10 July 2011 - 18:31
رمز الخبر: 3658
پ
لدى استقباله جمعا من الأساتذة والمؤلفین وخریجی فرع المهدویة:
رسا/تقاریر- نوّه الإمام الخامنئی بالأعمال العلمیة والمستدلة حول موضوع المهدویة والانتظار مشددا على أنها تقع على عاتق أهل الخبرة المحیطین بشکل کامل بعلم الحدیث والرجال والموضوعات والأفکار الفلسفیة.
الإمام الخامنئی ینتقد الأفکار الخرافیة حول المهدویة ویشید بالأعمال العلمیة والاستدلالیة



أشار قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی إلى الأهمیة الکبیرة لموضوع المهدویة باعتباره الهدف المنشود من مسیرة وجهاد الأنبیاء على مر التاریخ، جاء ذلک لدى استقبال سماحته جمعا من الأساتذة والمؤلفین وخریجی فرع المهدویة، واعتبر سماحته مسألة الانتظار بأنه ملازم للمهدویة وأکد قائلاً: من الضرورات المهمة فی خصوص المهدویة زیادة الأعمال العلمیة والدقیقة والمستدلة من قبل أهل الخبرة والمتخصصین الحقیقیین فی هذا المجال وتجنب الأعمال الساذجة والنابعة من الجهل والخیال.
وشدد الإمام القائد على أن المهدویة هی من أساسیات المعارف الدینیة السامیة وأضاف: إن هدف حرکة الأنبیاء وبعثتهم هو التأسیس لعالم وحدوی مبنی على أساس العدالة واستثمار الطاقات البشریة، وفترة ظهور إمام العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشریف) هی فترة السیادة الحقیقیة للتوحید والدین والعدل وللحقائق المعنویة على جمیع شؤون الحیاة الفردیة والاجتماعیة للبشر.
وأوضح سماحته بأنه لو لم تکن المهدویة لکانت جهود وجهاد الأنبیاء بلا جدوى ودون فائدة.
وأشار الإمام الخامنئی إلى موضوع المهدویة فی الأدیان الأخرى موضحا: لقد تکفلت جمیع الأدیان بتقدیم کلیات عن حقیقة المهدویة، ولکن الإسلام یعتبرها من المسلّمات، وهی کذلک عند المذاهب الإسلامیة أیضا، فالشیعة یطرحون موضوع المهدویة من خلال تقدیم مصداق واضح وتفاصیل عائلیة وشخصیة للفرد الموعود بشکل مسهب استنادا إلى الروایات المعتبرة والموثقة من قبل الشیعة وغیرهم.
وفی نفس السیاق أشار الإمام الخامنئی إلى موضوع الانتظار الملازم للمهدویة موضحا بالقول: الانتظار یعنی رصد شخص حی وحقیقة محتومة؛ وهذا الجانب من الانتظار له لوازمه ومنها الاستعداد الروحی والباطنی وکذلک الاجتماعی لتلک الحقبة المرتقبة وظروفها الخاصة.
وأضاف سماحته: إن على الفرد المنتظر المحافظة على جمیع الخصائص والسمات الضروریة لفترة الانتظار وتعزیزها، وهذا الانتظار یجب أن لا یکون بشکل یؤدی إلى توهم بُعد الانتظار أو قربه.
وعن خصائص فترة الظهور اًکد الإمام الخامنئی: إن فترة الإمام هی فترة سیادة التوحید، العدل، الحق، الأخلاق وعبودیة الله ولذلک على المنتظرین أن یتحلوا بهذه الخصائص أکثر فأکثر وألا یکتفوا بالوضع الراهن.
وحول ما یشوب فکرة المهدویة من أفکار فاسدة اعتبر سماحته أن الأعمال العامیة النابعة من الجهل والتی لا تستند إلى أدلة والمبنیة على الأوهام والخیال هی من المخاطر التی تهدد المهدویة وتمهد الأرضیة لظهور المدّعین وابتعاد الناس عن حقیقة الانتظار.
وفی هذا الإطار أشار سماحته إلى المدعین الذین طبقوا بعض علامات الظهور على أنفسهم أو على آخرین على مر التاریخ مؤکدا أن جمیع هذه الأمور خاطئة وانحرافیة لأن بعض المطالب حول علامات الظهور ضعیفة وغیر مستدلة، والمطالب الحقیقیة لا یمکن تطبیقها بسهولة.
محذرا من کون أن مثل هذه الادعاءات الخاطئة والانحرافیة تؤدی إلى هجر حقیقة المهدویة ولذلک ینبغی الابتعاد عن أعمال وشائعات العوام.
وفی المقابل نوّه الإمام الخامنئی بالأعمال العلمیة والمستدلة حول موضوع المهدویة والانتظار مشددا على أنها تقع على عاتق أهل الخبرة المحیطین بشکل کامل بعلم الحدیث والرجال والموضوعات والأفکار الفلسفیة.
وعن العلاقة الروحیة بالإمام الحجة الناشئة عن المعرفة الصحیحة اعتبر سماحته: إن التعرف بشکل صحیح وعلمی على موضوع المهدویة یوطئ الأرضیة للأنس مع الحجة المنتظر (عج) أکثر فأکثر ویزید من الوتیرة المتسارعة للتوجه نحو الأهداف والتطلعات السامیة.
وأنتقد قائد الثورة الإسلامیة بعض المزاعم والادعاءات التی یطلقها العوام فی خصوص الأنس مع الإمام بشکل حضوری مؤکدا أنها فی معظمها کاذبة وولیدة الخیال، وأکد أن التوسل بالامام المهدی المقصود منه هو التوجه والتوسل من بعید وسیکون ذلک موضع قبوله إن شاء الله.
وأشاد الإمام الخامنئی فی جانب آخر من کلمته بالخدمات التی یقدمها المعنیون بهذا الموضوع مشیراً إلى الخدمات الکبیرة التی قدمها حجة الإسلام والمسلمین الشیخ قرائتی على مختلف الصعد لاسیما موضوعات الصلاة، الزکاة، التفسیر، المهدویة ومکافحة الأمیة وأضاف: إن الشیخ قرائتی هو أنموذج جید وقدوة صالحة، لأن خدماته کانت دائماً فی المجالات التی کنا نشعر فیها بفراغ وحاجة کبیرة ومثل هذه الهمة والجهود تحظى بقیمة مضاعفة.
وشدد سماحته على أن النیة الخالصة فی سبیل الله لها تأثیرها الخارق على تقدم الأعمال مؤکداً ضرورة مواصلة ومتابعة الأعمال بإخلاص النیة لله تعالى.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.