28 December 2019 - 12:02
رمز الخبر: 454777
پ
افاد مراسل وكالة رسا للانباء في النجف الاشرف، ان سماحة المرجع اليعقوبي وجه بتخصيص يوم عالمي للعفاف ابتهاجاً بمولد زينب الحوراء (عليها السلام).

وأضاف مراسلنا في النجف الاشرف، انه جاء خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت بإمامة سماحة الشيخ حيدر الازيرجاوي في جامع الرحمن والتي قال فيها:


كما تعلمون أيها الأحبة أن سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي أدام الله بقائه كان قد وجه بتخصيص يوم عالمي للعفاف يسلط فيه الضوء على هذا الخلق الإنساني السماوي الكريم إيمانا بأهميته في صلاح الأمة وازدهارها، وقد اختار سماحته يوم مولد الطهر والعفاف السيدة زينب الحوراء (عليها السلام) الموافق في الخامس من جمادى الأولى، ليكون يوم العفاف الذي جسدته زينب عليها السلام بأسمى صورة حتى وهي تمر بأقسى الظروف من معاناة القتل والأسر وفقدها الإمام الحسين(عليه السلام) وإدخالها إلى مجالس الطواغيت ابن زياد ويزيد (عليهما اللعنة والعذاب).

وتابع الازيرجاوي قائلاً: ان سماحته أشار خلال لقاء مع جمع من الشباب المؤمن إلى أن العفاف ليس مختصا بالمرأة وغير مقتصر على قضية الحجاب أو سلوك كل من الجنسين تجاه الآخر،بل هو معنىً عام يشمل كل أنماط السلوك من عفة اليد والعين واللسان وغير ذلك.
وبداية نتكلم عن معنى العفة والعفاف لغة واصطلاحا وفي أحاديث المعصومين عليهم السلام.

أما في اللغة: العِفّة : الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ .
عَفَّ عن المَحارِم والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة، فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ، أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه.
وفي التنزيل: ولْيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً؛ فسَّره ثعلب فقال: ليَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء. وفي الحديث: من يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللّه؛ الاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الحرام والسؤال من الناس، أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه اللّه إياها، وقيل: الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء(لسان العرب)
واصطلاحا: النزاهة من الخطايا، والآثام،إنسانٌ عفيف، يعني: إنسانا نزيها نظيفا من كل التلوثات،وتعني التنزه عن كل شيء بغيض.

وقدر وردت لفظة العفة ومشتقاتها في أحاديث المعصومين (عليهم السلام) كثيرا

وقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (خير نسائكم الولود الودود العفيفة).

عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: (من عف خفَّ وزنه وعظم عند الله قدره).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أفضل العبادة العفاف). إشارة مهمة.

عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: (وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج).

وهذه الأحاديث وغيرها تؤيد ما قاله سماحة المرجع دام ظله من أن العفة غير مختصة بالنساء بل هي سلوك عام يشمل المرأة والرجل وسلوك اجتماعي من شأنه أن يرتقي بالمجتمع إلى مدارج الكمال.
وحري بالمسلمين وخصوصا أتباع أهل البيت (عليهم السلام) التحلي به أولا، ونشره والترويج له ثانيا، وإصلاح حال المجتمع والأمة من خلاله ثالثا.


وتابع الازيرجاوي حديثه في الخطبة الثانية قائلاً:
تتمة للخطبة الأولى نقول بأن سماحة المرجع أشار إلى أن العفاف سلوك عام وهذا السلوك كونه عاما فهو شامل لكل مفاصل حياة الإنسان،ومن الموارد التي يكون فيها العفاف هي:

العفة في الكسب: ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن خمس ماله من أين اكتسبه ...)بينما تجد وللأسف الشديد اللهث وراء هذه الدنيا الفانية التي لو دامت لغيرنا لما وصلت إلينا،وسلوك كل السبل لأجل نيل المكاسب والمغانم حتى لو كان يستوجب إزهاق الأرواح وسفك الدماء،ونرى أيضا تغليبا للشهوة على العقل ولشريعة الغاب على شريعة الله تعالى،وهذا إمامنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قد غادر الدنيا وهو لايملك شيا إلا ما يقويه على طاعة الله تعالى،ويستر به نفسه عن خلق الله فالعفة في اكتساب المال تورث البركة ورضا الله تعالى وراحة البال واطمئنان الضمير والنفس.يقوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (ألا وإنَّ لكل مأمومٍ إماما يقتدي به ويستضيء بنور علمه،ألا وإنَّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه،ألا وإنكم لاتقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد)وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (إنَّ الله يحبُّ عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال).

عفة اللسان: وهذا يكون بكفه عن لغو الكلام وباطله وقد ورد في الحديث الشريف ما معناه أنه:لايكب الناس على وجوههم يوم القيامة في النار إلا حصائد ألسنتهم، فاللسان قد يفقد عفته بالكذب والغيبة والنميمة وتشويه سمعة الآخرين والخوض بالباطل والغناء وإصدار الأحكام بغير ما أنزل الله تعالى وقد جعلت استقامة اللسان وعفته طريقا لاستقامة الإيمان فقد جاء في الحديث عن المعصوم(عليه السلام): (لايستقيم إيمان أمريء حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه).

عفة العين: عن كل ما حرم الله تعالى فهي نعمة من نعم الله تعالى لنرى آياته وبديع خلقه فنتفكر في عظمته،وحق هذه النعمة الحفاظ على عفافها وعدم النظر بها إلى ما حرم الله تعالى فالنظرة سهم من سهام إبليس تورث الحسرة والندامة،وتنسب إلى أمير المؤمنين أبيات من الشعر يقول فيها: أقول لعيني أحبسي النظرات _ يا عين لا تنظري بالسرقات

فكم نظرة قادت إلى القلب شهوة _ فأصبح منها القلب في حسرات

4-عفة الفكر: بأن لا يكون الفكر مشوبا بالخرافات والأباطيل والفساد والانحراف وهذا لا يكون إلا بالرجوع إلى منهج الحق و إتباعه إتباعا واعيا فنحن نعاني في وقتنا الحاضر من أزمة في الفكر،فلعلك تجد إنسانا مؤمنا طيب القلب لكنه للأسف الشديد يقع فريسة للأفكار المنحرفة الضالة بسهولة ويعتنقها ويسير بغير هدى وهو لا يعلم وهذا واقعا شيء من الجهل المستشري في المجتمع.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.