28 October 2011 - 21:39
رمز الخبر: 4019
پ
آیة الله مصباح یزدی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- قال آیة الله مصباح یزدی: السالک الى الله لا یلتذ بفاکهة الجنة بقدر ما یفرحه الوجود بین یدی ربه وفی محضر المعشوق.
أولى خطوات القرب من الله أداء الواجبات والکفّ عن فعل المحرمات


أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن آیة الله الشیخ محمد تقی مصباح یزدی، رئیس مؤسسة الامام الخمینی (قدس) للبحوث والدراسات، تطرق فی محاضرة أخلاقیة الى بیان الخصائص الذاتیة للإنسان، فقال: الانسان یجنح الى حب مدح الآخرین له، والسبب فی ذلک وجود حاجة داخلیة.

وأضاف سماحته قائلاً: الله سبحانه وتعالى لا یحتاج الى عبادتنا وتضرعنا إلیه؛ لأنه غنی مطلق، ولقد علمنا أهل البیت أن قول الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ) (الذریات: 56) لا یعنی حاجة الله الى العبادة، بل إنه یحب أن یوصل رحمته الى العباد عن طریق هذه العبادة؛ ولذا خلقهم.

وحول التساؤل: لماذا لا یفیض الله تعالى رحمته على العباد من دون قید أو شرط؟ قال سماحته: إن کانت الإفاضة جبریة لا یتذوق الانسان طعم الرحمة الالهیة کما ینبغی، کما أن ذلک یبعث على اختبار الانسان المؤمن من غیره فی الواقع.

وأشار سماحته الى قوله تعالى: (فَکَشَفْنَا عَنْکَ غِطَاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ) (قّ: 22)، قائلاً: یتضح من هذا أن القرآن یؤکد على وجود حجاب وغطاء على حقائق هذا العالم، وسیأتی الیوم الذی یُرفع فیه هذا الغطاء.

وبشأن الآیة الشریفة: (رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (السجدة: 12)، قال سماحته: هذا هو قدر علم أولئک الغارقین فی الملذات والشهوات الدنیویة، فلا یمکنهم إدراک أکثر من ذلک، وهذا أحد أوجه التفاوت بین الدنیا والأخرة. مع العلم أنه لیس لهذا الیقین قیمة لأنه لم یحصل فی الغیب.

وفی معرض رده على الفلاسفة القائلین: إن تأثیر الله تعالى مقصور على إیجاد العالم، فلا دور له فی بقائه، قال سماحته: یمکن تشبیه وجود العام بالنسة الى الله بإرادة الإنسان بالنسبة الى الإنسان نفسه؛ فیستحیل انعدام الانسان ووجود إرادته.

ووصف سماحته لذة القرب الإلهی بقول المعصوم (علیه السلام): (الذی هو یطعمنی ویسقین)، مبیناً: السالک الى الله لا یلتذ بفاکهة الجنة بقدر ما یفرحه الوجود بین یدی ربه وفی محضر المعشوق.

وأکد على أن أولى خطوات القرب الى الله أداء الواجبات والکف عن فعل المحرمات، منوهاً: لا یبلغ هذه المرتبة إلا من یؤمن بکلمات الله ویعمل بها، وحینئذ لا یتنفس إلا لإرضاء الباری عز وجل.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.