08 February 2010 - 14:54
رمز الخبر: 1645
پ
العلامة السید محمد حسین فضل الله:
رسا/ اخبار العالم الإسلامی - ندد السید العلامة فضل الله بما انتهت إلیه الأمور من العدو الصهیونی والإستكبار العالمی بقیادة أمریكا,وأظهر أهمیة الأصوات العربیة للرد على ما یظهر منهم من عدوانیة علنیة,لعل ذلك یحد من أطماعهم التوسعیة والتقلیل من نوایاهم الخبیثة.
أهمیّة الأصوات العربیة فی الرد على تهدیدات العدوّ الصهیونی والإستكبار العالمی

 

أبدى العلامة السیّد محمّد حسین فضل الله برأیه، أنّ الأمیركیّین والصّهاینة یراهنون على ترویع المنطقة بالتّهدید بالحرب، وبالتّلویح بإشعال نیران الفتنة المذهبیّة، داعیاً الشّعوب العربیّة والإسلامیّة إلى مساعدة الشعب العراقی فی سعیه لتجاوز ألغام هذه الفتنة، محذّراً من أنّ القوم یریدون إشعال ما تبقّى من المسألة الفلسطینیّة بلهیب العراق الّذی یریدونه مشتعلاً لحساب مشاریعهم. ولاحظ أنّ الرئیس الامیركی باراك اوباما أفسح للعدوّ الإسرائیلی لكی یملأ الفراغ السیاسی فی المنطقة عبر تهدیداته بالإستعراضات العسكریّة والأمنیّة المستمرّة، وأكد على أهمیّة الأصوات العربیّة التی ردّت على تهدیدات العدوّ، داعیاً إلى تحویل هذه المواقف إلى خططٍ جاهزةٍ لهزیمة العدوّ عندما یفكّر فی عدوانٍ جدیدٍ أو مغامرةٍ جدیدة.

كما وعلّق على التّهدیدات الإسرائیلیّة الأخیرة والمواقف الأمیركیّة الدّاعمة للعدوّ بتصریحٍ جاء فیه: إنّ ما تعیشه المنطقة فی هذه الأیّام من أجواء ملبّدة، ومن غلیانٍ على المستوى السیاسیّ، الذی قد یطلّ على توتّرات أمنیّة معقّدة فی مناطق جدیدة، لا ینطلق من العقلیّة الصّهیونیّة فحسب، بل من قرارات أمیركیّة، ومن سیاسة إدارة أوباما التی قضت بإتاحة الفرصة أكثر للمسؤولین الإسرائیلیّین لكی یوزّعوا تهدیداتهم فی طول المنطقة وعرضها، لأنها ترید لاستعراضات الحرب أن تكون جزءاً من حال الضّغط التی تمارسها ضدّ محور الممانعة فی المنطقة.

وأضاف السید أنه قد برز فی الآونة الأخیرة أنّ إدارة أوباما لا تتطلّع إلى سحب الید من الملفّات المشتعلة فی المنطقة، بقدر ما تخطّط للعبث بهذه الملفّات، تارةً من خلال إطلاق ید العدوّ الإسرائیلیّ للقیام بعملیّات أمنیّة واغتیالات، وأخرى من خلال تهدیداته، مضافاً إلیها حركة سفراء أمیركا ومبعوثیها إلى المنطقة الّذین یتدخّلون فی تفاصیل العملیّة السیاسیّة فی هذا البلد أو ذاك، كما رأینا تدخل السّفیر الأمیركیّ فی العراق فی بعض قراراته المتّصلة بالانتخابات، وهو ما لاحظه الجمیع قبل الانتخابات اللّبنانیّة وبعدها، فی حركة نائب الرّئیس الأمیركیّ، ثم حركة السّفیرة الأمیركیّة التی تتدخّل فی كلّ شاردةٍ وواردةٍ فی لبنان.

وأظهر أن "أوباما" الّذی یُغفل المنطقة والمسألة الفلسطینیّة فی خطاب "حالة الاتحاد"، یترك الفراغ لكیان العدوّ لكی یملأه من جهة، ولمبعوثیه وسفرائه لیضغطوا على أكثر من جهة وفی أكثر من بلد، وخصوصاً فی لبنان والعراق، لیتناغم هذا الضّغط مع التّهدیدات المتواصلة بضرب لبنان وسوریا، ومع تلك التی تتحدّث عن ترك الخیار العسكریّ مفتوحاً ضدّ إیران، والتی تلتقی فیها أصوات غربیّة بالأصوات الإسرائیلیّة، الأمر الّذی یعنی أنّ الإدارة الأمیركیّة انفتحت على خطوط الفوضى من أبوابها الواسعة، وقرّرت أن تحرق أیدیها مجدّداً بتفاصیل الأوضاع فی المنطقة، وأن تستمع إلى نصائح بعض أهل الساسة القدماء فی الولایات المتّحدة الأمیركیّة ممن ینفخ ببوق الحرب على إیران من جهة، وبوق الفتنة المذهبیّة من جهةٍ أخرى، فیما یثیره من أن التّوازن فی المنطقة قد تعرّض للاختلال.

كما وبرهن  السید العلامة على نوایاهم الخبیثة التی تدل على أنّ أفضل السّبل لإعادته تكمن فی حرب سنیّة شیعیّة تنطلق من العراق إلى المواقع الأخرى.

ثم توجه بقوله :إنّ علینا كعربٍ ومسلمین أن نعرف أنّ القوم لا یفكّرون فی التّوازن إلا من زاویة عودة الولایات المتّحدة الأمیركیّة إلى موقعها الإمبراطوریّ القائم على البطش العسكریّ والسّیطرة المالیّة والاقتصادیّة، وعودة الكیان الصّهیونیّ إلى مواقعه السّابقة التی تداعت بفعل حرب تموز وتداعیاتها الكبرى التی هزّت هذا الكیان. كما علینا أن نعرف أنّ القوم عندما یتحدّثون عن العراق كمركز الثّقل فی التّوازن الاستراتیجیّ فی المنطقة، إنما یخطّطون لتألیب فریقٍ على آخر، ویریدون للأدوار العربیّة والإسلامیّة أن تتصارع فی العراق، لأنّهم یتطلّعون إلى عراقٍ مشتعلٍ یحرق بلهیبه ما تبقّى من القضیّة الفلسطینیّة، خصوصاً إذا جاءت نتائج الانتخابات بعكس ما یتطلّعون ویتوقّعون.

وواصل قائلا:بأنه إذا كان الأمیركیّون والصّهاینة یراهنون على ترویع المنطقة تارةً بالتّهدید بالحرب، وأخرى بالتّلویح بعصا الفتنة المذهبیّة، فإنّنا نراهن على وعی الشّعب العراقی الذی یستطیع محاصرة الفتنة وقطع الأیدی التی تعمل لها، وتجاوز كلّ الألغام التی تزرعها جهات تكفیریّة تخدم العدوّ فی الوقت الّذی تعتقد أنها تعمل لحسابها الخاصّ. وقد نجح الشّعب العراقی فی تجاوز ذلك على الرّغم من وحشیّة حرب التّفجیرات وهمجیّة الجهات الّتی تقف وراءها.

كما وحث العرب قائلا: على الشّعوب العربیّة والإسلامیّة بقیاداتها العلمیّة، وشخصیّاتها المنفتحة على القضایا الكبرى، أن تواكب مسیرة هذا الشّعب، بروحٍ عربیّة وإسلامیّة عالیة تنبذ الفتنة ومن یُشعل نیرانها، وتلاحق القتلة بالموقف الإسلامیّ الحاسم، وبالمحاصرة المیدانیّة، لتجعلهم یخسرون، ولیخسر معهم المحتلّ، فیخرج من أرض الرّافدین یجرّ أذیال الخیبة والخسران، كمقدّمة لخروجه من المنطقة، ورفع كاهله الاستكباریّ عنها. ونحن فی الوقت نفسه، ندعو إلى إخراج المنطقة العربیّة والإسلامیّة من حال التّخویف التی یُراد لها أن تضغط على قراراتها المصیریّة، بالتّأكید أنّ العرب والمسلمین قادرون على هزیمة الكیان الصّهیونیّ مجدّداً، وعلى إزاحته عن عرش التفوّق النّوعی الّذی یدّعیه. وبذلك، فإنّنا نؤكّد أهمیّة الأصوات العربیّة التی انطلقت لتردّ على تهدیدات العدوّ - ونرید لهذه المواقف أن تتحوّل إلى خططٍ جاهزة - قادرة على إفشال خطط العدوّ وهزیمته إذا حاول القیام بعدوان جدید ومغامرة جدیدة.

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.