والأربعون حدیثاً، وأسرار الصلاة أو معراج السالکین، وکشف الأسرار، وآداب الصلاة، والرسائل، وکتاب البیع، وکتاب المکاسب المحرّمة، وکتاب الطهارة، وتهذیب الأصول، وجهاد النفس، والجهاد الأکبر، والحکومة الإسلامیة, وحاشیة على الأسفار وغیر ذلک.
قال سماحة السید الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة فی إیران: "نهج الإمام الخمینی هو نهج الأنبیاء الذی قام على أساس الصبر والمقاومة والاستعانة باللّه سبحانه وتعالى للتغلب على المصاعب والضغوط".
قال محمَّد حسنین هیکل الصحفی المصری المعروف: "الخمینی رصاصة انطلقت من القرن السابع المیلادی، لتستقر فی قلب القرن العشرین".
قال سلیمان کتانی الکاتب اللبنانی المعروف: "قطب عظیم، لـم ینبض مشرقنا الأوسطی بمثیل له منذ عهد طویل".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.