07 May 2011 - 12:21
رمز الخبر: 3379
پ
رسا/منبر الجمعة- هاجم آیة الله عیسى قاسم الحلّ الأمنی وقال:إذا کان الحلّ الأمنی سیعتبر کل من اعتصم أو خرج فی مسیرةٍ سلمیة مطالبا بالحقوق السیاسیة خائناً ومتآمرا، فعلى من یرى ذلک أن یرمی بمئات الألوف من هذا الشعب الصغیر فی البحر أو خارج الحدود.
آیة الله قاسم یشید بالمصالحة الفلسطینیة ویهاجم الخیار الأمنی فی البحرین


فی الخطبة الثانیة من صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز نعى آیة الله عیسى قاسم من وصفه بالأخ العزیز؛ سماحة الشیخ علی العصفور الذی انتقل إلى ربه الکریم "فرحمه الله وجعله من السعداء وأهل جنته ورضوانه".
وقال فی الفقید"عاش الرجل آلام المؤمنین وآمالهم، ونطق بکلمة الحق، وطالب بالعدل، وسعى للإصلاح، وشارک فی بث الوعی، ونشط فی سبیل الله، فجزاه الله خیر الجزاء والله خیر المحسنین".
وعن المصالحة الفلسطینیة بین حرکتی فتح و حماس علّق سماحته بالقول: اختار الفلسطینیون فی "فتح" و"حماس" أن یضعوا نهایةُ لحالة العداء الشرس السافر بینهما، وأن یصیروا إلى الصلح، وأضاف: وآلم ذلک (إسرائیل) واعترضت علیه جهارا، وهددت علیه، وتوعدت بالعقوبات بعد إتمامه، وستبقى تبذل کل جهدٍ لإفساده، لأن ضعف الصف الفلسطینی بتمزقه ومواجهاته الداخلیة واستنزاف هذه المواجهات لقوته هو المطلوب إسرائیلیا، وهو سرٌ من أسرار قوة (إسرائیل) واستمرار هیمنتها وترکیعها للإرادة الفلسطینیة، ووأدها لطموح الفلسطینیین وإذلالهم.
واستطرد الشیخ قاسم: بقدر ما یؤلم قرار الصلح الفلسطینی (إسرائیل)، یفرح له کل مسلمٍ غیورٍ حریصٍ على وحدة المسلمین ومصلحتهم وعزتهم وکرامتهم وانتصارهم. فبارک الله فی هذا الصلح، وجعله من اجتماع الکلمة على التقوى، وما فیه مصلحة الشعب الفلسطینی المظلوم، ومصلحة الأمتین العربیة والإسلامیة، وتعجیل النصر واسترداد الحق وإقامة العدل وخدمة الدین وإظهاره، اللهم اجعله کذلک وأنت أرحم الرحمین.
وفی الموضوع الداخلی عاد سماحته لتناول الحل الأمنی الذی انزلقت الیه السلطة فی البحرین متظاهرة على شعبها بالقوات السعودیة، فقال: یصلح أن یکون الحلّ الأمنی للمشکلات السیاسیة تعبیراً عن العجز عن الحل، ولا یمکن أن یکون هو الحل. وکیف یکون حلاً وهو یعقّد الوضع، ویوقف حالة التفاهم، ویبعد بین وجهات النظر، ویزید فی الفواصل، ویثیر النفوس، ویلهب المشاعر، ویغیب العقل، وینشط حالة الإنفعال، ویلهب العواطف المتواجهة؟!
وأضاف: وکما هو لیس بحل فهو لیس من مقدمات الحل، لأنه مقدمةٌ غیر متجانسة مع ما هو الحل الحقیقی وهو الإصلاح.
واعتبر الشیخ قاسم أنّ الحل الأمنی مشکلةٌ فی حد ذاته، ومن المشکلات الحادة التی تتطلب الإصلاح، وتفرض ضرورته، وتدعو إلى تعجیله.
وفی تأکیده للمآلات الفاشلة لهذا الحل، یقول: إنّ مثل ما یسمى بالحل الأمنی حلاًّ فی النظرة السطحیة والقریبة، فهو على العکس من ذلک حسب النظرة المعمقة وذات البعد یمثل أزمةً فی حد ذاته تضاف إلى ما هنالک من أزماتٍ أخرى تتطلب الحل، وهو فی هذه النظرة مشکلةٌ من المشاکل المستعجلة بالغة الضرر.
وأضاف: الحل الأمنی یعاکس الإصلاح الذی هو الحل، ویأخذ مکانه، ویحول دون تحقیقه، بینما الإصلاح للحیاة السیاسیة ولمختلف مشاکل المجتمعات کالعلاج للبدن یطلب التبکیر به، ویُفقد من قیمته بقدر تأخیره، ویتعسر أمره کلما انتظر به، وقد لا یجدی ویفقد فاعلیته بطول الإنتظار.
وواصل: وإذا کان الحلّ الأمنی سیعتبر کل من اعتصم أو خرج فی مسیرةٍ سلمیة أو قال کلمةً فی المطالبة بالحقوق السیاسیة أو غیرها خائناً ومتآمرا، فعلى من یرى ذلک أن یرمی بمئات الآلوف من هذا الشعب الصغیر فی البحر أو خارج الحدود، لأنهم فی نظره مشکلة.
واعتبر آیة الله قاسم: أنّ الحق هو أنّ هناک مطالب سیاسیةً وغیرها لا یتم بدونها الإصلاح، ونحن معها ونرى أنه لابد منها ولا رفع للید عنها، کما نرى إلتزام السلمیة فی المطالبة بها ولا نرى عن السلمیة بدلاً منها.
وأضاف: ومن حقنا هنا أن نسأل الحکومة، لماذا لم تقدّر سلمیة المطالبة التی استمرت سنواتٍ وسنوات حتى کادت أن تیأس من جدواها؟
وتوجه إلى الحکومة بالقول:هذا سؤالٌ مطروحٌ بقوة على الحکومة، والجواب ینبغی أن یکون عملیاً بما فیه إنقاذ البلد من هذا الوضع الذی لا تحسد علیه، وهذا الوضع الذی یسیء لتاریخ البلد کله
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.