23 July 2011 - 14:55
رمز الخبر: 3719
پ
آیة الله الشیخ عیسى قاسم:
رسا/منبر الجمعة- رکز آیة لله الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة على فضح عبثیة ما یسمى الحوار الوطنی بالبحرین معتبرا أنه لا یتمشى أن یکون هدف الحوار الإصلاح مع فرض أن الوضع السیاسی القائم هو أفضل وضع أو أکثر الأوضاع تقدما فی هذا العالم.
الحل فی المطالب الشعبیة لا فی غیرها<BR>
فی أجواء ذکرى مولد الإمام المهدی (عج) تناول آیة الله عیسى قاسم بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز المناسبة بالقول: تشتد أزمة العالم یوماً بعد یوم، وتزید الأوضاع فی الأرض سوء، ویضیق الناس فی حیاتهم ذرعا، ویضیق بهم الخناق بما عم وتعمق من ظلم .. هذا الإنقاذ هیأ الله سبحانه له رجلا لا یتخذ من دونه إلها فی شیء، ولا یستبدل عن دینه فی کبیرة ولا صغیرة، ولا یتخلف عما أمر، ولا یقدم یأتی حرکة إلا بإذنه..وضاف:
الأرض غارقة فی الظلام، مملؤة ظلما وجورا، ولا تخرجها من ظلامها وظلماتها دیمقراطیة ولا شیوعیة، ولا راس مالیة ولا اشتراکیة، ولا علمانیة ولا قومیة، ولا عصبیات وطنیة، ولا حکومات استکباریة ولا حکومات تابعة لیلیة، ولا شعوب تختار لنفسها على خلاف ما اختار الله لها وتعطی لرآیها حق السیادة والتشریع فی قبال سیادته وتشریعه. .
ما ینقذ الأرض، ما یخلصها، ما یخرج الناس من الظلمات إلى النور، ما ینهی مأساة الظلم والتمزق والإقتتال فی حیاة الناس هو ما یأخذهم فی اتجاه الله ـ عز وجل ـ وعلى طریقه، ویخرجهم إلى عبادته من عبادة الطاغوت، ویخرس صوت الشیطان فی حیاة المجتمعات، وهو الإسلام عقیدة وشریعة، وأخلاقا وقیما، ومنهجا وقیادة تجسد الإسلام علما وعملا، لا تضیع منه شیء، ولا یفوتها منه شیء، ولا تخالفه فی شیء، ولا تخذله فی أمر، وهی قیادة الإمام القائم عجل الله فرجه الشریف وجعلنا من أنصاره واعوانه فی غیبته وظهوره.
بخصوص الوضع لداخلی تساءل آیة الله الشیخ عیسى قاسم:الحوار الذی أقامته الحکومة لماذا؟ إن کان للإصلاح فهو على خلاف ذلک حیث الإتجاه فیه إلى إبقاء ما کان على ما کان، إذا لم یکن التقهقهر به إلى سالف الزمان، ولم یأتی تصمیمه إلا لیرسخ هذا الإتجاه ویؤکده ویجعل کلمته هی العلیا ورآیه هو القاطع.
وفی تشخیصه لجوهر المشکل یقول:أهم مسألة تتسبب فی صداع دائم لهذا الوطن، وینبعث منها الفساد والتصدعات هی المسألة السیاسیة، وقد اختیر المحاورون لیقولوا بأن کل شیء فی المسألة السیاسیة على ما یرام، ولا یکون أحسن مما کان. وإذا کان الوضع السیاسی بهذا القدر من التقدم والسبق والامتیاز، فما موقع الإصلاح؟!
ویفضح سماحته المفارقة حین یقول : لا یتمشى أن یکون هدف الحوار الإصلاح مع فرض أن الوضع السیاسی القائم هو أفضل وضع أو أکثر الأوضاع تقدما فی هذا العالم.
وعن الهدف الذی تسعى إلیه السلطة من هذا الحوار یعلق الشیخ قاسم: فی ظل سیادة هذا الفهم والتخطیط من أجل أن یکون هو الحاکم لجو الحوار، یکون الهدف الصحیح للحوار هو التأکید على ما کان وإبقاءه وتثبیته وترسیخه، لأن أی تغییر ـ بعد فرض أن وضعنا السیاسی هو الأفضل أو الأنسب أو الأولى ـ سیکون من التراجع والخسارة والإفساد لا الإصلاح.
وعلى هذا الأساس یتوجه للمتحاورین: أقول للمتحاورین لا تتحاوروا، لأنه وبعد فرضکم أن الوضع السیاسی القائم هو الأفضل أو الأولى؛ یکون حوارکم سببا للتخلی عن هذا الوضع السیاسی الأفضل وفی ذلک فساد لا صلاح.
وعن عبثیة الحوار یقول: إن کان الحوار لإقناع الخارج، فالخارج الذی یمکن طلب إقناعه إما داعم أو محاید، والداعم للحکومة أساسا ومسبقا لا یحتاج إلى إقناع، والمحاید لا یمکن أن یغرر بمثل هذا الحوار أو یخدع به.
ویضیف: وإن کان الحوار لإقناع الموالاة فی الداخل، فالموالاة لا تحتاج إلى اقناع کذلک، ومنها من یرى أن تشدد الحکومة فی موقفها من الشعب تساهلا[4] وهو یطالب بالمزید من عنف الدولة وإرهابها والتنکیل بالشعب.
وإن کان لإقناع المعارضة، فکیف یرجى له اقناعها وهو یواجه کل مطالبها المهمة بالرفض والإدانة وقد خطط من اجل إفشالها.
وبعد هذا التحلیل المدعوم بالمنطق یرفع سماحته الصوت بالقول: هناک مطالب إصلاحیة واضحة أعلنتها المعارضة، هی من أقل المطالب الإصلاحیة فی حرکة الشعوب العربیة هذه الأیام، ودون مستوى الزمان، والشعب یکبرها ولا تکبره، وقد طال صبره عنها، وصارت الضرورة حاکمة بها، فالحل فیها لا فی غیرها.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.