02 November 2009 - 23:23
رمز الخبر: 1025
پ
رسا/تقریر- بانعقاد مؤتمره الثالث تحت شعار (التقریب بین المذاهب الإسلامیة من اجل تکریم الإنسان وتعزیز الوحدة الإسلامیة) یکون المرکز الإسلامی بلندن قد أخذ موقعه المتقدم على صعید العمل التقریبی، فالتوقیت کما البیان الختامی جعلا من المؤتمر فی محطته الثالثة خطوة نوعیة واستراتیجیة
مؤتمر التقریب الثالث بلندن ینشر بیانه الختامی الهام.
.
أنهى المؤتمر الدولی الثالث للتقریب بین المذاهب الإسلامیة فی لندن أشغاله، ببیان مهم، وکان المؤتمر قد انعقد بدعوة من المرکز الإسلامی فی لندن تحت شعار: "التقریب بین المذاهب الإسلامیة من أجل تکریم الإنسان وتعزیز الوحدة الإسلامیة"، وبمشارکة عدد من العلماء والمفکرین من مختلف البلدان الإسلامیة والأوربیة.
وجاء فی دیباجة البیان أن المؤتمر اتخذ هذا العنوان باعتباره ضرورة من ضرورات هذه المرحلة التی یواجه فیها عالمنا الإسلامی مختلف الأنشطة والفعالیات فی إطار التحدیات والتهدیدات أمام وحدة کیان الأمة الإسلامیة بمذاهبها وطوائفها وقومیاتها وکافة مکوناتها، وحینما لا تتمکن هذه الأمة من جمع صفوفها ولملمة أطرافها فأنها ستکون عرضة لکل تلک التحدیات والأخطار وینتهی الأمر بها إلى الضعف والهوان.. فالتقریب هو من أجل کرامة هذا الإنسان، وتفعیل فرص الوحدة الإسلامیة، وکلا الأمرین یبعث على تحقیق أغراض وأهداف الرسالة الإسلامیة التی تهدف إلى إخراج أمة یحب الله اصطفافها مدافعة عن سبیل الحق، قال الله تعالى: (إن الله یحب الذین یقاتلون فی سبیله صفاً کأنهم بنیان مرصوص) /سورة الصف: 4
وتضیف الدیباجة، نستذکر هنا بإکبار جهود وتأثیر علماء وقادة العالم الإسلامی آنذاک حیث آثروا التقریب بأفضل الأسالیب وأغنوه بمشاریعهم وبرامجهم وأفکارهم کالشیخ محمود شلتوت والشیخ محمد المدنی والإمام حسن البنا والسید شرف الدین والشیخ محمد تقی القمی والإمام الخمینی والسید الخامنئی والشهید الصدر وآخرین (رحمهم الله تعالى).
وقد أقرّ المجتمعون فی هذا المؤتمر الدولی الثالث جملة من التوصیات والرؤى نعرضها کاملة لأهمیتها الکبیرة:
1- لا زالت نتائج المؤتمرین السابقین للتقریب بین المذاهب الإسلامیة اللذین انعقدا فی لندن خلال السنتین الماضیتین 2007، 2008 تقتضی المواصلة والسعی المستمر لتحقیقها حیث أنها تصب فی إطار جهود الوحدة الإسلامیة والتقریب وتوسیع فرص الحوار بین المسلمین أنفسهم وعلى مختلف طوائفهم ومذاهبهم وقومیاتهم، منطلقین من قاعدتین أساسیتین هما الأخوة الإنسانیة والأخوة الإسلامیة.
2- إن التحدیات التی واجهها العالم الإسلامی ولا یزال منذ عقود متعددة لا زالت تتسع وتأخذ حجماً أکبر وتتعقد أسالیبها یوماً بعد یوم مستهدفة ضعف المسلمین من خلال حالة التشرذم والفرقة التی یعیشها عالمنا الإسلامی الیوم. وإزاء ذلک لابد من الإصرار على طریق الوحدة والانسجام فی الخطاب والمواقف معاً والمضیّ قدماً فی طریق التقریب، لیکون خطابنا بمستوى المرحلة والتحدیات.
3-ان التهدیدات والأخطار الکثیرة فی العالم الیوم کآفة الفقر والمرض والتجهیل وأخطار البیئة والحرمان الاقتصادی وغیرها تؤثر کلها فی بلداننا وشعوبنا الإسلامیة قبل غیرها من البلدان والشعوب، وتأتی على کرامة الأمة وهوان الإنسان المسلم بعد أن یعرضوه لدمار الفقر والتجهیل والمرض. ولا خلاص لهذه الأمة إلا بوحدتها وتقاربها ومتانة خطابها ومعرفة حقوقها وثقتها بالله الحی القیوم، فالتقریب یعید للأمة هویة وجودها المستلب ویحقق لها فرص العمل المشترک ویقضی على أوهام الفرقة والاختلاف. وتبقى الکلمة السواء بیننا هی کلمة التوحید وتوحید الکلمة.
4- لم تزل فتاوى التکفیر ضد المسلمین إلى الیوم منطلقة من بعض المتخلفین والمتحجرین فکریاً وتمر للأسف من غیر مواجهة أو شجب إلا من قبل بعض المتنورین، والمخلصین فی هذه الأمة، ورغم أن مسؤولیة هذه المواجهة على الجمیع بقول رسول الله (ص): (کلکم راع وکلکم مسؤول عن رعیته) لکن تبقى المسؤولیة الأکبر یضطلع بها علماء هذه الأمة، فعلى العالم أن یبیّن علمه ویواجه الفتن السوداء التی ترید بالأمة التمزق وزوال قوتها، ولابد أن تسمع الإنسانیة والمسلمون بشکل خـاص
صوت الوحدة والتقریب من علماء هذه الأمة الإسلامیة وقیاداتها الدینیة، ولنجعل قاعدة: نختلف لنتکامل لا لنتخاصم.
5- إن کرامة الإنسان من ابرز أهداف مسیرته فی الحیاة التی لابد أن تدعّم من خلال أسالیب عملیة واضحة منها: احترام حقوق الآخرین والمحافظة علیها والسعی فی رفع حاجات الناس من خلال إشاعة مفاهیم التکافل والنصرة، وتتوج هذه الکرامة من خلال مواجهة أسباب التشتت، والاختلاف المؤدی الى الفرقة والتناحر بالوحدة والتوافق وتفهّم الآخر.
6- على العلماء والمفکرین ومسؤولی البلاد الإسلامیة ورموز الأمة التصدی لتصحیح الصورة المشوّهة عن الإسلام فی العقل الغربی ویقتضی ذلک إیجاد أطر وآلیات متقنة لتوثیق الخطاب المؤثر، وهذا لا یتأتى بجهود فردیة فهی فرص للعمل المشترک أیضاً بین المسلمین بمختلف مذاهبهم وطوائفهم للتصدی ومواجهة هذه التحدیات والعمل على تصحیح الصورة المشوهة لدیهم.
7- الحرص على أن یتضمن خطابنا التقریبی المضامین الرئیسة منها: تغلیب المصلحة العامة على غیرها عند التعارض، واعتماد النظرة الاجتماعیة ومقاصد الشریعة العامة أولا، وأن العالمیة الإسلامیة لا تتجاوز على الخصوصیات الثقافیة للشعوب بل تهذبها وتوجد الانسجام بینها، ولابد من اعتماد مبدأ الوحدة الإسلامیة فی المواقف العملیة والتوجه إلى اکتشاف المساحات المشترکة وتوسعتها والتعاون على تطبیقها والتسامح فی مورد الاختلاف.
8- نبذ منهج الإفراط والتطرف فإنه منهج مخرب، فالتطرف ینتج العزلة والانزواء من جهة والتهور والاستهانة بالحرمات وتکفیر الآخرین وإباحة دمائهم من جهة أخرى، ولابد من إنتاج خطاب إنسانی یساعد على الانفتاح والحوار ونشر ثقافة دافعة تصنع العلاقات الایجابیة مع الآخر.
9- أن یتوفر لدینا خطاب متوازن له خصوصیته العقائدیة وهویته الإسلامیة الواضحة ومنفتحا على الآخر فی مواجهة الجانب الاستعلائی فی الخطاب الغربی لنا والذی یطمح للأسف إلى تسیید الحضارة الغربیة وتمریر منظومته الفکریة والأخلاقیة التی لا ینسجم الکثیر منها ومعتقدات الأمة الإسلامیة..
10- هناک من یتطاول على مشروع التقریب موجهاً له الطعون متهمین إیاه بعدم الجدوى وأنها جهود ضائعة لا یمکن ضمّها إلى خطط بناء وتنمیة العالم الإسلامی وشعوبه، إن بعض هؤلاء للأسف الشدید لم یدرکوا قیمة هذه الجهود المؤثرة فی تجسیر الهوّات وإقامة فرص الحوار المشترک وتجاوز الجمود الفکری. أما أعداء الأمة الإسلامیة فهم یخافون من هذه المشاریع التقریبیة والوحدویة فراحوا یطعنون ویلمزون الساعین فی هذا الطریق، وما العدوان الهمجی المدان إنسانیا وشرعیاً والذی وقع فی منطقة سرباز جنوب شرق إیران مؤخراً والذی راح ضحیته العشرات من رواد التقریب سنة وشیعة. ومن الساعین لتحقیق الأخوة بین أبناء المذاهب الإسلامیة إلا تعبیراً عن تلک المخاوف وکاشفاً عن أجندة لئیمة یخطط لها أعداء هذه الأمة مستهدفین رجالاتها المؤمنین السائرین فی طریق التقریب والوحدة.
11- یثمن المؤتمر المواقف البناءة التی اتخذتها المرجعیة الدینیة فی العراق فی إطار التقریب والوحدة لا سیما مرجعیة آیة الله العظمى السید علی السیستانی، وکذلک جهود الوقفین الشیعی والسنی فی العراق على إیجاد فرص الألفة وتذلیل الکثیر من المشاکل التی واجهت الشعب العراقی.
12- لا زالت قدراتنا الإعلامیة المتاحة لدى المسلمین یمتلکها خطاب تجزیئی وأحیانا فئوی أو رسمی أو مذهبی، فلابد من ترشید هذه الطاقات وتوجیهها من خلال بلورة خطاب إعلامی واقعی ومؤثر إلى جانب السعی للحیلولة دون تحول هذه الوسائل الإعلامیة إلى إبراز الهموم الذاتیة أو توظیفها تجاریاً لیثرى البعض على حساب مصلحة الأمة.
13- یبارک المؤتمر کل الجهود المخلصة الرامیة إلى إشاعة ثقافة التقریب والوحدة بین المسلمین، ونذکّر على سبیل المثال بخطوتین فی هذا الطریق کفضائیة التقریب التی أسسها مؤخراً المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة لتکون منبراً مؤثراً فی هذا الطریق وکذلک المساعی الحاصلة لدى المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة الایسیسکو فی تألیف کتاب مدرسی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة لیکون مؤثراً أیضاً فی المنهج المدرسی للطلاب، وهنا یأتی الدور المهم والمؤثر لمنظمة المؤتمر الإسلامی بما یتاح لها من التأثیر والقدرة على إیصال صوت التقریب إلى قلوب وأذهان المسلمین لا سیما من خلال النظام الرسمی فی البلدان الإسلامیة.
14-ضرورة إنشاء لجان ومراکز مشترکة أیضا تتبادل المعلومات وتتشاور فی قضایا التواصل حول تعزیز العلاقات بین الثقافات والشعوب والحضارات لمواجهة ثقافة الصدام والتهمیش والإلغاء والصراع واستبدالها بآفاق الحوار الدینی والحضاری مع عموم الإنسانیة فی کل مکان.
15- یتقدم المؤتمرون بالشکر لکل العاملین فی مجال التقریب ویثنی على جهودهم الاستثنائیة والشکر موصول أیضاً لکل من شارک فی هذا المؤتمر وسعى لإنجاحه وساهم فی إظهاره إعلامیاً وبالخصوص وسائل الإعلام المحترمة والسادة الإعلامیین المشارکین فی المؤتمر.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.