02 November 2009 - 13:11
رمز الخبر: 1018
پ
رسا/مواقف العلماء- فی خطبة الجمعة تعرض آیة الله عیسى قاسم لمعضلة الإرهاب الذی صار یمثل تحدیا خطیرا للأمة، وجاءت مقاربته للظاهرة بکلمات جامعة فیها الکثیر من العمق والدقة،
الشیخ عیسى قاسم ..الإرهاب صنفان مدمران لوجود الأمة
1. إرهاب الحکومات المناقضة لمصلحة الأمة وإرادتها، والمتآمرة مع أعدائها على هُویتها، والداخلة فی التبعیة المذِلّة والانسیاق المخزی وراء إرادة أولئک الأعداء مع استعمال القوّة الباطشة وأسالیب القمع والتنکیل لتثبیت هذه السیاسة، وقهر کل صوت حر وصرخة شعبیة مؤثرة. ذلک إلى جنب النهب والغصب والاستحواذ على الثروة، وممارسة ألوان الظلم والتمییز، وإحداث الفتن والتفنن فی خلق أنواع الأزمات.
أنظمة من هذا النوع هی إرهابیّة، وهی أساس الفتنة فی الأرض، وسیاسات من هذا النوع لابد أن تولِّد حالة الإرهاب.
2. إرهاب الجماعات المتطرفة التی امتهنت جریمة القتل الجماعی الحرام بلا حساب، ولا تفریق بین رجل وامرأة، أو شیخ کبیر، وطفل صغیر وحتى الرّضع، وبین من له دور سیاسی ومن لا دور له فی السیاسة، وبین سوق ووزارة ودار عبادة، وبین جماعة تزفّ عرّیساً، وأخرى تشیّع جنازة.
وقد وُلِد الإرهاب الثانی فی الأجواء الفاسدة البغیضة للإرهاب الأول لیجتمع تدمیران هائلان لوجود الأمة، وتشویهان بالغان لإسلامها، وطاعونان للقضاء على أخضرها ویابسها.
والمصیبةُ الکبرى أنَّ کلاًّ من الإرهابیین ینتسب للإسلام، ویدّعی تمثیله، ویتمترس بجبهة عریضة من العلماء والفتاوى العُلمائیة المتراشقة.
ولیس من الضّروری أن یکون هؤلاء العلماءُ علماء، ولا أمناء ولا أتقیاء، وممن یخاف اللهَ فی دینه وفی أموال المسلمین وأعراضهم ودمائهم.
ولو کانوا ممن یعرف الدِّین، ویخاف الله، لما اشترکوا فی ظلم، ولم یدفعوا إلى جرم، ولَفَقَدَ کلا الإرهابیین دعامة من أکبر دعائمهما.
أیُّ عالم بحقّ له فهم بالإسلام، وإیمانٌ بقیمه، وفقهٌ بأحکامه، وتقیّدٌ بشریعته یمکن أن یُبرِّر ما یجری من الاستهداف المتعمد للشیوخ والأطفال والنساء والأبریاء من کل الأعمار بتمزیق الأشلاء، وتطایر الأکفّ والرؤوس وعلى مستوى جماعی کبیر من الضحایا فی الأسواق والمساجد ودور العلم والمصحّات وفی کل مکان کما فی العراق وباکستان وغیرهما؟!!
وهل یُحارَب الغزاة المستکبرون بهذا القتل والتدمیر للمستضعفین الأبریاء ممن یُعادُون الاستکبار ولا یکنّون له إلا البغضاء، وبنشر الرُّعب وفوضى الخوف والهلع فی صفوف الآمنین من المسلمین المصلّین والصّائمین الذین لا یتمنّون للإسلام والأمّة الإسلامیة إلا النّصر والعزَّ والسّؤدد؟!
وفی الساحة العراقیة یتناصر إرهاب الحکومات المعادیة لاستقرار العراق ومصلحته وفی مقدمتها الحکومة الأمریکیة مع إرهاب الفئات المتطرّفة وذیول البعث ویتمُّ التنسیق بین الإرهابیین فی مواجهة الخیار الدیمقراطی للشعب، وإرادته الحرة واختیاره لحکومته وتقریر مصیره.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.