03 November 2009 - 23:59
رمز الخبر: 1032
پ
رسا/تقریر -ألقى قائد الثورة الإسلامیة خطابا بمناسبة حلول الذکرى الثلاثین لاحتلال وکر التجسس الامریکی، أکد فیه على المواقف الثابتة من الاستکبار، وأن لا جدید فی الموقف من أمریکا مهما تغیّر الخطاب، لأن العبرة بالأفعال.
قائد الثورة الإسلامیة.. الشعب الإیرانی لن تنطلی علیه تصریحات الإدارة الأمیرکیة التصالحیة
أکد قائد الثورة الإسلامیة السید علی الخامنئی، أن الشعب الإیرانی لن ینخدع بتصریحات الإدارة الأمیرکیة التصالحیة الخادعة، وأن الموقف من أمریکا لن یتغیر ما لم تتخلى عن نزعتها الإستکباریة، و أن الشعب الإیرانی لن یتراجع أبدا عن استقلاله وحریته ومصالحه الوطنیة وحقوقه.. جاء ذلک لدى استقبال سماحته حشدا کبیرا من الطلاب والجامعیین وأسر الشهداء، بمناسبة الیوم الوطنی لمقارعة الاستکبار العالمی فی الذکرى السنویة الثلاثین لاحتلال وکر التجسس الأمریکی فی 4 تشرین الثانی/نوفمبر عام 1979
وأشار سماحته فی هذا اللقاء إلى الموقف من الاستکبار
معتبرا أن الکفاح الصحیح والمنطقی والمعقول والحاسم فی الوقت نفسه هو الذی تنبع دوافعه من الإیمان، وأن ذلک أحد الضرورات المسبقة، لأنه لا یمکن إجبار شعب على الصمود والمقاومة بإصدار الأوامر له.
وأوضح قائد الثورة الاسلامیة أن جیل الشباب فی إیران وبفضل التجارب والخبرات التی اکتسبها خلال الأعوام الثلاثین الماضیة من عمر الثورة الإسلامیة، یتمتع بدافع إیمانی؛ إذا لم یکن أقوى مما کان للشبان الإیرانیین فی أوائل الثورة، فإنه لیس أقل منه.
وأکد سماحته على ضرورة الفصل بین القلّة من أولئک الثوریین المتهرئین والنادمین من الکفاح، و جماهیر الشعب والشباب؛ وقال: لو وقع حدث ما فی إیران مثل الحرب المفروضة، فإن الشبان المتطوعین سیهرعون لمواجهة العدو فی صورة اکثر مما کان علیه الحال عامی 1980 و1981 ؛ العام الذی بدأت فیه الحرب المفروضة من قبل النظام العراقی السابق ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
واعتبر قائد الثورة أن البصیرة تمثل الضرورة المسبقة الثانیة للنضال الصحیح والمنطقی والحاسم، وقال: إن السبب فی التأکید مرارا خلال الفترة الأخیرة على موضوع البصیرة؛ هو أوضاع العالم الراهنة ومکانة إیران الاستثنائیة والممیزة، ولأن أی تحرک جماهیری بحاجة إلى التحلی بالبصیرة العامة.
ووصف آیة الله الخامنئی، البصیرة التی یتمیز بها جیل الشباب الحالی فی إیران بأنها أکثر بکثیر مما کانت لدى شباب أوائل الثورة ومن بعده، مشددا على أن معرفة الاستکبار هو أهم شرط فی مقارعته.
و فی توصیفه للاستکبار أوضح سماحته على أنّ الاستکبار یعنی القوة أو القوى التی تقوم عبر استخدام إمکانیاتها المالیة والعسکریة والإعلامیة بالتدخل فی شؤون الدول والشعوب الأخرى وکأنها مالکة لها.
وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى أداء الإدارة الأمریکیة فی دول العالم المختلفة خاصة فی الدول الإسلامیة، واصفا هذه الإدارة بالمستکبرة بالمعنى الحقیقی للکلمة، وقال:إن الإدارة الأمریکیة وبعد انتصار الثورة وظهور قدرة الشعب الإیرانی فی القضاء على النظام الشاهنشاهی الفاسد والعمیل؛ قامت ومنذ الأیام الأولى لانتصار الثورة الإسلامیة بالتخطیط والتآمر ضد الشعب الإیرانی والنظام الإسلامی، وتحولت السفارة الأمریکیة فی طهران إلى وکر للتجسس، وبدلا من أن تعتذر أمریکا للشعب الإیرانی وتعوّض عن الخسائر والآلام التی ألحقتها بهذا الشعب،
فإن قائمة الجرائم التی ارتکبتها الإدارة الأمیرکیة خلال الأعوام الثلاثین الأخیرة ضد الشعب الإیرانی، طویلة جدا وقال: قبل سنوات أفصح أحد وزراء الدفاع فی أمریکا بما یکمن فی قلوب المسؤولین الأمریکیین حیث دعا إلى اجتثاث جذور الشعب الإیرانی، وهم عملوا بکل قواهم فی هذا السبیل إلاّ أن الإمام الخمینی العظیم (رض)؛ هذا الرجل الاستثنائی فی التاریخ؛ وقف بوجه أمریکا معلنا أن الشعب الإیرانی لن یتراجع أبدا، وأن أمریکا غیر قادرة على ارتکاب أیة حماقة.
وأکد قائد الثورة الإسلامیة، أن أمریکا لم توفّر أی إجراء تستطیعه ضد الشعب الإیرانی، معلقا على ذلک بأن نتیجة هذه المواجهة کانت المزید من الرفعة والشموخ للشعب الإیرانی، والتقدم والتطور للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، والمزید من القوة لإیران والنظام الإسلامی.
و على صعید اللهجة الأمریکیة الجدیدة أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى بعض التصریحات التصالحیة ظاهریا لبعض المسؤولین الأمریکیین، وقال: کلما ظهرت على الأمریکیین ابتسامة ظاهریة نجد بعد التدقیق والدراسة أنهم یخفون خنجرا وراء ذلک، وأن نوایاهم لم تتبدل.
وأکد آیة الله الخامنئی أن الابتسامة التکتیکیة لا تنطلی إلاّ على الصبیان موضحا:لو انخدع شعب عظیم وذو خبرة ومسؤولون منتخبون من قبل الشعب بمثل هذه الابتسامات فإما هم من السذج أو من الغارقین فی الأهواء والملذات حتى یسعوا وراء المساومة مع العدو.
وأضاف: لو کان مسؤولو البلاد ذوی فطنة وحنکة وخبرة وسعوا لخدمة مصالح الشعب فسوف لن تنطلی علیهم هذه الابتسامات.
وفی السیاق ذاته أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى بعض التصریحات الجمیلة ظاهریا والرسائل الشفاهیة والخطیة المکررة للرئیس الأمریکی الجدید للحوار مع إیران ولتسویة المشاکل، لافتا إلى أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة قررت ومنذ الوهلة الأولى عدم إصدار أحکام مسبقة وأن ترى شعار "التغییر" فی الواقع العملی، واستطرد سماحته قائلا:لکن ما شهدناه على أرض الواقع خلال هذه الفترة کان کله مخالفا للتصریحات الجاریة على ألسنتهم، مضیفا أن الأمریکیین یتحدثون من جهة
عن الحوار ویواصلون تهدیداتهم من جهة أخرى، ویعلنون أن المحادثات ینبغی أن تصل إلى النتیجة التی نرجوها وإلاّ اتخذنا إجراءاتناᴉ واصفا هذه العلاقة کعلاقة الذئب بالحمل والتی أعلن الإمام الخمینی (رض) الموقف بشأنها بکون إیران لا ترغب فی مثل هذه العلاقة.
وذکّر قائد الثورة الإسلامیة بأن الشعب الإیرانی قاوم حتى فی المرحلة التی کانت هناک قوتان تحکمان العالم ومتفقتان فی وجهات النظر، وأرکع الشعب الإیرانی هاتین القوتین، وهذا ما ینبغی أن یکون درسا وعبرة للأمریکیین فهم الآن لا یمتلکون القوة التی کانت لدیهم فی تلک المرحلة، فی حین أن قوة النظام الإسلامی تضاعفت أضعافا مضاعفة.
وأوضح قائد الثورة الإسلامیة أن الشعب الإیرانی یسعى لنیل الاستقلال والحریة وتأمین مصالحه الوطنیة وتحقیق التطور فی العلوم والتکنولوجیا، وأضاف: إن الشعب الإیرانی سیتصدى وبکل وجوده لکل من یحاول الاعتداء على حقوقه.
وشددّ على أنه فی الوقت الذی ستتخلى فیه أمریکا عن نزعتها الاستکباریة وتدخلها فی شؤون الشعوب الأخرى، فستصبح بالنسبة لإیران مثل سائر الدول، أما إذا واصلت أطماعها فی العودة إلى إیران والرجوع بالزمن إلى الوراء، و السعی للهیمنة على إیران فإنها لن تتمکن ومهما استخدمت من وسائل على إرغام الشعب الإیرانی على التراجع.
وأضاف أنه على الأمریکیین ألاّ یمنّوا أنفسهم ببعض القضایا والحوادث التی حدثت بعد الانتخابات لأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أکثر قوة وصلابة من مثل هذه الأمور، وأن النظام الإسلامی تمکن من التغلب على حوادث أکثر صعوبة منها.
وأکد قائد الثورة الإسلامیة، أن على الأمریکیین أن یعلموا بأن بعض الأشخاص الذین واجهوا الجمهوریة الإسلامیة ؛ومهما کانت نوایاهم خبیثة أو سیئة ومصحوبة بالسذاجة؛ لیس فی مقدورهم أن یفرشوا السجاد الأحمر لأمریکا لأن الشعب الإیرانی صامد وسیتصدی لهم.
وعن مکانة البلاد ومستقبلها، رأى القائد أن هذا البلد یجب صونه بالإرادة والعزم الراسخ المنبعث من الإیمان الدینی، وأن الاقتدار الحقیقی للشعب الإیرانی یکمن فی العلم والأبحاث.
واعتبر قائد الثورة أن لا سبیل أمام القوى الکبرى وأذنابها فی الداخل إلا التراجع أمام هذا الشعب المقتدر والمؤمن.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.