04 June 2019 - 09:54
رمز الخبر: 451826
پ
علماء البحرين:
أصدر علماء البحرين بيانا اشاروا فيه الى تواصل مسلسل الاستهداف الرَّسمي لخنق الحرِّيات وخصوصًا الحرِّيات الدِّينية، بل وضرب مقوِّمات الكيان الدِّيني لطائفة بعينها في البحرين، وذلك ضمن مخطَّط مدروس كشف عنه تقرير البندر المشهور.

ولكم البيان فيما يلي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى‏…) غافر ٢٩

يتواصل مسلسل الاستهداف الرَّسمي لخنق الحرِّيات وخصوصًا الحرِّيات الدِّينية، بل وضرب مقوِّمات الكيان الدِّيني لطائفة بعينها في البحرين، وذلك ضمن مخطَّط مدروس كشف عنه تقرير البندر المشهور، حيث اتَّضح بشكلٍ جلي ومن خلال ممارسات عملية موثَّقة بتقارير معتبرة محليًّا وعالميًّا أنَّ هناك اضطِّهاد طائفيّ يمارسه النِّظام لإضعاف وتهميش مكون رئيس في البلد؛ والسَّبب أنَّ هذا المكون يرفض الاستبداد والدِّيكتاتورية وأن يتحول الحاكم إلى فرعون يقول للناس لا أريكم إلَّا ما أرى، ولأنَّ هذا المكون في مقدمة من يدعو للشَّراكة الشَّعبية الحقيقية التي تجمع كلَّ المكوّنات الأصيلة من سنة وشيعة وكلِّ مواطن أصيل ينتمي لهذه الأرض الطَّيبة.

إنَّ اعتقال مجموعة من أصحاب السَّماحة العلماء والخطباء الأفاضل مؤخَّرًا على خلفية خطبة دينية متعارفة منذ مئات السِّنين إنَّما يأتي ضمن مخطَّط تلك السِّياسة الجائرة للاضطِّهاد الطَّائفي، وليس له أيَّ مبرِّرٍ آخر، كما لم يكن مبرَّرًا لهدم المساجد، ولا مبرَّرًا لمنع صلاة الجمعة بالدراز إلى يومنا هذا، ولا مبرَّرًا لمحاكم التَّفتيش عن كلِّ كلمة يتفوَّه بها خطيبٍ هنا أو هناك. إنَّ كلَّ هذا التَّعدي هو في الحقيقة إفراز من الإفرازات الصَّديدية للاستبداد الذي يحكم بلا رقيب ولا حسيب، حتى صار اليوم يلاحق بعصًا الإرهاب القضائي كلَّ مَن يتابع (تغريدة) لا تروق للديكتاتور!!!.

إنَّ البلد يمرُّ بأسوء الأيَّام على تاريخه في ظلِّ تغوُّل الإستبداد والاستفراد بالقرار من قبل نظام يفتقد الحد الأدنى من الرُّشد، فأيّ سياسةٍ عاقلة تسمح بضرب كلَّ مكوِّنات الشَّعب عرض الجدار؟!؛ لتقف جهارًا نهارًا ضدَّ هوية الشَّعب كلِّه وضدَّ إرادة الشَّعب بجميع طوائِفه وتوجهاته وتياراته، لتقول للجميع (لا أريكم إلا ما أرى) فتدعو أعداء الشَّعب والأمَّة لورشة معادية ومخزية تمهيدًا لبيع فلسطين وكلَّ المقدَّسات الإسلامية للعدو المحتل السَّفاح في صفقة العار والخيانة. هل بقي بعد ذلك قيمة لرأي الشَّعب؟ أو أيَّ وزنٍ لهويتِه ومقدَّساته ودينه؟

ليس لإرادة السُّنة قيمة، ولا لإرادة الشِّيعة قيمة، ولا اعتبار للوطنية والمواطن في ظلِّ الديكتاتورية، ولذلك نحن ضدَّها، وندفع ضريبة وقوفنا بوجهها، لأنَّها تهدِّد إسلامنا وهويتنا، وتتآمر مع عدوِّنا وعدو أمَّتنا، وتسحق إرادتنا وحريتنا وكرامتنا، وهيهات هيهات أنْ نتنازل عنْ إسلامنا وكرامتنا وعزتنا ومقدَّساتنا.

وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

علماء البحرين

٢٨ رمضان ١٤٤٠هـ

المصدر: قناة اللؤلؤة

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.