08 December 2019 - 16:38
رمز الخبر: 454484
پ
الشيخ قاسم:
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الأزمة المستجدة في لبنان خطرة جدًا، والجميع يرى الانهيار في المسألة الاقتصادية والمالية، وكيف يعاني الناس من مسألة انخفاض قيمة العملة اللبنانية، مشددًا على أنه لا يمكن أن نقبل أن تستمر الأمور هكذا.

وفي المقابلة التي أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، قال الشيخ قاسم: "يجب أن تتشكل الحكومة من أجل وقف هذا الانهيار والانحدار"، معتبرًا أن "هناك من يعمل لالحاق الضرر بلبنان وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلنًا يصرح وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أنه لا يريد أن يرى حزب الله في الحكومة ولا يريد أن يرى حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية"، مؤكدًا أن "حزب الله هو جزء من هذا الشّعب"، داعيًا أميركا لتكفّ عن تدخلاتها.

وأشار الشيخ قاسم الى أنه لا يهم حزب الله كيف تنظر اليه الولايات المتحدة وبريطانيا، كل ما يهمه كيف ينظر شعبه إليه، قائلًا: "نحن بالنسبة إلى شعبنا كحزب الله مقاومة حرّرت أرضًا، وتمثّل الناس بشكل صحيح وتعمل من أجل خدمة الناس ومصالح الناس ومستقبل الناس"، مضيفًا إن "أمريكا وبريطانيا ومعهما "إسرائيل" المحتلة المعتدية المجرمة يتخذون موقفًا سياسيًا يعارض حزب الله ويصنفونه على لوائح الإرهاب وهذا لا يعني أنهم على حق".

وقال إن "ما يحصل في لبنان هو ضد البلد، وما تفعله أمريكا في لبنان هو ضد الشعب اللبناني، فالجوع لا يعرف طائفة ولا مذهبًا، والأزمة المالية تشمل جميع الناس، لسنا نحن وحدنا المستهدفين في ذلك بل كل الشعب اللبناني مستهدف، حتى ولو كان ما يريدونه هو ضربنا لكن لن يستطيعوا ذلك"، معتبرًا أن لبنان في وضع معقول جدًا، وأنَّ "النجاحات التي حققناها في السنوات الأخيرة من الانتصار على "إسرائيل" بتحرير جنوب لبنان، والانتصار على "داعش" بتحرير شرق لبنان، كذلك المساهمة في تحرير سوريا إنجازات عظيمة تسجل لحزب الله ولمحور المقاومة، وبالتأكيد يريدون معاقبتنا عليها لكنهم فشلوا".

واعتبر الشيخ قاسم أن أمريكا وبريطانيا رأس الإرهاب في العالم لأنهما لا تعدلان ولا تنظران إلى مصالح الشعوب.

واردف الشيخ قاسم: "نحن لا ننكر أنّنا جزء من محور تقوده إيران، لأن إيران ترفع قضايا حقوق الشعوب، وتدعم المقاومة وتؤمن بالعدالة وتؤمن بتحرير فلسطين. هذا شرف بالنسبة إلينا أن نكون في هذا المحور الذي يسعى لمصلحة شعوب المنطقة"، مضيفًا: "أما أن تكون هناك مشاكل في داخل إيران بسبب قرار رفع أسعار البنزين فهذا شأنٌ داخلي يتعلّق بإيران، وأصبح واضحًا أنّ أمريكا ومن معها يشجعون هذا النوع من الأعمال لأنهم لا يريدون الاستقرار في داخل إيران".

وأكد الشيخ قاسم أن كلّ الفوضى في لبنان تصب في مصلحة أمريكا و"إسرائيل"، وكل خطر على لبنان يصب أيضًا في مصلحة أمريكا و"إسرائيل"، وكل فتنة في لبنان هم وراءها لأنَّ الشعب اللبناني لا يريد فتنًا، ولا يريد اقتتالًا داخليًا، بل يريد حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والمالية، لكن هؤلاء يتدخلون لأخذه إلى أماكن أخرى، معتبرًا أن الشعب اللبناني واعٍ ولن ينفذ ما يريده الأميركي والصهيوني.

وشدد الشيخ قاسم على أن المقاومة تقوم بعملية دفاعية، فإذا اعتدت "إسرائيل" سترد الاعتداء، موضحًا: "ليس لدى المقاومة أفكار تتعلق بالمبادرة في مواجهة "إسرائيل"، إنما لديها تصميم وعزيمة أن ترد على إسرائيل إذا اعتدت بأقصى ما يمكن حتى تمنع اعتداءها وتمنعها من تحقيق أي انتصار أو أي إنجازٍ"، مؤكدًا: "قوتنا دفاعية وسنستمر بزيادتها ونزيد من امكاناتها لأن "إسرائيل" لا تفهم إلا بهذه اللغة ولا ترتدع إلا إذا كنا أقوياء".

وأشار الشيخ قاسم الى أنَّ أي عدوان يمكن أن تقوم به "إسرائيل" أو الولايات المتحدة على إيران يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، وسيتحمل من قام بالعدوان مسؤولية كبيرة وردود فعل كبيرة جدًا.

واعتبر الشيخ قاسم أن الحرب مع "إسرائيل" مستبعدة في هذه المرحلة ليس لأنه توجد مشاكل سياسية في "إسرائيل" وإن كانت مؤثرة، لكن لأنه يوجد توازن ردع حقيقي بين "إسرائيل" وحزب الله وحركتي حماس والجهاد في فلسطين، وتوازن الردع هو الذي يؤثر في عدم وجود الحرب لأنها غير مضمونة بنتائجها كما يتوقعون.

وردًا على سؤال لماذا قاتل حزب الله إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، لفت الشيخ قاسم الى أن الشعب السوري كان إلى جانب الرئيس الأسد، ومن كان ضدَّه تبيّن أنهم كانوا مأجورين قاتلوا وجاؤوا من ثمانين دولة في العالم وتحت لواء "داعش" و"النصرة"، وبالتالي هؤلاء التكفيريون كانوا يموَّلون من السعودية والإمارات وأمريكا والدول الأوروبية، "ونحن قاتلنا إلى جانب النظام والشعب في سوريا، والدليل على ذلك بعد ثماني سنوات من الحرب الآن تعود الحياة الطبيعية إلى كل القسم الذي حرره الرئيس بشار الأسد بالتعاون معنا ومع إيران".

المصدر: وكالة العهد

الكلمات الرئيسة: الشیخ نعیم قاسم لبنان امریکا
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.