25 March 2010 - 23:07
رمز الخبر: 1994
پ
بیروت:
رسا/تقریر إخباری- فی ندوة "الأمة والتحدیات المعاصرة (الوحدة الإسلامیة)"، التی نظمتها التعبئة التربویة فی "حزب الله" دعا الدکتور محمد سعید رمضان البوطی المسلمین بأن لا یکتفوا بشعارات الوحدة المترددة على الألسن وإنما یحوّلونها إلى ممارسة منغمسة بالحب الإلهی، والشیخ شفیق جرادی یدعو علماء الدین إلى ما سمّاه بـ " تأسیس فهم عقائدی یقرّب، حتى لو لوحظ الاختلاف".
الوحدة الإسلامیة عنوانا لندوة "الأمة والتحدیات المعاصرة".<BR>
فی الندوة التی نظمتها التعبئة التربویة فی «حزب الله» فی «مجمع الإمام الصادق» (طریق المطار/ بیروت) بمشارکة کل من الشیخ محمد سعید البوطی رئیس «قسم العقائد والأدیان» فی «جامعة دمشق»، ومدیر«معهد المعارف الحکمیّة» فی لبنان الشیخ شفیق جرادی. وحضرها جمهور عریض من الشباب فی معظمه، یمکن القول أن هذه الندوة مثلت أسلوبا نوعیا فی تدبیر نقاش الوحدة الإسلامیة، إذ اقترب بها إلى جمهور المواطنین والشباب منه خاصة، فیما یعتبر کسرا للاحتکار التداولی النخبوی الذی دأبت علیه مؤتمرات الوحدة وملتقیاتها المتعددة، خاصة وأن الجمهور العریض هو رهان المشروع الوحدوی کما هو - فی المقابل- رهان مشاریع الفتنة المذهبیة التی یراد منها فی الحد الأدنى أن تشغل الأمة بتناقضات وهمیة على حساب الصراع والتناقض الحقیقی مع العدو الصهیونی.
کانت أسئلة الندوة تقارب موضوع الوحدة على ضوء انجازات المقاومة، وفی العمق کانت هواجس تصدیع الواقع الإسلامی بمشاریع الفتنة حاضرة، وهکذا جهد الشیخان فی الإجابة عن أسئلة من قبیل ماذا نفعل بعد انتصارنا على عدوّنا؟ هل نبقى مشتّتین؟ هل أصبح النصر مدعاة خوف للمسلمین؟ وما هی معوقات الوحدة؟
فی مداخلته، قارن الشیخ محمد سعید البوطی أجرى بین التحدیات التی واجهت المسلمین بعد وفاة النبی(ص) والتحدیات التی نواجهها فی یومنا هذا داعیا إلى الوحدة بین المسلمین وقال إذا "استظلینا بخیمة النیّة والدافع والعبودیة لله عز وجل فإننا نصل إلى هذا الهدف" متمنیاً على المسلمین أن لا یکتفوا بشعارات الوحدة المترددة على الألسن وإنما بتحویلها إلى ممارسة منغمسة بالحب الإلهی حتى "أُصبح أنا والأخر فی محراب العبودیة".
وعن معوقات الوحدة، رأى أنها تنقسم إلى قسمین: الأول هو السیاسة، نافیاً أن یکون أمر حلّها فی أیدینا، بل هو للأسف فی أیدی أعدائنا کما قال. أما القسم الثانی، فهو تعدد غایات المذاهب الإسلامیة. وفی هذا السیاق أوضح البوطی أن مسألة التعدد مفیدة جداً، وخصوصاً إذا تکاملت الأهداف. وبعد استعراض سریع للواقع العام ولبعض الظواهر المقلقة، وضع البوطی تفاؤله فی تجمع قوى المقاومة فی المنطقة، مشدّدا على أنّ الوعی هو من أهمّ عناصر الوحدة، ومن دونه لا ینفع أیّ سلاح.
من جهته انطلق الشیخ شفیق جرادی فی مداخلته بتعریف أن الوحدة الإسلامیة هی "البحث عن کیفیة تعاضد الفریقین فیما بینهما ونبذ التفرقة والشرذمة وأن لا یسمح أحد الأطراف لعدو الدین أن یؤذی الطرف الآخر، وأن لا یمارس على المسلم أی شکلٍ من أشکال الظلم ". ورأى الشیخ جرادی أنّ المقصود بالوحدة لیس توحید المذاهب وجعلها مذهباً واحداُ، وإنما توحید الغایات التی أراد أهل المذاهب أن یفسروها على طریقتهم، واستطرد فی توضیح بعض العناوین الملتبسة، بالنسبة إلى رأی المسلمین الشیعة فی مسألة الوحدة، لیقرّر أنها أصل من الأصول التی ترتبط بالإمامة "التی غایتها حفظ النظام ووحدة المجتمع الإسلامی". ثم ضرب مثلاً حساساً، یرتبط بأولویة الوحدة على التکلیف الشرعی، ناقلاً عن مرشد الثورة الإسلامیة سماحة السید علی خامنئی قوله: "لو رأینا أن العمل بالتکلیف الشرعی یؤدی إلى التشنج ویضرب الوحدة، فالتکلیف محرّم وحفظ الوحدة هو الواجب". وقد شدد جرادی على فکرة مقاومة «الطاغوت» وهو مصطلح قرآنی، للتعریف بعدو الأمة والحاکم الظالم، منطلقا من فکرة معاداة «الطاغوت» لیعرّی واقعا مؤلما تحوّل معه هذا الأخیر حلیفاً لبعض المسلمین من أجل مصالح ذاتیة صرفة.
وشجّع جرادی المنافسة بین الجماعات والمذاهب نحو الأفضل، معتبرا ذلک ممّا "یشجع الانتقال من الانقسام نحو التکامل". وفی نهایة کلمته، قدّم جرادی اقتراحات للانتقال إلى الوحدة الإسلامیة، توجه فی أوّلها إلى علماء الدین داعیاً إیاهم إلى ما سمّاه بـ " تأسیس فهم عقائدی یقرّب، حتى لو لوحظ الاختلاف". وختم بالدعوة إلى إجراء حوار جدی، لیس على مستوى المؤسسات والأحزاب فحسب، بل "بین الإخوة". وأمّا الهدف؟ فهو إزالة الصور النمطیة السیئة لدى بعض المسلمین عن بعضهم الآخر.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.