21 October 2012 - 13:33
رمز الخبر: 5350
پ
آیة الله جوادی آملی:
رسا/ أخبار الحوزة المحلیة- اعتبر آیة الله جوادی حقوق الإنسان الموجودة فی منظمة الأمم المتحدة فاقدة للأسس العلمیة الرصینة ومعتمدة على الأهواء، ومن ذلك اعتبارهم المقاومة إرهاباً والإرهاب دفاعاً عن النفس.
لو کان للأمریکیین عقل لما أنفقوا ملیارات الدولارات على قتل الناس

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی سماحة آیة الله عبد الله جوادی آملی واصل محاضراته فی تفسیر سورة القصص فی المسجد الأعظم فی قم، قائلاً: کما ان التوحید بالأصالة حق فکذلک النبوة ضروریة وحتمیة، إذ یحکم العقل بذلک.

وتابع سماحته قائلاً: الإنسان بحاجة الى قانون فی القضایا الأخلاقیة والحقوقیة والاقتصادیة والسیاسیة والثقافیة، فلا بد له من الإقرار بسلسلة من الأصول والمبادئ لتکون أساساً ومرتکزاً لها ولاستخراج المواد منها، کما یتم استخراج الأحکام الفقهیة من المبانی الشرعیة أو القواعد الفقهیة والأصولیة، مثل قاعدة الفراغ والتعارض وغیرها.

ومضى سماحته فی القول: المواد السیاسیة والاجتماعیة تستخرج من أصولها مثل الحریة والأمانة والمساواة وأمثالها، والمبنى الأهم فی هذا المجال هو العدل، ولهذا المصطلح مفهوم واضح وشفاف هو "وضع کل شیء فی موضعه"؛ لکن کنه هذا المفهوم فی غایة الخفاء.

وأضاف موضحا: المعروف فی العالم الغربی الیوم وضع الأسس والمبانی وفقاً لأهوائهم «مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ»؛ لأن العقل یحیط بجملة من أسرار العالم لکنه لا یعرف کل شیء، وغالباً ما یطلب العون والمدد. إن حقوق الإنسان الموجودة فی منظمة الأمم المتحدة فاقدة للأسس العلمیة الرصینة ومعتمدة على الأهواء؛ لأنه لا یمکن أخذ القانون من الآداب والعادات، فلیس لأکثر من سبعة ملیارات نسمة آداب وعادات مشترکة، بل المشترک بینهم هو الفطرة التی لا یعلمها إلا خالقها، وقد خالفوا ذلک کله، فباتوا یعتبرون الدفاع عن الأرض والمقاومة إرهاباً والإرهاب دفاعاً عن النفس.

وأشار سماحته الى قوله تعالى: «وَلَوْلَا أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ فَیَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَیْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آیَاتِکَ وَنَکُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ»، وقال: سیعترض فریقان فی حالة عدم إرسال الرسل، الأول هو أصحاب الطینة الطیبة فیقولون لله تعالى: لماذا لم ترسل الرسل فحُرمنا من الخیر؟ والفریق الآخر أصحاب الطیبة النتنة فیقولون: لو أرسل الرسل لما ابتلینا بالعذاب.

وبشأن الحضارة الغربیة، قال سماحته: إنهم عمروا الدنیا بذلک العقل الذی منحه الذات الأقدس للجمیع، لکنهم ترکوا ما یمنع ذلک العقل عن الأهواء، فالله سبحانه وهب العلم للجمیع طبقاً لقوله جل وعلا: "علّم الإنسان ما لم یعلم"، بید أن الأهواء جعلتهم یستفیدون من العلم بصورة غیر صحیحة؛ ولذا "إذا دخلوا قریةً أفسدوها". ومن هنا، کثر الحدیث فی أوروبا وأمریکا عن الفقر، حیث إن الثورة والصناعة بید ثلة خاصة تنفق 60% من الثروات فی طریق قتل البشر، و 20% تُصرف على اللذائذ واللهو والریاضة، و 20% على المأکل والمشرب والملبس. نعم، لو کان للأمریکیین عقل ما أنفقوا کل تلک الأموال الطائلة والملیارات من الدولارات على قتل الأبریاء "أولئک کالأنعام بل هم أضلّ".

وقال سماحته مشیراً الى آیة «فَإِن لَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَکَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیْرِ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ»: إن من یذهب إلى أنه یقول ما یشاء ثم یفعل ما یقول مصداق لقوله تعالى: «أفَرَأیتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ»، فإن الله سیکله الى نفسه، وفی قوله جل وعلا: «إِنَّ اللَّـهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ» دلیل على أنه تعالى لن یوفق الظالمین ولا یشملهم اللطف الإلهی، بل تشملهم الهدایة التشریعیة "هدىً للناس" فقط.


ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.