15 July 2017 - 15:32
رمز الخبر: 432020
پ
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية:
قال الأمین العام للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة إنّ إقامة العلاقات العادلة هو أصل من أصول التعامل مع الأجانب والدول الاجنبیة.
آية الله الاراكي

وبحسب الموقع الإعلامي في العتبة الرضویة المقدسة "آستان نیوز" حاضر سماحة آیة الله محسن الآراکي في الندوة الثانیة عشر من سلسلة ندوات "النمو الثقافي" المقامة في قاعة القدس في المکتبة المرکزیة للعتبة الرضویة المقدسة، وتمحور موضوع الندوة حول أصول التعامل مع الأجانب في النظام السیاسي الإسلامي؛ حیث عالج الشیخ الآراکي هذا الموضوع من الناحیة الفقهیة.

سماحته أوضح أنّ المقصود هنا من الأجانب هنا هو الدول الأجنبیة وموضوع البحث في الندوة هو إقامة العلاقات السیاسیة مع هذه الدول الأجنبیة، وقال: کلّ حکومة خارج العالم الإسلامي تعتبر دولة أجنبیة، وعندما نتحدث عن العلاقات مع هذه الدول فنقصد بها العلاقات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة.

آیة الله الآراکي أوضح أنّه في التعامل مع الدول الأجنبیة یجب الالتزام بخمسة أصول عامة، وأضاف: الأصل الأول هو التعامل مع الأجانب على أساس الإحسان والاحترام وإقامة علاقات عادلة، ولهذا الأصل شروط؛ منها: أن لایکون هذا الأجنبي عدوا لنا، ولهذه العداوة طبعا معاییر وخصائص تثبتها.

سماحته أشار إلى صفات العدو بالقول: العدو هو الذي لا یتورع عن إلحاق شتى أنواع الأذى بالمسلمین، وهو یرجو أن نکون دوما في شدة وعسر، والخاصیة أو الصفة الثانیة تتعلق بالسلوك الکلامي، فالعدو یظهر في کلماته البغضاء والعدواة للمسلمین فاضحا عداوته لهم، والدولة التي یکون فیه هذه الصفات لاشك تکون دولة عدوة لنا.

الأمین العام لمجمع التقریب بین المذاهب الإسلامیة أوضح أنّ الأصل الثاني في التعامل مع الدول الأجنبیة هو عدم تعرض المسلمین لأي أذى أو مشاکل من هذا التعامل، وقال موضحا: لا أحد یحق له أن یکوّن صداقات مع أعداء المسلمین؛ فإنّ الصداقة مع الأعداء إمّا أنها دلیل  على الحماقة أو على الخیانة، فالعلاقة والروابط مع الأجانب مقیدة بشرط أن لایکون فیها ضرر أو فساد یمکن أن یصیبنا.

وقال: في الشرط الثالث للتعامل مع الأجانب والمؤسس على الإحسان یجب إقامة علاقات مع الأجانب والتعامل معهم في إطار حفظ عزة المجتمع الإسلامی وشوکته، وهذا الأمر هو من أهم الواجبات؛ فإنّ الخضوع أمام الآخرین ذلة، والعزة للحق والحق یتضمن ذاتیا العزة والرفعة، ولذلك فإنّ الإرادة التي تخالف الدولة الإسلامیة باطلة وتعتبر من الذلة، وحیثما کانت الإرادة مینیة على هوى النفس فإنّ الخضوع أمام هذه الأرادة یکون من الباطل.

وأشار إلى بعض مصادیق الذلة الواردة فی الروایات، وقال: الطلب من غیر الباري تعالى وإظهار الحاجة للمخلوق هو نوع من الذلة، ولا یحق للإنسان أن یسمح للشعور بالعجز أن یسیطر علیه، وأتباع الأنبیاء لم یکونوا یقبلون بالمذلة والضعف، وعندما کانوا یجاهدون تحت رایة الأنبیاء کانوا یتحملون الصعاب والمشاق ولکن لم یکونوا یشعرون بالضعف أمام الأعداء، فالذین یشعرون بالخوف من الأعداء یکونوا قد جعلوا أنفسهم في ولایة الشیطان.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

  

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.