02 August 2009 - 17:02
رمز الخبر: 143
پ
الشیخ محمود عاشور:
وكالة رسا للأنباء - قال الشیخ محمود عاشور وکیل الأزهر الأسبق ورئیس دار التقریب بین المذاهب الإسلامیة أن الشیعة لیسوا خارجین عن الإسلام مشیرا إلى أن الشیعة یختلفون عن السنة فی الفقه، لکنهما یتفقان فی الثوابت التی فی مقدمتها "لا إله إلا الله ومحمد رسول الله"، فضلاً عن أن القرآن هو کتاب الله ومعجزة رسول الله، وأن الکعبة قبلتنا جمیعًا، وبالتالی هم لیسوا کفرة .
هناک من یسعى لصنع فتنة هائلة بین الشیعة والسنة


أوضح فی تصریح للتوافق أن الشیعة انقسموا إلى فرق وکذلک السنة، وکل فرقة تکفر بعضها البعض، وبالتالی أصبحت المسألة "فتنة" کی یتفرق المسلمون سیاسیًا ولیس دینیًا، والاستعمار ینفخ فیها ویکبرها لمصالحهم الخاصة، وأضاف: المصریون مغرمون بأهل البیت ولکن لا یتشیعون

وأضاف : هناک جهات مأجورة تحمل الشیعة ما لا یقولون  وتقول عنهم ما لا ینبغی أن یقال وللأسف فإن ما یحدث الیوم یصب فی مصلحة إسرائیل التی کانت سعیدة بالطبع لما یحدث حالیا فی الأمة الإسلامیة، ویحاول الاستعمار أن ینفث فینا سمومه، ونحن للأسف نلتزم بما یحاول أن ینشره الاستعمار وبتوجیهه، وهذا حقیقی ونحن نعیش حیاة عجیبة وغریبة فی الأمة، علما بأن الاستعمار لا یفرق بین مسلم سنی ولا مسلم شیعی، وحینما اجتمعوا فی الغرب سابقا وقالوا هناک أقطاب تهدد الرأسمالیة والاستعمار الغربی وهذه المهددات منها المهدد الأحمر والمهدد الأخضر وقد قضینا على العدو الأحمر وبقی العدو الأخضر وهو الإسلام وبالتالی لابد أن نقضى علیه، وهو فی الغرب قائمین على هذا وخطط بوش کان هدفها القضاء على الإسلام والنیل منه، وسیاسة الاستعمار فرق تسد، ونحن نسمع کثیرا شائعات الاستعمار وأکاذیبه وما یوحی به إلى القادة والمسؤولین ونحن بالتالی نحقق أهدافه وأغراضه.

ولابد لنا جمیعا سنة وشیعة أن نتذکر أن الشیعة والسنة عاشوا دهورا وقرونا أحبة متشارکین ومتجاورین ومتصاهرین والعلاقات بینهم تقوم على الحب والود، وحین دخل الاحتلال إلى المنطقة أفسد هذه العلاقات  وهذا یؤکد أنهم یحاولون الترکیز على إیقاد الفتن بین الأمة، ونحن کأمة إسلامیة ینبغی أن ننظر لتاریخنا ومقومات التلاقی أکثر من مقومات الفرقة، فمقومات حیاتنا کلها تلاق، وهی کثیرة جدا عن مقومات الفرقة، فنحن أصحاب دین واحد ویجمعنا إله واحد ورسول واحد، وکتاب واحد وقبلة واحدة نتجه إلیها جمیعا، وکل هذا لا بد أن یربط ویؤلف بیننا حتى نکون أمة واحدة لا أمة شر ذمة، فوحدة الأمة فرض من فرائض الإسلام وینبغی أن ینتبه إلیها قادة الإسلام وعلماء الإسلام ومن یقودون الدول الإسلامیة حتى نحقق أمل المولى عز وجل فینا، وسیدنا النبی (صلى الله علیه وسلم) کانت دعوته حینما حصل خلاف بین الأنصار والمهاجرین قال «دعوها فإنها منتنة» فدیننا یجمع لا یفرق .

وأشار الشیخ عاشور إلى أن الشیعة مذهب إسلامی مثلنا مثله وهم یشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا فرق بیننا وبینهم ودائما نحذر من دعاوى الفرقة بین المسلمین إنما المؤمنون أخوة فهم إخواننا فی الدین والعقیدة ولا نقبل أبدا أی عناصر تبث الفرقة بین المسلمین بحجة أن هؤلاء شیعة وهؤلاء سنة، أما الخلافات بین المذهبین فهی خلافات فرعیة لا تمنع من کونهم أخوة لنا.

والتقریب بین المذاهب کان منذ عهد قدیم فی أیام الشیخ محمود شلتوت والعالم الآن یعیش عصر التکتلات السیاسیة والاقتصادیة والشرکات المتعددة الجنسیات وریاح العولمة الثقافیة والسیاسیة تهب من کل جانب علی شجرة الإسلام بهدف اقتلاعها من جذورها وذلک یحتم على الأمة الإسلامیة أن تتفاعل دولها وتتکاتف طوائفها المذهبیة المختلفة وتنبذ الصراعات التی بینها وإلا ستضیع معالم وجودها وتتکالب علیها الأعداء المتربصون بها والذین هم أصل الفتنة التی یدورون داخل حلقاتها .    

  

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.