14 December 2009 - 11:53
رمز الخبر: 1336
پ
فضل الله حذّر من خطورة المواقف الأمیرکیّة ضدّ إیران والعالم الإسلامی:
السقف الزمنی الذی حدده الأمیرکیون للتفاوض هو سقف زمنی إسرائیلی

دعا العلامة السیّد محمّد حسین فضل الله، القیادة الإسلامیة فی إیران إلى الحذر من الابتزاز الأمیرکی فی مسألة التفاوض مع الأمیرکیین، مشیراً إلى أن السقف الزمنی الذی حدده الأمیرکیون للتفاوض مع إیران هو سقف زمنی إسرائیلی، وأجندة إسرائیلیة جرى تحدیدها من قبل المسؤولین الإسرائیلیین سابقاً، داعیاً الشعب الإیرانی والقوى الحیّة فی الأمة للوقوف مع إیران، لأن نجاح المحاور الاستکباریة فی ابتزاز إیران سیؤدی إلى مضاعفة الضغوط على الأمة فی کل مواقعها الحیّة.

أدلى العلامة فضل الله بتصریح تناول فیه التهدیدات الأمیرکیة الأخیرة لإیران وقال:
إن الإصرار الأمیرکی على استفزاز إیران والتعاطی معها بعقلیة الهیمنة الأمبراطوریة فی مسألة الملف النووی، لیس من شأنه أن یخدم التوجهات العالمیة التی انطلقت من أکثر من موقع داعیة لحل هذا الملف بالطرق الدبلوماسیة، وهو على کل حال لن یخدم المصالح الأمیرکیة نفسها، إذا کانت الإدارة الأمیرکیة الدیمقراطیة تفکر بإتباع أسالیب جدیدة للتعاطی مع العالم الإسلامی. ولذلک فالمسألة هنا لا تتصل بإیران وحدها، بل تتّصل بقوة الأمة وعزّتها وتوحّدها خلف قضایاها الأساسیّة، ولأن المحاور الدولیة الاستکباریة إذا نجحت فی ابتزازها وتهدیداتها فسوف تضاعف من حجم ضغوطها واعتداءاتها لتطاول مواقع العزة والکرامة فی الأمة کلها.
إننا نعرف أن الذی یدفع الأمیرکیین إلى لغة الاستعلاء فی مسألة الحوار والتفاوض مع إیران، وإلى تحدید سقف زمنی لذلک هی إسرائیل، التی تحدث مسؤولوها قبل أشهر عن ضرورة أن تقوم واشنطن بتحدید مهلة زمنیة لا تتعدى نهایة العالم المیلادی الحالی فی مسألة التفاوض مع إیران حول ملفها النووی السلمی، قبل أن یتحدث الناطق باسم البیت الأبیض قبل أیام معلناً الالتزام ـ غیر المباشر ـ بهذه المهلة.
ولقد بات واضحاً أنّ هناک خضوعاً أمیرکیاً جدیداً لکیان العدو، جرى تجسیده مؤخراً فی المناورات المشترکة وفی دفع الحلف الأطلسی لالتزام قواعد سبق للعدو أن حددها فی مسألة التعاون مع هذا الملف، وصولاً إلى الخطاب الأمیرکی التهدیدی والمتصاعد ضد العالم الإسلامی، ومن بینها التهدیدات التی أطلقها "أوباما" مؤخراً لإیران خلال جولته الآسیویة؛ الأمر الذی یشیر إلى أن الإدارة الدیمقراطیة عادت إلى القواعد السیاسیة الأمیرکیة الثابتة فی تغلیب مصالح العدو حتّى على المصالح الأمیرکیة نفسها، تحت عنوان طمأنة إسرائیل وإقناعها تدریجیاً بالسیر فی خطى العملیة السیاسیة.
ونحن نعتقد بأن هذا السقوط الأمیرکی أمام إسرائیل ستکون له تداعیاته الخطیرة على المنطقة العربیة والإسلامیة، وسیفسح فی المجال أمام توترات جدیدة قد تقود إلى عنف جدید وتنقل فی أکثر من مکان، کما أن الاستراتیجیة الجدیدة للرئیس الأمیرکی تجاه أفغانستان وباکتسان لها تداعیاتها الأمنیة المدمرة فی المنطقة، ولن تکون نتائجها فی مصلحة الأمیرکیین فی نهایة المطاف، بل ستکشف تورط الإدارة الجدیدة أکثر، وسیرها على طریق سالفتها فی مسألة العداء للمسلمین.
إننا أمام هذا الواقع ندعو القیادة الإسلامیة فی إیران إلى اعتماد المواقف الحاسمة التی تصب فی خدمة قضایا الأمة، والتی شأنها تعزیز عوامل وعناصر القوة فیها، وبالتالی الحذر من الخضوع للشروط الأمیرکیة فی الحوار والتفاوض، وخصوصاً أنه لا یستطیع أحد أن یقدم دلیلاً على نزوع البرنامج النووی الإیرانی نحو التسلح النووی.
وندعو الشعب الإیرانی بکافة فئاته وأطیافه للتکاتف والتوحّد، لإرسال رسالة حاسمة للمحاور الدولیة حول جدّیة الموقف الإیرانی وتماسکه، وللتأکید بأن المسألة تتصل بالعنفوان الإسلامی والوطنی غیر القابل للمساومة، کما ندعو القوى الممانعة والمقاومة فی الأمّة، کما ندعو کلّ الدول العربیّة والإسلامیّة لتأکید موقفها الرافض للمساس بأیّ موقع من مواقع الأمّة، أیّاً تکن الخلافات السیاسیّة بین الدول والمواقع، وأیاً تکن الاعتبارات الهامشیّة.

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.