28 June 2017 - 01:14
رمز الخبر: 431594
پ
الشيخ محمد مهدي الناصري:
اقام حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد اهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية حيث القى سماحته خطبتي صلاة العيد في جموع المؤمنين المصلين .
الشيخ محمد مهدي الناصري

 وقال الشيخ الناصري في الخطبة الاولى " ان في مثل هذه اللحظات المباركة التي ارادها الله سبحانه وتعالى ان يجتمع فيها المؤمنون لتكون اياما مقدسة ومنطلقا لتركيز عقيدة الانسان المسلم وعلاقته بالله في جوانبها العقائدية والسلوكية والاجتماعية وخاصة في مجال الاخلاق لان الله سبحانه وتعالى امتدح نبيه الكريم حين قال له ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ولايمكن لهذا الدين ولا لهذه الرسالة المباركة وهي حصيلة جهود النبوات والانبياء التي لا يمكن ان تبقى على الارض او تؤثر اذا ابتعدت عن الجانب الاخلاقي وعن الحس الاجتماعي الذي يدير العلاقة بين الناس، كما يقول امير المؤمنين "الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق".

 

وتابع، " إن هذه ايام مقدسة نتوقف عندها بأسم العيد الذي جعل الله للمؤمنين ولرسالة النبي واهل بيته - عليهم صلوات الله اجمعين - حتى يقف الانسان فيجمع بين المشاعر الداخلية فيما اختزنه من الشهر الكريم لان الصوم سر يمارسه الانسان في داخله ولان الصوم كما ورد في الحديث يهذب ما في داخل النفوس وكما ذكرت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) في خطبتها " فانه ينمي روح الاخلاص عند الانسان"، ومع هذا البناء والشعور الداخلي وهو ان الانسان يتعبد لله سبحانه وتعالى فانه اراد للإنسان ان يختم هذه المشاعر الطيبة وهذه الينابيع التي تنبجس في حنايا روحه ونفسه ارادها ان تلتقي مع هذه المظاهر الكريمة وهي مظاهر التكبير والتهليل والتسبيح والاستغفار ومظاهر اللقاء والاجتماع والتسامح والتصافح وازالة الغل والحقد من النفوس".

 

واشار الى اهمية ان تكون هذه المظاهر المباركة والايام ايام خير ومغفرة وتواصل مع الله ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، مؤكدا ان الله تبارك وتعالى ما دعانا لشيء انما دعانا لكي يحيينا في اجسادنا وعقولنا وانفسنا وارواحنا وشخصياتنا التي تتوازن بين الجسد والعقل والروح والنفس، وهكذا يسمو الانسان المؤمن ويعيش في حالة من السعادة حينما يشعر بانه يلتقي مع ما اراد الله لعباده، وقطعا المولى لا يأمر بشيء الا وفيه مصلحة.

 

ولفت الى "ان امنياتنا ودعواتنا الى الله ان يتم هذه الايام على جميع الامة بالخير والبركة وان يرحم الشهداء ويعلي مقامهم، ويجزي الله الشهداء الذين دافعوا طول التاريخ عن القرآن وعن الرسالة وعن الحق، وكذلك اليوم وقفوا بوجه هذه الهجمات التكفيرية التي تنتسب الى الاسلام زورا وبهتانا وظلما، وحاشا لرسالة الحبيب المصطفى التي هي رسالة الانسانية ورسالة الخلق الكريم ان يمثلها هؤلاء الذين ظهروا على صورة من القباحة وربما اساءوا لديننا وكرامتنا."

 

 

بعدها اوضح سماحته في الخطبة الثانية والتي بدأها بقوله تعالى( ولئن شكرتم لأزيدنكم )، ان "العيد ليس لمن لبس الجديد بل العيد لمن خاف الوعيد" وان العيد لمن التزم بنهج رسول الله واعانة الضعفاء والفقراء، ومن دواعي ذلك ان الله يعلم الانسان المؤمن هذه الصفة النفسية الجميلة وهي صفة الشكر سواء كان له او كان للعباد او لكل من اسدى لنا معروفا وساهم في موعظتنا وارشادنا واعانتنا، مبينا ان قضية الشكر هي منهج نفساني رباني اراده الله سبحانه وتعالى ان يكون بين المؤمنين يتمثلون به، كما ان الله وهو ليس محتاج لنا ونى عندما نتقرب اليه فيشكرنا بالعطاء ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، داعيا الله تبارك وتعالى ان يجعل الجميع شاكرين لهذه النعمة المباركة.

 

واضاف "اننا اليوم لابد ان يكون دعائنا الى الله بأن يفرج عن هذه الامة التي ارادها ان تكون وسطا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) هذه الامة التي ينبغي ان لا تكون في معترك الصراع المادي بل حينما يتدنى مستوى الانسان روحيا تكون هي التي تحمل مشعل الخير، ولكن ما يأسف له بان كثير من بلادنا الاسلامية هي اسيرة بيد ملوك وحكام واناس لا يمتون للإسلام او الانسانية بشيء ولا كذلك يمتون للخلق بشيء، وما نشاهده اليوم في العديد من بلداننا من تدمير وانتهاكات للإنسان هو سببه الحكام الفجرة الذين لا يقيمون وزنا للإنسانية، ولعل من دواعي الشكر هو ابسط ما يحمله الانسان في نفسه بأن ينكر هذا المنكر ولو بقلبه".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.