26 February 2016 - 14:37
رمز الخبر: 12399
پ
الشیخ احمد قبلان:
رسا - تطرق الشیخ احمد قبلان لموضوع الدول العربیة انه "وبما خصّ السعودیة، فإننا لا نضمر للسعودیة أی سوء، ولا للإمارات أو قطر أو الکویت وغیرها، بل ندعو إلى توحید الصف ووأد الفتنة، لکننا بالمقابل ضد أی فتنة مذهبیة وأی لعبة أمنیة أو عسکریة ضد کل دول الإسلام".
احمد قبلان
 
أشار المفتی الجعفری الممتاز، الشیخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة فی مسجد الإمام الحسین "ع" فی برج البراجنة، الى أن "المسلمین الیوم یعیشون القطیعة من وراء دول متناحرة، وشعوب شدیدة الولاء للسلطة، بعیداً عن حقیقة السلطة وواقعها من الله تعالى، وهذا خلّف أزمة ثقة بین المسلمین، وسمح للتناقضات السیاسیة أن تلعب بالفروقات المذهبیة، رغم أن المسلمین باختلاف مذاهبهم عاشوا دهراً من الإلفة، إلا ما کان من لعبة السلطة، التی لا همّ لها إلا بثّ الفرقة وتمزیق الوحدة، وتحویل الشعوب إلى ذخیرة حیّة بالصراعات السیاسیة، لأن أکثر سلطات الشرق ترى أن الشعب شعب سلطة، ولیست السلطة سلطة شعب، وهذا أخطر ما یواجه هذه الأمة الیوم".
وأوضح الشیخ قبلان انه "ولأن الإسلام هو الجامع الضروری للمسلمین، وکما لا یجوز فی الإسلام قتل على الکفر، لا یجوز قتل على الاختلاف المذهبی، وکما أن الشیعة آمنون بشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فإن السنّة آمنون بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، بل مطلق إنسان محترم النفس والمال والعرض والحقوق، وأخصّ المسلمین، لأن لعبة الأمم لم تترک شیئاً لتدمیر وحدتهم وسحق إلفتهم إلا واستغلّته إلى أقصى حدوده".
وتطرق الشیخ قبلان لموضوع الدول العربیة انه "وبما خصّ السعودیة، فإننا لا نضمر للسعودیة أی سوء، ولا للإمارات أو قطر أو الکویت وغیرها، بل ندعو إلى توحید الصف ووأد الفتنة، لکننا بالمقابل ضد أی فتنة مذهبیة وأی لعبة أمنیة أو عسکریة ضد کل دول الإسلام، فی سوریا ومصر ولیبیا والیمن والعراق، لا بخلفیة الأسماء، بل بخلفیة أن الفتنة محرّمة، وأن اللعب بالدم أمر ممنوع، وأن خصومة الأنظمة لا تبرّر تدمیر الأوطان، وما یجری فی وطننا العربی لیس بخلفیة سنیة أو شیعیة، بل هو لعبة أنظمة ومشاریع عابرة للبحار، ولسنا بحاجة إلى حفلة صراخ بل إلى حفلة وعی، وتحکیم للضمیر، لأن وطننا العربی مهدّد بالإبادة، وأمتنا تمزّقت، ومشاریعنا القومیة لیست أکثر من کذبة. لذلک ندعو السعودیة إلى التروی والانتباه، لأن مزیداً من الخلاف مع لبنان، یعنی مزیداً من الأزمات العربیة، وسط غمار محرقة، تکاد تحرق الشرق الأوسط بکامله".
وأکّد الشیخ قبلان "وقوفنا إلى جانب القدس وفلسطین، وإلى ضرورة وأد الفتنة فی کل من سوریا ولیبیا والیمن والعراق، کما نؤکّد وقوفنا إلى جانب المقاومة فی کل من لبنان وفلسطین، لأن البلاد التی لا مقاومة فیها ستظل أسیرة ذلیلة بید (اسرائیل)".
وشدّد الشیخ قبلان على أن "المطلوب حفظ لبنان، بحفظ مکوّناته، وعلى باقی الدول احترام خصوصیة لبنان، لأن الأوطان التی تخسر خصوصیتها ستکون عبأً على باقی الأوطان. ولبنان یحیا بإلفة طوائفه أکثر مما یحیا بالسیاسة والأمن، وأی لعب بتعایش طوائفه سیتحوّل کارثة على کل لبنان. فلبنان الآن بحاجة إلى من یفکر برویة، وبحاجة إلى التهدئة ولیس إلى التوتیر، بحاجة إلى من یقول کلمة طیّبة، لا إلى من یحرّض ویستغل ویراهن؛ زمن المراهنات ولّى، والحسابات الخاطئة یجب أن تتوقف، وعلینا جمیعاً أن نقرأ بوعی، وأن نقول ما یقرّب بین اللبنانیین ویجمع شملهم. فالتحریض لا یفید، وسیاسة التمحور والمحاور خسران مبین، کما أن منطق الغلبة والاستقواء لا یخدم أحداً، بل هو ضعف وإضعاف للجمیع، لذا نتوجه للجمیع بالقول: خففوا الوطأة، واهدأوا، فالبلد وکیانه ومصیره ووحدة أبنائه بخطر، الفتنة تقترب فاحذروها، واحسبوا الأمور بدقة، فالتسرع والارتجال من أشد المخاطر".
أضاف: "نعم بوحدتکم لستم بحاجة لأحد، وبتضامنکم لستم بحاجة إلى من یتصدّق علیکم، لبنان غنی بشعبه وبأرضه، ولبنان قوی بجیشه وبمقاومته. فلا تخافوا أیها اللبنانیون، طالما أنتم مقتنعون بوحدتکم، ولا تجزعوا طالما أنتم مصرون على الشراکة فی ما بینکم، ولا تهتموا لأی إجراء من هذه الدولة أو تلک، طالما أنتم أعزّاء فی نفوسکم. فإلى الوحدة أیها اللبنانیون، إلى التکاتف والتصالح، إلى قیام الدولة وبناء المؤسسات".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.