21 December 2009 - 14:52
رمز الخبر: 1384
پ
الشیخ نعیم قاسم:
لن نعود إلى الوراء لنجرِّب الدبلوماسیة الفاشلة على حساب المقاومة الناجحة

احیا "حزب الله" اللیلة الثالثة من لیالی عاشوراء 1431 فی حسینیة الاوزاعی فی 19/12/2009 والقى نائب الامین العام للحزب الشیخ نعیم قاسم الکلمة الآتیة:
"لقد نصرنا الله تعالى نصراً لم ینصر به العرب مجتمعین ولا المسلمین مجتمعین، ووفقنا لنذلَّ اسرائیل من صغیرها إلى کبیرها حتى بات اسم المقاومة یُخیفهم فی حجورهم فی اللیل وفی النهار باسم الله جل وعلا.

کل التهدیدات الاسرائیلیة لا تهمُّنا ولا تؤثِّر علینا، فالحمد لله عندنا ما یکفی من الحمایة نستطیع من خلالها أن نمنع أذیة إسرائیل قبل أن تتأذى، وبالتالی هم یعلمون تماماً أننا مصمِّمون على أن نبقى فی الساحة، ونؤکد على أننا لن نتراجع مهما کانت الأصوات الدولیة والإقلیمیة لأنها أصوات تدعونا إلى المذلة والاستسلام، ولن نستمع إلا إلى صوت العزة والکرامة والحق، وهذا یعنی أننا سنثبت فی المیدان، ومن أراد أن یطالب فلیطالب إسرائیل، فهی المعتدیة ونحن المعتدى علینا، هی التی دخلت أرضنا ونحن الذین نحررها، هی التی تنتهک أجواءنا ونحن الذین نتحمَّل الأعباء، وبالتالی لا یُقال للمعتدى علیه لماذا تدافع عن نفسک؟ بل یقال للمعتدی أن توقَّف عن اعتدائک، فإذا کان العالم یُناصر المعتدی فی اعتدائه، وسنُثبت أننا مع الله سننتصر على المعتدی الاسرائیلی، لأننا أصحاب حق وهو صاحب باطل.

رئیس جمهوریة لبنان العماد میشال سلیمان حمل موقف لبنان إلى الرئیس الأمریکی أوباما، ماذا قال أوباما؟ قال نحن قلقون من تهریب السلاح إلى لبنان، لماذا؟ لأنه یُقلق إسرائیل ویضرُّ بأمن إسرائیل. ألست قلقاً یا أوباما من أن إسرائیل تمتلک 400 رأس نووی وأسلحة دمار شامل، وتقتل الاطفال والنساء والشیوخ، وتعتدی وتحتل وأخذت فلسطین بأسرها باحتلال تدریجی من سنة 48 إلى سنة 67، واحتلت الجولان وجنوب لبنان واحتلت فی الاردن وفی مصر، کل هذا لم یجلعک قلقاً على الأمن وعلى الانسانیة؟! بینما استعداد فئة قلیلة فی لبنان لتحمی نفسها وبلدها أقلقک من الإضرار بالأمن الاسرائیلی. هم یکیلون بمکیالین ویتحدثون بلغتین، لکن الحمد لله أن العلامة الأعلى فی الکراهیة فی العالم الاسلامی تأخذها أمریکا، وهذه نعمة لو عملنا لها مئات السنین لما استطعنا أن نتوصل إلیها کما هی الآن بفعل أداء أمریکا الکاذب الذی ینافی الاخلاق والکرامة والشرف، بحیث تصبح الحریة للأمریکی على حساب الاستعباد للعربی والمسلم والفلسطینی واللبنانی، وتصبح حقوق الانسان حقوقاً للأمریکی والاسرائیلی، أما نحن فلا حقوق لنا فی کل العالم الاسلامی، حتى صورة المنارلم یستطیعوا رؤیتها، فی عدد من الدول الاوروبیة منعوها والآن أمریکا ترید أن تمنعها وتعاقت من یؤجر قمراً صناعیاً من أجل بث قناة المنار، ماذا تبثُّ قناة المنار؟ تطرح مواقف وآراء. ألیس عندکم وسائل إعلام أکثر مما لدینا بکثیر، فإذا کان عندنا منار أنتم لدیکم الکثیر من الظلام، لکن المنار یسیطر على ظلامهم ولأن النور یبدِّد آثامهم، ولأن کلمة الحق تخترق قلب کل انسان عنده ذرة ضمیر، وهم لا یردون أن یُسمع صوت الضمیر عندهم فی أمریکا، لیتحکَّموا بهم ویستعبدونهم کما یریدون، أما نحن فسنبقى صوت الحق وسیصل هذا الصوت إن شاء الله تعالى إلى کل مکان.

مسؤولیتنا أن نحضر وأن نبقى فی المیدان ونقبل التحدی، مسؤولیتنا أن نتحمل غلاظة وصعوبات وتعقیدات التآمر الدولی والإقلیمی علینا، مسؤولیتنا أن لا نقبل بالاستسلام مهما کان، سواء بالشروط الأمریکیة أو الاسرائیلیة أو أی شروط أخرى، وأن لا نقبل أن یبقى شبر واحد من أرضنا محتلاً بید الغاصب الاسرائیلی، ولا یحق لأحد فی لبنان أن یکشف المقاومة، وأن یکشف الجیش اللبنانی والشعب اللبنانی. نحن الذین نطالب أولئک الذین لا یقاومون لماذا لا یقومون بالإجراءات المناسبة للمشارکة فی المقاومة، لیکونوا على جنباً إلى جنب مع المجاهدین فی الدفاع والتحریر، لا یقولنَّ أحد لنا: أنتم مسؤولون. لماذا؟ عندما ذهبنا إلى المقاومة هل أخذنا إذناً من أحد؟ عندما سقط لنا شهداء هل أعطانا أحد إفادات؟ کذلک من یرید أن یواجه إسرائیل علیه أن یفتِّش عن الطرق العملیة، أما أن یعتقد البعض بأن لبنان یتحرر بالدبلوماسیة، فمرحباً دبلوماسیة!! القرار 425 بقیَ 22 سنة مرمیاًّ فی الدرج، ولولا صرخة وحذاء المقاوم وموقف المجاهدین والمجاهدات لما تحرر الجنوب، فعندما یتحرر ببنادق المقاومة ولم تُثبت الدبلوماسیة جدواها، هذا یعنی أننا لن نعود إلى الوراء لنجرِّب الدبلوماسیة الفاشلة على حساب المقاومة الناجحة، سنبقى مع النجاح وأثبتوا لنا نجاحکم بالطرق الأخرى وعندها نجلس ونتفاهم إن شاء الله، ولکننا لن نتخلى عن قوتنا فی مواجهة العدو الاسرائیلی".

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة للإعلام

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.