24 June 2017 - 19:08
رمز الخبر: 431517
پ
اشاد ممثل المرجعية الدینیة العليا في أوروبا سماحة السید مرتضی الکشمیري بجهود العاملين والمشاركين في مؤسسة الكوثر وببرنامجها السنوي (معا نختم القرآن ٣) وقال ان تلاوة القرآن وحفظه لا تنفع ما لم تكن مقترنة بالعمل به وتطبيق تشريعاته، فیما حذر من هجر القران بحيث لا يبق منه إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه.
السيد مرتضى الكشميري

 ألقى خطيب وإمام المؤسسة السيد علي السعبري، كلمة ممثل المرجعية الدينية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري، بالامسية القرآنية التي عقدت بمؤسسة الكوثر الثقافية في هولندا، واليكم نصها:

بمناسبة الأمسية القرآنية المشتركة،تحت شعار(إنما المؤمنون إخوة) للسنة الثالثة على التوالي في مؤسسة الكوثر الثقافية في لاهاي الهولندية، وإليكم نص رسالته إليهم:

ايها الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 وتقبل الله أعمالكم و طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل و بعد

تجتمع مجموعة من المؤسسات والمراكز كعادتها في كل سنة لتقيم (حملتها السنوية في تلاوة القران وحفظه) وهي خطوة مباركة تقوم بها مؤسسة الكوثر الثقافية مع من يشاركها الفكرة في هذا العمل المبارك، شاكرا للقائمين على هذا المشروع والمشاركين فيه وكان بودي أن أحضر معكم ولكن الظروف الحالية منعتني عن ذلك غير أن مشاعري وقلبي معكم.

أيها الأحبة إن من منن الله على العبد وفضله عليه أن يوفق الفرد المسلم لحفظ القرآن وتلاوته في كل زمان ومكان خصوصا في شهر رمضان لأنه ربيعه (لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان) ووقت نزوله ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) وكان نزول هذا السفر المبارك لهداية البشرية وتهذيبها وتعليمها وتزكيتها وتربيتها والرقي بها إلى أوج الفضائل ومكارم الأخلاق التي تسمو بالإنسان إلى درجات الكمال،ولهذا جاء في الحديث عن المعصوم (ع) أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فكلما تلا القارئ آية ارتقى درجة، فما أحرانا أن نتزود من هذه المقامات الرفيعة التي اختارها الله لحفظة القرآن وقارئيه.

أيها الأعزة ولكن ما ذكرناه من الفضل والمنزلة عند الله لا نناله إلا بتطبيق أحكام القرآن والعمل على وفق ما أمر به المولى سبحانه وتعالى وإذا لم نفعل هذا سوف نكون له من الهاجرين والمعرضين عنه، وقد ورد أن للهجر (هجر القرآن) معانٍ خمسة أهمها هجر العمل به وعدم تطبيقه لأن القرآن ما أُنزل للقراءة والحفظ فحسب بل للعمل به وجعله دستورا حياتيا لكل ما يحتاج إليه الناس، فمن لم يعمل به و يطبق أحكامه فقد هجره، ولذا جاء في القرآن الكريم شكاية النبي (ص) من أولئك الذين هجروه في حياته لعدم الاستماع إليه أو الذين لم يعملوا به في حياته وبعد مماته ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)).

ولم يقل (هجروا) بل قال ((مهجورا)) لأن الهجر صار ديدنهم ومنهجهم وطريقهم في التعاطي مع القرآن العظيم وفي الحديث أيضاً (أربعة تشتكي إلى الله يوم القيامة) منها (القرآن المهجور) لأنه لم يُعمل به ويُطبق منهجه.

أيها الأحبة، إن عزة المسلم وكرامته وسعادته الدنيوية والأخروية إنما هي بالعمل بالقرآن وتطبيق أحكامه والاستقامة على جادته و منهجه ((وأن لو استقاموا على الطريق لأسقيناهم ماء غدقا)).

ولكن ومع شديد الأسف نرى بعضهم اليوم قد أصبح القرآن عندهم لا يعدو كونه رسما وصورة، وقد ابتعدوا عنه عملا وتطبيقا، وبهذا اشار أمير المؤمنين(ع) كما جاء في نهج البلاغة (يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه. مساجدهم يومئذ عامرة من البنا خراب من الهدى سكانها وعمارها شر أهل الأرض منهم تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها ويسوقون من تأخر عنها إليها يقول الله سبحانه تعالى فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران وقد فعل ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة).

وما أشار إليه (ع) ينطبق على ما يواجهه المسلمون من الاختلاف والتشرذم وسوء الإدارة وانتشار الظلم والفساد ونهب الأموال وقتل الأبرياء وأكل الحرام وما إلى غير ذلك مما نشهده اليوم على مستوى الأفراد والجماعات والحكومات.

فحذار حذار أيها الحاضرون أن نأخذ جانبا مهما هو حفظ القرآن وتلاوته ونترك الجانب الأهم وهو العمل به واتباع تشريعاته، قال تعالى ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)).

نسأل المولى سبحانه و تعالى أن يوفقنا وإياكم لتلاوة كتابه وتدبر آياته والعمل بأحكامه إنه ولي التوفيق..

والسلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.