19 February 2016 - 16:19
رمز الخبر: 12362
پ
رسا - اکد السید فضل الله على "أهمیة العمل من أجل وحدة سوریا فی مواجهة المشاریع التی تسعى إلى تقاسمه من خلال تقسیم النفوذ فیه، حیث سیسعى العدو الصهیونی إلى أن یکون له موقع فی ذلک، وکلّ ذلک سیکون على حساب هذا البلد وموقعه ودوره".
السيد فضل الله
 
أشار السید علی فضل الله إلى أن "لبنان شهد فی الأسبوع الماضی حرکة سیاسیَّة هدفها المُعلن هو تحریک ملف رئاسة الجمهوریَّة وإخراج لبنان من حالة الفراغ الَّذی یعانیه، والذی یعرف الجمیع حجم تداعیاته على التوازن داخل البلد، وعلى استقراره، وعلى حرکة المؤسَّسات فیه"، لافتاً إلى أنه "فی الوقت الَّذی نقدّر أیّ حراک فی هذا المجال، فإننا نرى ضرورة استمراره ومتابعته، لیشمل کلّ المواقع السّیاسیّة، سعیاً لإزالة الهواجس والالتباسات الموجودة الآن، ووصولاً إلى تحقیق التّوافق المنشود والمطلوب لإنجاز هذا الملفّ".
وأعرب عن أسفه فی خطبة الجمعة فی مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک لأنه "لا یبدو أنّ حلَّ هذا الملف أصبح جاهزاً الآن، کما لا یبدو أنّ الباب مفتوح له، فی ظلّ التصعید الذی تشهده المنطقة والذی ینعکس سلباً على هذا الملف، وعلى أیّ ملف آخر وفی ظلّ استمرار المواقف السیاسیة على حالها. ولذلک، على اللبنانیین الانتظار وسط کل ذلک، ولعلّ ما یخفّف الوطأة على اللبنانیین، هو استمرار التوافق الإقلیمیّ والدّولیّ على استقرار الوضع الأمنیّ فی هذا البلد"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر، رغم أهمیّة نتائجه الإیجابیَّة، لم یأتِ لسواد عیون اللبنانیین، بل لانشغال الجمیع بملفات أکبر، وخصوصاً ملفّ اللاجئین، الَّذی تحوَّل إلى مشکلة کبیرة للغرب".
وأفاد أنه "فی هذا الوقت تکشف الأیام مدى الفساد المعشعش فی الدولة، وعجزها عن معالجة الأزمات الحیاتیة لمواطنیها، فقد فشلت فی معالجة أزمة الکهرباء، کما فشلت، وبعد سبعة أشهر، فی معالجة أزمة النفایات، رغم کلّ تداعیاتها الخطیرة البیئیّة والصحیة، إلى أن وصل هذا الملف إلى طریق مسدود، وعاد إلى مربّعه الأول"، لافتاً إلى أنه "من المعیب على من هم فی مواقع المسؤولیَّة، الاستهتار بصحّة المواطن وبیئته وحیاته، ومن المعیب أیضاً أن لا تستنفر الدّولة بکلّ أجهزتها ومواقعها السیاسیة لحلّ هذه الأزمة، لأن الجمیع قادرون على حلّها لو أرادوا ذلک، ولکنَّ مشکلتهم أنّهم یضعون القضایا الطائفیّة والمذهبیّة فی الأولویة، فلأجلها تُثار ثائرتهم، فیما کلّ البرودة فی التّعامل مع القضایا الوطنیّة والعابرة للطّوائف والمذاهب".
وأشار إلى أن "الدّولة تخلّت عن مسؤولیّتها فی ملفّات الکهرباء والماء، الَّتی أضحت بید المواطنین، فهم تدبّروا أمرها وفی ظلّ هذا العجز الفاضح، ربما یکون المواطنون بمؤسَّساتهم الأهلیّة والمدنیّة قادرین على معالجة قضایاهم وأزماتهم، وخصوصاً أزمة النفایات، من دون أن یحتاجوا من مؤسَّسات الدولة إلا إلى القوى الأمنیّة"، مفیداً أنه "من هنا، ینبغی التشدید على ما کنا أشرنا إلیه سابقاً، بضرورة التعاون بین البلدیات والمجتمع المدنی والأهلی، لإیجاد حلّ لهذه الأزمة، حفظاً لصحة المواطنین، وحمایةً لبیئتهم ولجمال صورة لبنان".
وشدد على أنه "لا بدَّ لنا فی هذا الظّرف من الإشارة إلى تنامی الجریمة البشعة، والَّتی حدثت فی أکثر من منطقة، فضلاً عن جرائم الخطف والسرقة ونحن هنا فی الوقت الذی ننوه بدور القوى الأمنیة فی ملاحقة المجرمین والکشف عنهم، فإننا نرى الحاجّة ماسّة إلى تشدید العقوبات علیهم وعدم التّساهل معهم، والتی غالباً ما توضع فی أدراج التدخلات السیاسیة والأحکام المخفّفة".
أما عن سوریا، فلفت السید فضل الله إلى أنه بات المیدان الّذی یثبت من خلاله حضور کلّ الأطراف المؤثرین فیه من المنطقة ومن العالم فإننا أمام ما یجری، نعید التأکید على أهمیة العمل من أجل وحدة هذا البلد فی مواجهة المشاریع التی تسعى إلى تقاسمه من خلال تقسیم النفوذ فیه، حیث لکلّ محور إقلیمی ودولی ساحة یتحرک من خلالها وطبعاً، سیسعى العدو الصهیونی إلى أن یکون له موقع فی ذلک، وکلّ ذلک سیکون على حساب هذا البلد وموقعه ودوره" ورأى أن "مسؤولیّة کلّ القوى الحریصة فی هذا البلد، القیام بدورها لإخراجه من أتون هذا الصّراع وإفشال کلّ المخطّطات الّتی هی على حسابه، وتعزیز فرص الحوار بین الدّولة والمعارضة الحریصة على وحدته وقوته، ومنع کل التدخلات الّتی تسیء إلیه".
وأشار إلى أنه "لا بدَّ لنا من مواجهة تنامی الأمراض، من خلال اعتماد الوقایة کبدیل من العلاج واعتبار ذلک مسؤولیَّة شرعیَّة وواجباً دینیاً، فلا یجوز للإنسان أن یفرط فی صحّته، فصحَّته أمانة الله عنده، ومن واجبه الحفاظ علیها إلى أبعد حدود".
الكلمات الرئيسة: سوریا لبنان السید فضل الله
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.