22 March 2010 - 08:10
رمز الخبر: 1988
پ
جدید الکتب والإصدارات الحوزویة..
رسا/إصدارات ـ صدر عن مؤسسة النشر فی مرکز الثقافة والفکر الإسلامی للبحوث کتاب "اوشو من الواقعیة إلى الخیال" بقلم هادی وکیلی وآزاده مدنی؛ بهدف دراسة ونقد أفکار اوشو.
اوشو من الواقعیة إلى الخیالأفاد تقریر وکالة رسا للأنباء أن کتاب "اوشو من الواقعیة إلى الخیال" یتکون من أربعة فصول، یتعرض الفصل الأول إلى التعریف بحیاة اوشو ومبانیه الفکریة، ویتحدث الفصل الثانی عن الإلهیات التی کان یؤمن بها اشو، ویتناول الفصل الثالث دراسة آراء اوشو، أما الفصل الأخیر فقد ضم نقداً لأفکار اوشو.
إنّ هذا الکتاب یسعى من أجل کشف الأضواء للشباب والباحثین عن فوضویة الأفکار المنحرفة وما یستتبع هذه الأفکار المشوشة والغیر متزنة من بهرجة ظاهریة؛ لذا فقد تناول هذا الکتاب مجموعة من العناوین التی تشکل الأفکار الأساسیة لأوشو مثل: التناسخ، والمراقبة، والحریة، والعقل، والشریعة، ومذهب التعددیة، ومذهب اللذة والتدین.
إنّ المؤلف وصل فی بحثه عن أفکار اوشو إلى نتیجة مفادها أنّ اوشو یوصی فی عبادة بعیدة عن وجود الله؛ لأنّ اوشو یرى أنّ ملاک العبادة التی تنفع ولا تنفع تعتمد على حالات الإنسان وقدرته الروحیة، وقد حدد اوشو الله فی تعالیمه العبادیة فی إطار الانفعال فقط؛ أی أنّه یعتقد أنّ الفرح فی أعماق الأفراد یلعب الدور الأساسی فی إعانة الإنسان فی حیاته قبل أن یقوم الله بإعانته.
إنّ اوشو یعتقد أنّ الإنسان هو الموجود الوحید الذی یجب أن لا یُصدّر له أی قائد أمراً؛ وعلى أساس هذه العقیدة یهاجم الشریعة بشکل متواصل وینفر منها، ویعتقد أنّ الإنسان یجب أن یبتعد عن أی شیء یحد من حریته، حتى إذا کان هذه الشیء هو الله وأوامره، کما أنّه یصرح بأن جمیع الأشیاء یجب أن تکون فداء للحریة حتى الحیاة، بل حتى الله، فهو لا یؤمن بأن تکون الحریة فداء لله.
إنّ اوشو یوصی مخاطبیه بالابتعاد عن أی إطار، أعم من الأطر الشرعیة أو العرفیة أو الأخلاقیة أو الاجتماعیة أو الذهنیة، وعدم التقیید بأی حد من الحدود؛ لأنّه یعتقد أنّ جمیع هذه الأطر والحدود تعتبر سجوناً تؤسر الإنسان؛ لذا یعتبر أن جمیع القدیسین هم من أکبر العبید على وجه الأرض.
لاشک أنّ اوشو من أشد المدافعین عن الحریة، إلا أنّ التفسیر الذی یعرضه للحریة یحتاج إلى الکثیر من التأمل؛ لأنّ الحریة فی نظر اوشو هی نفس الحریة فی نظر کوئیلیو ترتکز على المیول الفردیة والنفعیة، فإنّ اوشو یرى أنّ من الواجب على الإنسان أن یفعل ما یشاء، دون أن ینظر فی عواقب ما یفعله.
کما أنّ اوشو یعتقد بعدم أهمیة ما یقوله الآخرون وما یریدوه، بل إنّ المهم ما یریده هو وما یرغب فیه هو، علماً أنّ هذا النوع من الرؤیة جعلته مستعداً لأن یضحی بالله من أجل میوله ورغباته النفسیة؛ لأنّه لا یوجد شیء عنده أهم من نفسه.
إنّ اوشو یطرح لمخاطبیه ـ باسم الحریة ـ مجموعة من المفاهیم التی تنبع من کل أنواع الأسر والعبودیة؛ لأنّ حریته التی یؤمن بها ترتکز على الأهواء والشهوات، وقائمة على البعد الحیوانی للإنسان.
إنّ اوشو من المخالفین اللدودین للعقل والمنطق، فهو یعتقد أن المنطق یمکن أن یخدع الإنسان باستمرار؛ لأنّه یوحی بنوع من الانسجام، مع أنّه یعتقد بأنّ الذهن المنطقی هو ذهن باطل.
إنّ اوشو یوصی مخاطبیه أن یبتعدوا عن الاستدلال والفکر؛ لأنّه یعتقد أن الأفکار دائماً تکون ملوثة، حتى الأفکار الربانیة، کما أنّه یرى أن کل من یبحث عن دلیل لإثبات الله یصل إلى النتیجة التی مفادها عدم وجود الله.
إنّ تدین اوشو یماثل تماماً الأهداف العلمانیة، فإنّ الدین الذی یعرضه اوشو خالی من الأحکام والقوانین والشرائع والکتب المقدسة، فإنّ دینه دیناً فردیاً منزویاً، لا یوجد فیه أی برنامج للمیادین المختلفة فی حیاة الإنسان، علماً إنّ إصرار اوشو على محو ملامح المؤسسات الدینیة یرتکز على هذا الأساس.
لقد اعتبر أوشو الفرح هو الملاک الإنسانی الوحید، مع أنّ الفرح والضحک الذی یعرّفه لا یرتکز على أی نوع من المعرفة، بل هو ناشئ من رؤیته الکونیة الخاصة، فهو ینظر إلى جمیع الأشیاء کونها لعباً ولهواً، ویعتقد بوجوب عدم أخذ الأمور بجدیة، بل إنّ هذه المسألة تصل إلى الحد الذی یعتبر فیه أنّ الموت لعباً ولهواً أیضاً.
لقد کان لأوشو دراسات کثیرة فی حیاته؛ لاسیما فی مجال الفلسفة وعلم النفس، إلى أن الجدیر بالذکر هو أنّه أصبح بعد ذلک من المعارضین بشدة للعلم الاکتسابی، کما أنّه یعتبر الشعراء أفراداً بسطاءً وعمیاناً یستخدمون قوة تخیلهم أحیناً للتحلیق فی عوالم أخرى، بالإضافة إلى أنّه لم یحکم على الموسیقیین بأفضل من هذا الحکم، وإن کان یحب الشعر والموسیقى ویرغب فی أن یلقب بالشاعر.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.