21 May 2011 - 13:51
رمز الخبر: 3444
پ
آیة الله عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- تناول آیة الله قاسم فی خطبة صلاة الجمعة مطلب الإصلاح باعتباره حتمیة اجتماعیة وسیاسیة، محذرا فی الوقت نفسه من أنّ القمع الذی تشهده البحرین تجاوز المدى وقد یؤثر على توجّه "السلمیّة" التی اعتمدها الشعب البحرینی إلى الآن.
<BR>
هل السّلمیة لیست مطلوبة إلاّ من الشعوب فحسب؟

فی خطبة صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز شدد سماحة آیة الله عیسى قاسم على أن الخطاب الذی یصدر من على منبره لم یتغیّر فی مبدئیته بل ظلّ ثابتا قبل الأحداث وبعدها، یقول سماحته: منذ سنوات والخطاب السیاسی فی هذا الجامعِ ثابتٌ فی أسسه، واضحٌ فی معالمه، غیر متردد. وأضاف: جاءت أحداث العالم العربی وشعوبه من خلال معاناتها المرّة وکان ما کان من ثورات وانتفاضات وتحرکات وسقوط بعض الأنظمة وارتفاع حرارة الأحداث.. والخطاب هنا لم یتغیر، وبقیَ الخطابُ فی أسسهِ ومعالمهِ واحداً.. قبل الرابع عشر وبعده ، وأیام الدوار وبعده، وکانت المناداة ثابتةً بإصلاحٍ جدیٍ قادرٍ على إیجاد مناخٍ من الرضا والتوافق المنقذ للوطن، والأخذ بالأسلوب السلمی فی المطالبة..ثم استدرک سماحته: ولکن صدر السیاسة أضیق من أن یحتمل أهدأ الأسالیب السلمیة، ولم یعد أی أسلوب سلمی قابلاً للاعتراف وخارج دائرة العقوبة.
ومن هذا المدخل وعلى أساس التمسک بسلمیّة التحرک طرح آیة الله قاسم سؤالا برسم الضمیر الإنسانی:.. نطرح هذا السؤال على العقلیة العالمیة والضمیر العالمی، وعلى عقل کل عاقل، وضمیر کل ذی ضمیر، ودین کل ذی دین، وإنسانیة کل ذی إنسانیة.. هل السلمیة لیست مطلوبة إلا من الشعوب فحسب؟ أما الحکومات فلها أن تفعل ما تشاء؟ وتظلم ما تشاء وتفتک وتبطش کیف تشاء ، وترعب وترهب کیفما ترى.. إنها قسمة ضیزى وظلم من الظلم الفظیع!
وشدد آیة الله قاسم مرة أخرى عن الإصلاح کمطلب شرعی وعن الإصلاح کحتمیة سیاسیة واجتماعیة، یقول: فإنه قد اختار هذا الخطاب طریق الإصلاح وهو الطریق الذی تنادی به کل الدنیا الیوم، وهو طریق الدیمقراطیة التی لا تهمل رأی الشعب ولا تهمّشه، ولا تلتف علیه، ولا تدیر ظهرها له، ولا تسکته بالقوة وتشتیت الرأی، وإیجاد الفتن فی صفوف الوطن وطوائفه وشرائحه، ومحالٌ أن یستغنی وطنٌ عن الإصلاح، ویتعذر أن یسلمَ مجتمع من الفتن الحارقة أو ینأى عن حرائق الداخل ونزاعات الخارج، أو أن تقوم له قدم رقی وتقدم، وأن یهنأ بالأمن والاستقرار وهو یرفض حرکة الإصلاح، ویستبدل حماته عنها بالعنف والبطش الإرهاب والتنکیل.
وأضاف، مستشهدا بالتاریخ ومحذرا من عواقب القمع: ساحتنا العربیة کلها تجارب حیة تفید بأن سیاسیة العنف لا تولد إلا عنفا، وتزاید البطش لا یدفع بأوضاع الأوطان الملتهبة إلا إلى تصاعد، حتى یکاد الوطن یحترق کله.
هذا مع ما تفتحه الصراعات العنیفة المنفلتة من أبواب على مصراعیها لتدخلٍ أجنبیٍ أکثر، وهو أکبر ما یضر بالأوطان. وما تخلقه من الأرضیة المناسبة لتمکین التدخیل الأجنبی لما یلح الحاجة إلى الاحتماء به من طرف أو أکثر.. وفی هذا أخطر الخطورة التی ینبغی أن یدرأ کل مواطن وطنه عنها.
وعن عبثیة الخیار الأمنی وسیاسة القمع یقول سماحته: لو استطاع العنف والقتل بالمئات والألوف مع التعدیات المروعة الأخرى التی یمارسها النظام الرسمی "ألف" أو "باء" فی ساحتنا العالمیة أن یُسکت شعبه إلى وقت، فإنه لابد أن یقع الانفجار بدرجة أقوى فی کل لحظة من لحظات المستقبل. وعلیه فی ظل هذا الترقب الدائم أن یضع کل ثروة الشعب وکل الوقت وکل الجهد وقدرات الوطن فی حراسته أمنه الخاص، والإضرار بالشعب وإضعافه وتفریقه وإخافته بدل أن یعیش معه فی أمن مشترک، وثقة متبادلة، وتعاون مستمر یصب فی صالح الوطن کله وبناءه وعزه وهیبته.
وفی مقطع مؤثر یخاطب الضمیر الإنسانی الحی لا مستجدیا بل مقررا لحقیقة التناقض بین القیم والمصالح فی الأنظمة الغربیة ومحذرا من خطورة القمع على القیم الانسانیة، یقول آیة الله قاسم: البطش الذی یستخدمه عدد من الأنظمة أسلوب لإن سکتت علیه الحکومات القویة رعایة لمصالحها المادیة التی لا تساوی کل القیّم المعنویة والدینیة والأخلاق الإنسانیة بإزائها شیئاً، فإن الشعوب المحایدة فی کل العالم وإن کانت بعیدة ترى فیه ما ینقص قیمتها، ویهدد مصیرها ولذلک لابد أن تدینه بقوة من منطلق هذه الرؤیة ومن منطلق ضمیرها الإنسانی.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.