13 March 2010 - 16:26
رمز الخبر: 1963
پ
خطباء الجمعة فی العراق:
رسا/ منبر الجمعة- شکلت الانتخابات التشریعیة بالعراق محور خطب الجمعة، حیث اجمع الخطباء على أن الشعب العراقی وضدا على رهانات البعض أنجح الاستحقاق الانتخابی، ووضع بذلک استکمال مشروع إعادة بناء العراق على ذمة المنتخبین والکتل السیاسیة التی صوت لها الشعب.
إشادة بالمشارکة الواسعة فی الانتخابات وتأکید على بناء العراق الجدید.

أشاد سماحة حجة الإسلام والمسلمین السید صدر الدین القبانجی إمام جمعة النجف الأشرف بالعملیة الانتخابیة التی جرت فی السابع من هذا الشهر، مؤکداً أنها جرت بنجاح وانسیابیة وشفافیة رغم کل ما حولها من تعقیدات، واصفاً مشارکة الشعب العراقی فیها بالملحمیة والکبیرة والرائعة.
جاء ذلک خلال خطبة صلاة الجمعة التی أقیمت فی الحسینیة الفاطمیة الکبرى بالنجف الأشرف.
واعتبر سماحته وخلال تناوله لموضوع الانتخابات، أن الشعب العراقی اجتاز هذا الامتحان بنجاح وان مشارکته أقرت عیون المؤمنین وأغاضت قلوب أعدائه،مشیراً أنها دلت على جملة حقائق، أولها أن المشارکة کانت جیدة حیث قاربت(65%) وان هذه النسبة اکثر من نسبة المشارکة فی انتخابات مجالس المحافظات السابقة والتی کانت 51% من الناخبین.
ثانیا: عکست الانتخابات نضجا ورشدا سیاسیا لدى الشعب العراقی وأنه اختار هذا المسار ولا رجعة فیه، وان المشارکة الانتخابیة کانت بعیدة عن الطائفیة.
ثالثا:هزیمة البعث الذی راهن على فشل هذه الانتخابات، واصفاً نجاحها بمثابة صفعة جدیدة للبعثیین.
رابعا:ان الإرادة العراقیة هی التی رسمت الموقف فی العراق ولیست الإرادة الأجنبیة.
على صعید ذی صلة أشاد إمام جمعة النجف بموقف المرجعیة الدینیة التی دعت لأوسع مشارکة فی الانتخابات البرلمانیة. وطالب سماحته المفوضیة العلیا المستقلة للانتخابات بالحرص والدقة والأمانة فی فرز الأصوات.
ونبّه السید القبانجی النواب بان الشعب ینتظر منهم الإخلاص للوطن من خلال محاربة الفساد والإرهاب والحرص على تقدیم الخدمات والحرص على مشروع بناء العراق الجدید والایفاء بالوعود التی قطعوها، وأضاف: المطلوب من النواب الجدد التقوى السیاسیة، معرباً عن حسن ظنّه بمن تقدم لعضویة مجلس النواب وبأن تکون دورة المجلس الجدیدة جیدة بکل المعانی.
على صعید آخر أشاد إمام جمعة النجف بموقف الراحل الشیخ الطنطاوی فی الانفتاح على المذاهب واحترامها وفی تعدد المذاهب الإسلامیة، کما أشاد بموقفه فی توحید الأمة الإسلامیة.
----------
من جهته توجه سماحة الشیخ الکربلائی ممثل المرجعیة الدینیة العلیا فی کربلاء باسمه ونیابة عن المرجعیة بالشکر والتقدیر لجمیع العراقیین الذی شارکوا فی الانتخابات النیابیة لما أبدوه من شجاعة وتحمّل للمسؤولیة الوطنیة فی إنجاح هذه الانتخابات. کما تقدم بالتعازی لعوائل الشهداء الذین سقطوا بسبب التفجیرات الإرهابیة فی أیام الانتخابات، متمنیا الشفاء العاجل للجرحى، واعتبر الکربلائی أن حب الشعب العراقی لوطنه وتحمّله للمسؤولیة الوطنیة اسقط رهان الإرهابیین فی إفشال هذه الملحمة وذلک من خلال عدم الاکتراث للتهدیدات التی صدرت عن الجماعات الإرهابیة حیث خرج الملایین لیسطروا ملاحم الولاء لوطنهم من خلال استعدادهم للتضحیة فی سبیل إنجاح التجربة الدیمقراطیة.
وفی ذات السیاق أشاد سماحته بالدور التوجیهی والإرشادی والوطنی للمرجعیة الدینیة العلیا والذی کان سبباً فی اندفاع أبناء الشعب العراقی للمشارکة فی هذه الملحمة.
وأکد الکربلائی أن على المفوضیة العلیا المستقلة للانتخابات أن تفرز النتائج النهائیة بمهنیة عالیة وبعیدة عن الشبهات لئلا تدخل القوى المتنافسة فی معترک الطعن والاتهام الذی قد یؤخر ویربک الإجراءات المتخذة لبدء عمل مجلس النواب.
ودعا ممثل المرجعیة الکتل السیاسیة أن یکون لها تقدیر وتثمین لهذا الدور البطولی للشعب العراقی وذلک بتحمّل المسؤولیة وتغلیب مصالح الشعب العراقی على التجاذبات السیاسیة فیما بینهم وذلک بتشکیل الحکومة بأسرع وقت ممکن، موضحا ان تشکیل الحکومة یجب أن یکون تشکیلاً لحکومة قویة قادرة على أن تنهض بأداء وتحمل المسؤولیة الملقاة على عاتقها فی توفیر الاستقرار الأمنی الدائم وتقدیم الخدمات وتوفیر فرص العمل ورعایة الطبقات الفقیرة والمحرومة وانشاء المشاریع المختلفة لتطویر البلد فی مختلف المیادین وتوفیر حاجات المواطنین.
----------
الشیخ جلال الدین الصغیر اعتبر أن مرحلة ما بعد الانتخابات أکثر حساسیة، حیث قال:" انتهینا من مرحلة حاسمة فی حیاة شعبنا العزیز؛ مرحلة الانتخابات ودخلنا فی مرحلة هی الأکثر حساسیة ودقة من المرحلة السابقة". واعتبر سماحته أن الشعب العراقی اثبت انه قادر على مواجهة کل التحدیات، حیث کان هدف الإرهاب أن یمنع الناس من التصویت حتى تفوز قوائمه التی تبناها ویسعى من اجلها، ولکن الشعب عرف عنه انه لا یبالی بهؤلاء ولا بأصواتهم ولا بمفرقعاتهم وان هم اظهروا شیئا فقد اظهروا حجم ضعفهم.
وعن مخاوفه من العبث بنتائج الانتخابات قال سماحته: "أنا لست مطمئنا من أن الأمور ستجری بطریقة شفافة دائما، لذا أطالب المفوضیة بمزید من الإجراءات لکی تطمئن القوى السیاسیة على طبیعة الحیادیة وطبیعة الشفافیة فی احتساب الأرقام".
وعن أسس تشکیل البرلمان القادم اعتبر الشیخ جلال الدین الصغیر أن البرلمان لا یبنى على أرقام الفوز والخسارة، وإنما بطریقة التحالفات، وبطریقة فرض الأمر الواقع، لافتا أنه فی السیاسة لا توجد أمنیات ولا عواطف وإنما فی السیاسة واقعیات قاسیة وشرسة أحیانا، وأضاف:" فی داخل دائرة السیاسة هناک أجندات وهناک مصالح ، لذلک فان ألمنا لا یمکن ان ینقضی من الذین تسببوا بفرقة الصف وتشتت الموقف".
وبعد تحلیله لتعقیدات التحالفات بین الکتل الرئیسیة اعتبر سماحته أن الأیام القادمة ستکون حاسمة، معتبرا أن دور الناس قد انتهى، والآن جاء دور الکتل السیاسیة، ودعا جلال الدین الصغیر الى التعامل مع نتائج الانتخابات بنضج ومسؤولیة قائلا:"فیجب أن لا یتوهم أحد على فرض أن جاء فلان أو لم یأت فلان أن الدنیا ستنقلب وینتهی الأمر .. هذا تکلیفنا حیث کنّا فی زمن النظام البائد نقاتل فکیف فی هذا العهد الذی نحن فیه ؟
وختم سماحته الخطبة بالقول:" الآن أمام الذین انتخبهم الناس إیجاد صورة جدیدة للبرلمان..برلمانا قویا یستطیع أن یحاسب الحکومة ویساند الحکومة ویرشد عمل الحکومة . منوّها إلى أنّ الأوضاع تختلف عن أوضاع عام 2005 ولانتخابات جرت بدون احتقانات طائفیة واحتقانات کبیرة، وحتى الصورة الموجودة فی طریقة الجدال الانتخابی کانت صورة اکثر تحضرا من السابق حیث کان الحدیث محتقن وحدیث متشدد".
وأضاف: "على کل حال أمامنا ایام علینا ان نرى فیها رجالنا، والناس التی انتخبت وأصابت إن شاء الله سیجدون فی من انتخبوهم ما تقر به اعینهم فی تحمل المسؤولیة، والناس التی لم تصب وأحست أنها انتخبت الطریق الخطأ فالدنیا لم تنتهی، إنها أربع سنوات وتأتی سنوات أخرى.. هذا یصعد وذاک ینزل فالقوى هی نفسها ولن تتبدل".
----------
اعتبر إمام جمعة الناصریة الشیخ محمد مهدی الناصری ان الانتخابات البرلمانیة التی جرت مثلت نقلة نوعیة للشعب العراقی وبعثت برسالة إلى الدول الإقلیمیة بان تکف عن تدخلاتها فی العراق. معتبرا أن الشعب سیکون هو المؤثر فی المعادلة السیاسیة.
ودعا من وصل إلى موقع القرار بکافة المستویات التنفیذیة أو التشریعیة بأن یعزز وقفته مع الشعب "علیهم أن یخرجوا هذا الشعب من أتون المتاعب والمشاکل التی مر بها". واعتبر الناصری إلى أن جولة الانتخابات أصبحت نموذجا لجمیع الدول المحیطة بالعراق بل العالم، وقال: "هم کانوا یتصورون أن هذا الشعب غیر قادر على الخروج من أزمته أو تخطی محنته، وهم خططوا لیتحول العراق إلى ..أیام القتل والإقصاء والإبعاد، ولکنه رسم صورة جدیدة تشع على العالم".
واکد سماحته انه لا مانع من إعادة اختیار نفس بعض الرموز العامة التی مثلت البلد فی رئاسة البرلمان او رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهوریة، معتبرا ان ذلک لا یمنع من ان یکون هناک تغییر من خلال الطرح البرلمانی او اختیار الوزراء الأکفاء، مضیفا أن "المجتمع والجماهیر ادت ما علیها ، والباقی سیکون مسؤولیة من تصدوا لهذا الأمر".
وطالب الشیخ الناصری الائتلافات الداخلة فی الانتخابات أن تلتقی على الخیر وخدمة الناس حیث قال " نتمنى أیضا من الائتلافات وخاصة الائتلافات التی تلتقی على تاریخ وتلتقی على حضارة أن تلتقی على الخیر والهدى".
وتوقع بان الوضع السیاسی المقبل سیعطی أفقا جدیدا لشرائح من المحرومین والأیتام والأرامل والضعفاء بأن یعیشوا وضعا جدیدا استثنائیا.


ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.