09 November 2017 - 16:33
رمز الخبر: 437053
پ
ممثل المرجعية العليا:
قال ممثل المرجعية العليا في أوروبا، السيد مرتضى الكشميري، إن زيارة الامام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر من الزيارات المستحبة وهي فعل إمامين من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وإن قول الامام وفعله من السنة، داعيا زوار الأربعين إلى أن يجددوا بزيارتهم للإمام الحسين عليه السلام، العهد والولاء والطاعة والنصرة والاستعداد للتضحية من أجل مبادئ الحسين وأن تكون لهم هذه المناسبة موسما تربويا لتربية النفس على الأخلاق الفاضلة وإصلاحها”.
 السيد مرتضى الكشميري

جاء حديثه هذا بمناسبة ذكرى زيارة الأربعين مبتدئا بدعاء الإمام الصادق (ع) في سجوده لزواره الحسين، مشيرا إلى تظافر الروايات المعتبرة عن النبي (ص) والعترة الطاهرة (ع) في فضل زيارة الإمام الحسين (ع) و ما أعده الله من الأجر والثواب لزائريه، ولعل سائلا يسأل: لماذا كل هذا الاهتمام بزيارته (ع) وبزيارات خاصة وعامة في أيام السنة؟ 

والجواب كما يقول السيد المقرم: إن النزعة الأموية لم تزل تنجم وتخبو في الفينة بعد الفينة تتعاوى بها ذوو أغراض مستهدفة وإن أصبح الأمويون رمما بالية و لم يبق منهم إلا شية العار وسبة عند كل ذكر لكن بما أنها إلحادية يتحراها لفيفهم، ومن انضوى إليهم من كل الأجيال، فكان همُّ أهل البيت (ع) إخمادها، ولفت الأنظار إلى ما فيها من المروق عمّا جاء به المنقذ الأكبر (ص)، الذي لاقى المتاعب في سبيل نشر دعوته واحيائها. ومن الطرق الموجبة لتوجيه النّفوس نحوها، وتعريف مظلوميّتهم، ودفعهم عن الحقّ الإلهي المجعول لهم من المشرّع الأعظم ذِكرُ قضيّة سيّد الشهداء (ع)؛ لاحتفافها بمصائب يرقّ لها قلب العدوّ الألد ، فضلاً عن الموالي المشايع لهم، المعترف بما لهم من خلافة مغتصبة .

فأراد الأئمّة (ع) أن تكون شيعتهم على طول السّنة، ومرّ الأيام غير غافلين عمّا عليه السّلطة الغاشمة من الإبتعاد عن النّهج القويم؛ فحمّلوهم على المثول حول مرقد سيّد شباب أهل الجنة (ع) في مواسم خاصّة وغيرها، فإنّ طبع الحال قاضٍ بأنّهم في هذا المجتمع يتذاكرون تلك القساوة التي استعملها الاُمويّون من ذبح الأطفال، وتسفير حرم الرسالة من بلد لآخر.

وإنّ الحميّة والشهامة تأبى لكلّ أحد أن يخضع لمن أتى بهذا الفعل الشنيع مع كلّ أحد، فضلاً عن آل الرسول الأقدس (ص)، فتحتدم إذ ذاك النّفوس، وتثور العاطفة، ويحكم على هؤلاء الأرجاس بالمروق عن دين الإسلام. وطبعاً هذا الداعي في سيّد الشهداء (ع) ألزم من غيره من الأئمّة (ع)، لاشتمال قضيّته على ما يرقق القلوب، ومن هنا اتخذه المعصومون (ع) حُجّة يصولون بها على أعدائهم، فأمروا شيعتهم بالبكاء تارة، والإحتفال بأمره ـ بأيّ نوع كان ـ تارة اُخرى، وزيارته ثالثة، إلى غير ذلك؛ ممّا ترك الاُمّة حسينيّة الذكر كما أنّها حسينيّة المبدأ، ولا تلفظ نفسها الأخير إلا وهي حسينيّة.

ومن تلكم الزيارات المخصوصة زيارة الأربعين التي ورد فيها النص عن المعصوم (ع) واعتبارها من علائم المؤمن، ولهذا جرت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يوم الأربعين من كلّ سنة، ولعلّ رواية أبي جعفر الباقر (ع) (إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء) تلميح إلى هذه العادة المألوفة بين النّاس.

وحديث الإمام الحسن العسكري (ع) (علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والتختّم في اليمين، وتعفير الجبين)، يرشدنا إلى تلك العادة المطّردة المألوفة، فإنّ تأبين سيّد الشهداء وعقد الاحتفالات لذكره في هذا اليوم إنّما يكون ممَّن يمتّ به بالولاء والمشايعة، ولا ريب في أنّ الذين يمتّون به بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بإمامته، إذاً فمن علامة إيمانهم وولائهم لسيّد شباب أهل الجنّة المنحور في سبيل الدعوة الإلهيّة المثول في يوم الأربعين من شهادته عند قبره الأطهر لإقامة المأتم، وتجديد العهد بما جرى عليه وعلى صحبه وأهل بيته من الفوادح وقد علق (رحمه الله) على الحديث بقوله: إن زيارة الأربعين فيها إرشاد الموالين بالحضور في مشهد الغريب المظلوم سيد الشهداء (ع) لإقامة العزاء وتجديد العهد بذكر ما جرى عليه من القساوة التي لم يرتكبها أي أحد يحمل شيئا من الإنسانية فضلا عن الدين و الحضور عند قبر الحسين(ع) يوم الأربعين من مقتله من أظهر علائم الإيمان.

ودعا ممثل المرجعية العليا “الزائرين إلى أن يجددوا بزيارتهم للإمام (ع) العهد والولاء والطاعة والنصرة والاستعداد للتضحية من أجل مبادئ الحسين (ع) وأن تكون لهم هذه المناسبة موسما تربويا لتربية النفس على الأخلاق الفاضلة وإصلاحها والتوبة الصادقة ومراجعة النفس وأن يعقدوا العزم على التوبة لله تعالى توبة نصوحا”.

وشدد السيد الكشميري على أن “الإخلاص لله تعالى ضروري في أداء شعائر هذه الزيارة كإقامة المواكب وخدمة الزائرين والبكاء واللطم على الحسين (ع) وغير ذلك”.

كما نبه على تجنب إيذاء الزائرين والتحلي بالأخلاق الحسنة معهم والتفاني في خدمتهم وتلبية احتياجاتهم فإنهم ضيوف سيد الشهداء (ع) والمكرّمون عنده. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.