06 May 2010 - 14:55
رمز الخبر: 2166
پ
سماحة الشیخ هادوی طهرانی، الأستاذ فی الحوزة العلمیة:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال سماحة الشیخ هادوی طهرانی: لا زال الشهید مطهری حیاً باعتباره مفکراً اسلامیاً فذاً؛ لأن الفکر الاسلامی لیس له تاریخ انقضاء.
العمق الفکری والاطلاع على القضایا المعاصرة وغزارة التألیف هی أبرز خصائص الشهید مطهری

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن سماحة الشیخ هادوی طهرانی، الأستاذ اللامع فی الحوزة العلمیة فی قم، أکد فی جموع طلاب المدرسة الرضویة العلمیة على أن الشهید مطهری لا یؤطر بزمن خاص، مبیناً: بما أن الفکر الاسلامی لیس له تاریخ انقضاء، فالشهید مطهری لا زال حیاً باعتباره مفکراً اسلامیاً فذاً، کما أنه لا زال الباب مفتوحاً للإفادة من منهجه فی تحلیل ومناقشة أفکار المخالفین والمناهضین.

وشرح سماحته الدراسة فی عصر الأستاذ الشهید، قائلاً: کان الشهید مطهری یعشق الدراسة، وقد دخل الحوزة العلمیة بهدف الکشف عن الحقیقة؛ ومن هنا، نرى العمق والإتقان فی جمیع آثاره ونتاجاته.

ولفت سماحته الى أن الجهد الکبیر الذی بذله الشهید مطهری مکنه من امتلاک رصید علمی قوی، مضیفاً: لا یمکن الإبداع فی أی مجال من المجالات الحوزویة من دون المثابرة فی الدروس الحوزویة. وعلیه، فمن أراد أن یکون ناجحاً فی التبلیغ أو التحقیق أو إمامة الجمعة أو التدریس، لا بد له من الحصول على رصید علمی کاف إبان الدراسة الحوزویة فی مراحلها المختلفة.

وشدد سماحته على أن أبرز خصائص هذا الرجل العظیم الإلمام بقضایا العصر، موضحاً: لقد عُرف عن الأستاذ مطهری أنه کان یحاول الاطلاع على الآراء والأفکار العلمیة المطروحة فی عصره، والرد على الشبهات والمغالطات فیها.

ورأى سماحة الشیخ هادوی طهرانی، رئیس مؤسسة رواق الحکمة، عن ان العمق الفکری الذی اتسم به الأستاذ نابع من النظام التعلیمی التقلیدی المتبع فی الحوزة العلمیة، مشیراً: یعتبر النظام التعلیمی فی الحوزة العلمیة أکثر تقدماً من جمیع الأنظمة والمناهج التعلمیة فی الجامعات والمؤسسات العلمیة فی العالم؛ لأنه مستند الى حریة الفکر، وغرس روح التحلیل والمناقشة لدى الطالب .

وأکد سماحة الشیخ على أن المیزة الأخرى للشهید مطهری هی غزارة التألیف، مصرحاً: ربما یتصور البعض أن أبحاث الشهید مطهری سطحیة وبسیطة، لکن هذا غیر صحیح؛ إذ أنه تناول المباحث العلمیة المعقدة والشائکة، وأوردها بلغة مبسطة، بحیث تنفع الباحث المبتدیء وغیره على حد سواء.

وشدد سماحته على ضرورة تجنب الصخب فی المناقشات والبحوث العلمیة وفی کراسی التنظیر العلمی، متابعاً: لم یستعمل الشهید مطهری فی مواجهته لتیار الالحاد الذی یعد من أخطر التیارات فی عصره الألفاظ والتعابیرة النابیة والمسیئة، بل کان یعمد الى الافادة من المنطق والحکمة والابتعاد عن الصخب.

وفی معرض إشارته الى توجیهات قائد الثورة الاسلامیة بشأن النهضة العلمیة، قال سماحته: من المحتمل أن تکون عملیة التنظیر جدیدة بالنسبة الى الجامعات، لکن الحوزة العلمیة قائمة على أساس التنظیر، وهی تواصل هذه الحرکة العلمیة بکل قوة وصلابة. وقد علمتنا الحوزة العلمیة بأن من یبدع فی مجال ما ویطرح نظریة جدیدة، کنظریة الحکمة المتعالیة حینما طرحها الملا صدرا، لا ینبغی أن یذهب الى خطأ من سبقه، بل علیه أن یعتبر نفسه مدیناً لتراث القدماء، وأن نظریته استمرار للحرکة العلمیة للقدماء.

وفی الختام، بیّن سماحته ثلاث خصال للشهید مطهری، هی الانضباط والمثابرة والاخلاص، قائلاً: کل من یراعی تلک المواصفات ویسعى لتطبیقها سیحرز نجاحاً فی حیاته العلمیة والفردیة\ 985.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.