03 August 2015 - 15:17
رمز الخبر: 10539
پ
رسا- احدثت دعوة شیخ الأزهر أحمد الطیب إلى کبار علماء السنّة والشیعة للاجتماع فی مؤتمر یستضیفه الأزهر لإصدار فتاوى من الطرفین تحرم القتل على المذهب وتعزز ثقافة التعایش والسلام, أحدثت ردود أفعال فی الأوساط الدینیة والسیاسیة على حد سواء.
شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب

 

احدثت دعوة شیخ الأزهر أحمد الطیب إلى کبار علماء السنّة والشیعة للاجتماع فی مؤتمر یستضیفه الأزهر لإصدار فتاوى من الطرفین تحرم القتل على المذهب وتعزز ثقافة التعایش والسلام, أحدثت ردود أفعال فی الأوساط الدینیة والسیاسیة على حد سواء.

 

وکان الطیب قد دعا الى هذا المؤتمر فی الحلقة الأخیرة من برنامجه الرمضانی لهذا العام.

 

ولأهمیة هذه الدعوة، وفی هذا التوقیت بالذات، استطلعت صحیفة القبس ومواقع اعلامیة اخرى آراء بعض السیاسیین ورجال الدین، لمعرفة إمکانیة تحقیقها وسبل إنجاحها.

 

فقد قال المحلل السیاسی والکاتب عبدالله السناوی "نتمنى أن یعود الأزهر الشریف إلى سابق تقالیده التی أرساها شیخه الجلیل الراحل محمود شلتوت فی التقریب بین المذاهب الإسلامیة، واعتبار المذهب الاثنی عشری من المذاهب التی یتعبد بها"، مضیفاً "فی الحوار والجدل لا یجوز الحدیث بین المذاهب عن أیهما أصح، فلکل اعتقاده، وکل ما هو مطلوب هو أن یحترم کل طرف ما یعتقده الطرف الآخر طالما أنه یستند إلى مرجعیة إسلامیة لها ما یعضدها من القرآن الکریم".

 

وأضاف "إن دعوة شیخ الأزهر لها نتائج سیاسیة، وهی إبعاد شبح التموضع نحو الحروب المذهبیة، وتخفیف الصراع بین المذاهب سیؤدی إلى إنهاء حالة الاحتقان وإبعاد شبح تفتیت المنطقة على أساس طائفی، وهذه الخطوة لها معنیان الأول سیاسی والثانی دینی".

 

ومن جهته قال أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة القاهرة حسن نافعة "هذه دعوة نبیلة ومهمة، ولکن المؤسسات الدینیة لا تکفی وحدها، ولا بد أن تکون هناک إرادة سیاسیة من إیران کممثل أکبر للمذهب الشیعی، والمملکة العربیة السعودیة ومصر من ناحیة أخرى کممثل للعالم السنّی لاحتواء الفتنة الطائفیة".

 

وأضاف أن "موضوع التقارب بین المذاهب مثار منذ تولی الشیخ محمود شلتوت، ولم تکن هناک إرادة سیاسیة لإنجاح هذا التقارب وقتها، فهذه المسألة مهمة وتحتاج إلى دعم من رجال الدین والسیاسة".

 

وعن توقیت طرح المبادرة، قال "إن الوقت دائماً مناسب لطرح المبادرات، وأن تأتی الدعوة متأخرة وفی أی وقت خیر من ألا تأتی أبداً، ولکن لا بد من تهیئة الظروف لإنجاحها، والمطلوب هو إرادة سیاسیة لاحتواء هذه الأزمة بین المذاهب لأن الإسلام واحد".

وقال الأمین العام لاتحاد آل البیت القیادی الشیعی الطاهر الهاشمی "دعوة شیخ الأزهر لعقد مؤتمر سنّی - شیعی جاءت فی وقت متأخر، وکان المفترض أن تأتی قبل تفشی ظاهرة الإرهاب والقتل على ید المتطرفین فی عدید من الدول".

 

وأضاف "هناک اعتراضات على صیاغة دعوة شیخ الأزهر، منها أنه نادى بإصدار فتاوى من الجانبین لتحریم القتل المتبادل، مع أنه لم یثبت أن هناک شیعیاً قتل سنّیاً ولن یحدث، سواء بدعوة شیخ الأزهر أو من دونها، ویجب أن یکون الجمیع على علم بهذا"، مضیفاً "نحن، أیضاً، ازاء ما یحدث أو یأتی على ید الإرهابیین التکفیریین لا نقول إنهم سنّة، لأن السنّة المعتدلین لیس لدیهم هذا الفکر المنحرف والمتطرف الذی یأتی بقتل الآخر، ولکن یجب أن یتحد المسلمون للقضاء على الفکر المنحرف القاتل المجرم".

 

وتابع: "أننا کشیعة مصریون ندعم وبقوة التوجه الأزهری الشریف للوحدة الإسلامیة، والتى تبدأ بالحوار بین أکبر فصیلین إسلامیین على الساحة الإسلامیة بین السنة الأشاعرة والشیعة الإثنى عشریة، ونحن نطالب وبصفة رسمیة من الأزهر الشریف تحدید دور لنا لدعم الوحدة الإسلامیة" مطالبًا المرجعیات الشیعیة فى إیران والعراق والبحرین وسوریا ولبنان والکویت الاستجابة الفوریة لهذه الدعوة".

 

من جهته، قال الأستاذ بجامعة الأزهر الشیخ أحمد کریمة "اولاً، التقریب بین المذاهب الإسلامیة عمل إسلامی أخلاقی جلیل بدأه الإمام الراحل الشیخ محمد شلتوت، والشیخ البروجردی من إیران، وتم إنشاء دار التقریب فی القاهرة وحدثت لقاءات "علمائیة" بین علماء المذهبین، ولکن مع تعاظم النفوذ السلفی وإشعال للصراعات المذهبیة وجعل

 

الصراع المذهبی "سبوبة" یتعیشون منها، تم وأد کل المحاولات للتقریب، لدرجة أن من یظهر الحب والموالاة لآل البیت رضی الله عنهم یتهم بالتشیع".

 

وأضاف «هذه الدعوة لا بد من وضع أسس لها حتى لا تکون رد فعل أو لعلاج أزمة أو بـ"إملاءات سیاسیة"، وأن تکون عملاً أخلاقیاً فی المقام الأول، ولکن أن یدعى إلیها ثم تکون هناک تحریضات فهنا لن نفعل شیئاً، ویجب أن یکون الأزهر کما کان حاضناً للتنوع المذهبی، ولکن، للأسف، مسألة التقریب متأرجحة، فتارة یقال بضرورة تقارب مع الشیعة العرب، وتارة أخرى یقال بالتقریب المطلق".

 

وأضاف کریمة: "لم یتم وضع الملامح والأطر والمقاصد لعملیة التقریب، وهناک قوة مخابراتیة عالمیة لا ترید أدنى تقارب".

 

أضاف کریمة: "مسألة الترویج للمد الشیعی أکذوبة، فهل أتباع المذهب السنّی من الضعف والهشاشة بحیث لا یقوون على مواجهة الفکر الشیعی؟ وفی الحقیقة، فإن دیننا الحنیف لا یأمرنا بالمذهبیة ولا بالطائفیة، حیث یقول الله تعالى فی کتابه العزیز "انَّ الَّذ.ینَ فَرَّقُوا د.ینَهُمْ وَکَانُوا شیَعًا لَسْتَ منْهُمْ فی شَیْءٍ"، والخطورة فی ما آلت إلیه المنطقة من مخططات تفتیتها وتقسیمها وأدعو إلى مؤتمر دولی یجمع بین السنّة والشیعة لوأد هذه الفتنة".

 

من جهته، قال کمال الهلباوی : "هذا تحرک جید وجدید من الأزهر ویساعد على وأد الفتنة، لاسیما فی ضوء التشدد والتکفیر والفتاوى التی تشجع على القتل والدمار بسبب الطائفیة".

 

وأکد أن "الوقت مناسب جداً، لا سیما بعد اتفاق النووی الإیرانی، والمنطقة یجب أن تفیق على التغیرات وتفهم جیداً معنى الاتفاق بین إیران والغرب، ولا تتصرف مرة أخرى على أن إیران أخطر من العدو الإسرائیلی، فهذا الزمن قد مضى".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.